لماذا يجب ألا يلعب رونالدو وسواريز في فريق واحد؟

تقرير – أحمد مختار

يوفنتوس سيتخلص من هيجواين، وسيضم مهاجم جديد. الكلام أولاً كان على أركاديوش ميليك، لكن مع رحيل ساري وقدوم بيرلو، تراجعت أسهم ميليك كثيراً، ودخل إدين دجيكو في الصورة، وبالطبع راؤول خيمينيز لم يستبعد، لكن مؤخراً زاد الحديث عن لويس سواريز ليصبح هو الأقرب للانتقال إلى زعيم إيطاليا، بحسب ما أكده أكثر من مصدر موثوق للأخبار والتعاقدات.

لكن هل يمكن تخيل فريق يضم سواريز ورونالدو في تشكيلة واحدة؟

الحقيقة أن يوفنتوس من أقل الفرق الكبيرة صناعة للفرص في أوروبا خلال الموسم الماضي، الأمر هنا لا يتعلق أبداً بكريستيانو وحتى هيجواين وديبالا، لأن البرتغالي على سبيل المثال قدم موسما جيدا بلغة الأرقام، سجل وترجم الفرص إلى أهداف، ولم يقصر على الإطلاق، قياسا بسنه ومردوده الحالي.

تخبرنا الإحصاءات أن اليوفي سجل 47 هدفاً فقط من لعب مفتوح Open play في بطولة الكالتشيو بالموسم الماضي، بواقع 1.2 هدف فقط في المباراة الواحدة، وهو بالمناسبة معدل يتفق تماما مع نسبة الأهداف المتوقعة التي كان يجب أن يسجلها الفريق وفقاً لعدد الفرص وحجمها وقربها أو بعدها من المرمى.

نستنتج من ذلك أن مشكلة يوفنتوس الحقيقية لم تكن أبدا في مهاجميه، ولا حتى في هيجواين السيء والمنتهي، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في ندرة صناعة الفرص من اللعب المفتوح، ضعف لاعبي الوسط في الابتكار والتمرير الحاسم، مع بطء واضح في التحولات ونقل الهجمات، والأهم من كل ذلك عدم وجود الأظهرة/ الأجنحة القادرة على فتح الملعب عرضياً بالقدر المطلوب، وإعطاء الفرصة للنجوم مثل ديبالا ورونالدو بالعمق.

دوجلاس كوستا إصاباته متعددة، كوادرادو جناح يلعب كظهير، دانيلو سيء، وساندرو غير ثابت المستوى، ومع عدم تأقلم رابيو ورامسي وانتهاء صلاحية ماتويدي وخضيرة، أصبح وسط وأطراف السيدة العجوز بلا شكل أو مضمون، لعدم قدرتهم على فعل شيء غير متوقع، والأهم من كل ذلك أن اليوفي أصبح فريقا مكسور الجناح!

بالتالي حتى مع قدوم أرثور ووستون مكيني، يبقى الفريق في حاجة إلى لاعب وسط آخر، خلاق وسريع وصانع، مع أطراف لا تتوقف عن الحركة، حتى قبل البحث عن خليفة هيجواين.

وفي حال أن اليوفي قرر التعاقد مع مهاجم أولاً، لماذا ثنائية رونالدو وسواريز بها قدر من الشك؟

من المرات النادرة التي ظهر فيها يوفي بشكل مميز خلال الموسم الماضي، عندما تكون ثنائية الهجوم مع ديبالا أشبه بالرقم 10 ورونالدو الرقم 9، ومعهما جناح صريح على الخط، بينما مع رونالدو وهيجواين في تشكيلة واحدة يمكن القول بأن يوفنتوس يلعب بثنائي من المهاجمين رقم 9 داخل الصندوق وخارجه، مما يجعل الارتجال والابتكار والإتيان بالجديد أمور معقدة للغاية.

رونالدو نفسه في السنوات الأخيرة، إما يتألق كمهاجم في فريق يدافع بـ 9 لاعبين + الحارس، ويعتمد عليه في الحسم والتحولات، مثل منتخب البرتغال على سبيل المثال، أو فريق يركز على وضع مهاجم متحرك في الأمام كـ “شادو سترايكر” يعطي الفرصة للدون من أجل القطع من الطرف للعمق، والتسجيل، كما حدث مع كريم بنزيما في وقت سابق.

البرتغالي كان في منظومة الريال هو المهاجم الحقيقي لا الوهمي أو الجناح، لذلك رونالدو مؤخرا هو 9 أكثر منه 7، مع الريال في آخر مواسمه، مع اليوفي، ومع البرتغال.

لويس سواريز في المقابل لا خلاف عليه، أحد أفضل المهاجمين في آخر 20 سنة، ويؤكد كثيرون أنه الأميز من بين لاعبي جيله، لكنه مؤخراً أصبح أقل، عامل السن، وزيادة الوزن، وكثرة إصابات الركبة، وعدم القدرة على اللعب بوتيرة ثابتة في الدوري والشامبيونزليج، مما جعله في موضع انتقادات جماهير وإعلام برشلونة.

سواريز 9 صريح مؤخراً، صحيح أنه يتحرك ويصنع، لكنه أيضاً ليس كالسابق، على مستوى القيام بالشق الدفاعي، الضغط على حامل الكرة، اللعب من لمسة واحدة، العودة إلى الوسط والميل تجاه الأطراف، أي أنه ليس الرجل المناسب الذي سيخدم رونالدو، وكريستيانو أيضاً ليس هو الشخص الذي سيصنع للويس كثيراً كما كان يفعل ميسي، مما يعني تواجدهما معاً وبالخلف ديبالا كرقم 10 أو جناح، يساوي مزيداً من الضعف على الأطراف لليوفي.

نقطة أخرى لا تقل أهمية، الهجوم والدفاع لا ينفصلان. عندما يكون هجومك قوي فإنه لا يسجل أو يصنع فقط، بل أيضاً يقوم بالضغط والافتكاك والدفاع من الأمام، مما يعود بالإيجاب على لاعبي الخط الخلفي. وفي حالة يوفنتوس القادمة، فإن سواريز ورونالدو لا يدافعان، وحتى ديبالا هو الآخر ليس الأفضل على مستوى الضغط، وكأن الفريق من دون الكرة عبارة عن حارس مرمى + 7 لاعبين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى