نادي الدحيل.. مسيرة ناجحة وأرقام قياسية في الدوري القطري

 

  • (د ب أ)- توووفه

 

عندما بدأت فكرة إنشاء نادي الدحيل القطري (لخويا سابقا) قبل قرابة 10 سنوات، كانت الفكرة التي تتبلور لدى مسؤوليه هي صناعة فريق يولد من البداية ليكون بطلا، ويرفع شعار المنافسة فقط على الألقاب والوصول لمنصات التتويج .

ومرت السنوات العشر سريعا وتحقق الهدف بشكل واضح وصريح ووصل عدد الألقاب في خزائن النادي إلى 12 بطولة حتى الآن بالتتويج الرسمي الذي سيتم اليوم السبت بلقب بطولة دوري نجوم قطر للمرة السادسة في تاريخ النادي، وهي أرقام قابلة للزيادة ليؤكد الدحيل أنه بالفعل ولد ليكون بطلا .

وفي موسم 2007/2008، وتحت قيادة المدرب الوطني عبد الله سعد، ظهر فريق الشرطة وفريق الجيش للنور لأول مرة في دوري الدرجة الثانية القطري، ولعبا كلاهما تحت التجربة دون إحتساب نتائجهما أو الصعود للدوري الممتاز.

وبعدها تغير مسمى الشرطة عام 2009 فأصبح لخويا ،وهو مسمى يطلق في قطر على (قوة الأمن الداخلي) ليلعب الفريق أول مواسم 2009 / 2010 وتتم احتسابه نتائج رسميا، بعدما استوفى كافة الشروط، ولم ينتظر طويلا فصعد إلى دوري نجوم قطر في ذلك الموسم (2009 / 2010) مع المدرب الوطني عبد الله مبارك المتخصص في تصعيد الفرق من الدرجة الثانية إلى دوري الكبار.

وبدأت الرحلة الطويلة نحو المجد في موسم 2010 /2011، مع مدرب جديد شاب وطموح هو الجزائري جمال بلماضي، الذي أشرف على تكوين الفريق وجدد دمائه بمحترفين على مستوى عالي.

استعان بلماضي بنخبة من اللاعبين الناشطين في أوروبا وتحديدا من الدوري الفرنسي، وبالأخص نادي فالنسيان الذي لعب محترفا ضمن صفوفه وضم منه الإيفواريين آرونا دينداني وبكاري كونيه، وصخرة الدفاع المغربي المخضرم عبد السلام وادو، بالإضافة للمحترف الآسيوي الأوزبكي جاسور حسنوف، ليكونوا هم نواة الفريق الأساسية مع كريم بوضياف وكلود أمين لوكوميت ومحمد رزاق ودامي تراوري وخالد مفتاح وغيرهم من الأسماء

والطريف أن الزملاء الذين تفرقت بهم السبل بعد فالنسيان، عادوا ليجتمعوا من جديد في قطر عبر نادي لخويا وتحت قيادة بلماضي كمدرب وليس كلاعب، فكان للتفاهم والانسجام الواضح كلمة السر في أول موسم ،حيث فاجأ الدحيل كل المنافسين وضرب بقوة في موسم استثنائي ليحقق الانجاز التاريخي، ويدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية بالتتويج باللقب على حساب الكبار الغرافة حامل اللقب والذي حل وصيفا، والريان الذي جاء ثانيا ،فيما حل العربي في المركز الرابع.

وحسم لخويا (الدحيل حاليا) لقب البطولة على حساب الغرافة بحصوله على 48 نقطة في المركز الأول، بفارق 5 نقاط كاملة عن الوصيف، ولعب لخويا 22 مباراة فاز خلالها في 15 وتعادل في 3 وخسر في 4 ،فيما سجل لاعبوه 40 هدفا ودخل مرماهم 17 .

وكان لتألق الساحر الإيفواري الصغير بكاري كونيه الذي سجل وحده 10 أهداف دورا كبيرا في تتويج الفريق باللقب ،حيث قدم اللاعب مستوى مميز للغاية أنسى الجميع تجربته غير الناجحة قبلها مع الغرافة، وأثبت حسن ظن المدرب جمال بلماضي به وبإمكانياته .

وفي الموسم الثاني 2011 / 2012 استمرت مسيرة النجاح فتوج الفريق باللقب أيضا بعد موسم مميز حصد خلاله اللقب بفارق نقطتين عن الجيش الوصيف حيث حصد 43 نقطة من الفوز في 12 مباراة والتعادل في 7 مواجهات وخسر في 3 فقط بينما سجل 36 هدفا ودخل مرماه 16 هدفا .

وشهد هذا الموسم الظهور الأول للمحترف الكوري الجنوبي الصغير (نام تي هي) الملقب بميسي آسيا والذي نجحت عين بلماضي الخبيرة في ضمه للنادي من فالنسيان بعدما تابعه عندما كان عمره 16 سنة وكان موهبة صاعدة بسرعة الصاروخ ليتألق مع الفريق ويسجل في الموسم الأول 5 أهداف، وبعدها أصبح من الركائز الأساسية للفريق وهو مستمر حتى الآن .

وبعد التتويج بلقب الدوري عامين متتاليين كسر السد حاجز تفوق الدحيل وتوج باللقب في موسم 2012 /2013 تحت قيادة مدربه حسين عموته بينما حل الدحيل وصيفا برصيد 46 نقطة بفارق 5 نقاط عن البطل .

أما في موسم 2013 / 2014 فكتب لخويا فصلا جديداً ومتميزا في تاريخ كرة القدم القطرية حيث نجح في استعادة اللقب من جديد بعد التخلي عنه في الموسم الذي يسبقه لمصلحة السد، حيث توج باللقب برصيد (53 نقطة) بفارق خمس نقاط عن الجيش الوصيف، وكان أكثر الفرق تحقيقا للفوز بـ (16) انتصار، وأقل الفرق تعادلا (5 مرات) وأقل الفرق تعرضا للخسارة (رفقة السد)، حيث سقط (5 مرات) أتت اثنتان منها في آخر جولتين أي بعد ضمان اللقب والتتويج به، وتصدر هجومه قائمة الهجوم الأقوى بتسجيله (55 هدفا) وأتى دفاعه بالمركز الثاني مع السد، من حيث القوة الدفاعية مستقبلا (30 هدفا) وكان يمكن له أن يكون الأقوى لو لم يتعرض للهزيمة صفر / 5 أمام قطر في الجولة الأخيرة.

ولم يكن فوز الفريق باللقب وليد صدفة، إنما جاء بفضل جهود جماعية واضحة، حيث تولى البلجيكي المتميز إيريك جيريتس المهام الفنية، وساعدته مجموعة من اللاعبين على تنفيذ المخططات التكتيكية داخل أرضية الملعب، حيث برز الرباعي المحترف بقيادة صخرة الدفاع الجزائري مجيد بوقرة والتونسي يوسف المساكني الذي تولى دور الهداف الأول (12 هدفا)، والكوري الجنوبي نام تاي هي، إضافة للسلوفاكي فلاديمير فايس الذي انضم في الانتقالات الشتوية، فيما كان للأسماء المحلية مساهمة فاعلة أمثال سيبستيان سوريا، خالد مفتاح، كريم بوضياف، عادل لامي، دامي تراوري وغيرهم.

ومع بداية موسم 2014 / 2015 استلم الدانماركي مايكل لاودروب مهمة الإشراف على تدريب الفريق فواصل لخويا التغريد وحيداً في الدوري القطري وتوج بلقبه الرابع خلال السنوات الخمس الأخيرة له في الدوري ،وجاء التتويج هذه المرة قبل نهاية المنافسة بجولة واحدة بعد منافسة متجددة من الثنائي السد والجيش، وفي وقت اعتمد لاودروب على سياسة الاستقرار لتحقيق اللقب للموسم الثاني على التوالي حيث لم يغادر الفريق من اللاعبين الأجانب سوى الجزائري الدولي مجيد بوقرة مقابل انضمام الإسباني تشيكو فلوريس وهو الأمر الذي انعكس إيجاباً على الفريق وتجانسه.

وعلى الرغم من أن لخويا لم يكن الفريق الأقوى هجومياً في الدوري هذا الموسم، إلا أن صلابته الدفاعية أثبتت فاعليتها حيث لم تتلقى شباكه سوى 25 هدفاً في 26 مباراة بفارق سبعة أهداف عن أقرب منافسيه نادي الجيش.

في المقابل، كان الأداء الهجومي الجماعي للفريق واضحاً وكانت الأهداف التي سجلها الثلاثي الأجنبي المكون من الكوري الجنوبي نام تاي هي والسلوفاكي فلاديمير فايس والتونسي يوسف المساكني حاسمة فيما كان الدولي القطري سيباستيان سوريا هدّاف الفريق بتسجيله 11 هدفا .

وبعدها عاد الجزائري جمال بلماضي من جديد في موسم 2015 / 2016 لتولي مهمة الفريق الذي صنع معه المجد بعد انتهاء مهمته مع المنتخب وفاز في هذا الموسم بكأس الأمير لأول مرة في تاريخ النادي ليعوض جمهور لخويا عن ضياع لقب الدوري المفضل ،بعدما توج الريان به في أول موسم له عقب العودة من الدرجة الثانية.

ودخل لخويا موسم 2016 / 2017 رافعا شعار استعادة لقبه المفضل ،وكان حسم اللقب هذا الموسم بسيناريو دراماتيكي بعدما خطف الانتصار في الوقت القاتل على فريق الأهلي 2 / 1 في الجولة الخامسة والعشرين من المسابقة وتحديدا في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع من المباراة عبر الكوري الجنوبي نام تي هي ، بعدما كان اللقاء يسير نحو تعادل الفريقين 1/1، ليستغل لخويا تعثر مطارده المباشر السد أمام السيلية واللذين تعادلا 2/2 في اللقاء الذي جرى في نفس التوقيت، ليحسم لخويا اللقب قبل نهاية الدوري بجولة ،ليكون هذا اللقب هو الخامس للفريق في سبعة مواسم.

وأخيرا في موسم 2017 / 2018 وبعد دمج لخويا مع الجيش تغير اسم النادي للمرة الثالثة وأصبح (الدحيل) ومع هذا الدمج ازداد الفريق قوة وفاز الدحيل مع بلماضي بالدوري ليصل إلى اللقب السادس بعد موسم قوي ومتميز محققا رقما استثنائيا وقياسيا فريدا، وينجح خلال فترة وجيزة في الاقتراب كثيرا من السد أكثر الأندية تتويجاً ببطولة الدوري القطري برصيد 13 لقباً ،وربما لن تكون السنوات القادمة طويلة لكسر أرقام السد القياسية من جانب الدحيل إذا استمر بنفس هذا النهج، وعلى درب البطولات والانتصارات ،ليظل في القمة كما بدأ مشواره مع الكرة القطرية .

مشاركات الفريق في الدوري :
2010 / 2011 : البطل
2011 / 2012 : البطل
2012 / 2013 : الثاني
2013 / 2014 : البطل
2014 / 2015 : البطل
2015 / 2016 : الرابع
2016 / 2017 :البطل
2017 / 2018 : البطل
اسم الشهرة : الليث
تاريخ التأسيس : 2009
المدرب الحالي : جمال بلماضي
رئيس النادي : الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني
ملعب الفريق : ستاد عبد الله بن خليفة
عدد الألقاب : 12
أكثر اللاعبين حصولا على الألقاب: كريم بوضياف 12
بطولات الفريق
دوري نجوم قطر : 6 مرات
كأس الشيخ جاسم : مرتين
كأس ولي العهد : مرة
كأس قطر : مرة
كأس الدرجة الثانية : مرة
كأس الأمير : مرة
تاريخ الفريق في الدوري قبل مباراة السيلية، التي ستقام اليوم، في الجولة الاخيرة للموسم الحالي :
لعب: 190 مباراة
فاز : 127 مباراة
خسر : 29 مباراة
تعادل : 34 مباراة
سجل : 450 هدفا
دخل مرماه : 207 أهداف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى