استاد خليفة الدولي .. قلب قطر النابض وأولى مفاجآت مونديال 2022

توووفه – وليـد العبـري

منذ الاعلان الرسمي عن فوز قطر بتنظيم مونديال2022 وتحديدا في الثاني من ديسمبر قبل ثمانية أعوام عكفت الدوحة على تنفيذ ما جاء في ملفها الذي وصف بالأضخم في تاريخ الكرة العالمية وأجبرت كل المشككين في قدراتها وإمكانياتها على التصفيق في الـ 19 من مايو 2017 لحظة افتتاح إستاد خليفة الدولي بحلته الجديدة وهو الملعب الأول لمونديال النسخـة الـ 22 تحت رعاية صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر في ختام موسم 2016-2017 في نهائي كأس الأمير بين السد والريان.

وسنحاول سرد قصـة هذه التحفة المعمارية الجميلة ومراحل التحديث التي استمرت قرابـة 40 عاما حتى خرج لنا بحلته البراقـة.

مابين الافتتاح والتحديث ثلاثـة عقود

الافتتاح الأول لملعب خليفة الدولي كان في مارس من عام 1976 قبيل انطلاقـة خليجي 4 وأولى المباريات التي استضافها كانت بين قطر والسعودية في افتتاح العرس الخليجي انتهت لصالح العنابي بهدف سليمان الماس، استضاف ذات الملعب خليجي 11 عام 1992، وكان الشاهد الأول على تتويج العنابي باللقب الخليجي الأول وهي الكأس الدولية الأولى للمنتخب القطري.

ومع تطور قطر رياضيـا استضاف الملعب في إبريل من عام 1995 كأس العالم للشباب والذي توج به المنتخب الأرجنتيني بعد الفوز على البرازيل في النهائي 2-0 وبعد هذه البطولة عرف العالم جيدا قدرات قطر التنظيمية، الملعب خضع لبعض التحديثات حيث تم تجديده بالكامل في 2005 قبل آسياد 2006 وتم زيادة مقاعده ليرتفع من 20 إلى 28 ألف متفرج.

كما تم بناء سقف على الجانب الغربي للملعب جنبا إلى جنب مع قوس كبير على الجانب الشرقي، بعد ذلك احتضن دورة الألعاب الآسيوية في 2006 حيث شهدت هذه الدورة مشاركة جميع الدول المنضوية تحت راية المجلس الأولمبي الآسيوي وعددها 45 لأول مرة في التاريخ.

استضاف الملعب فيما بعد العديد من المباريات الدولية الوديـة العالمية أشهرها كلاسيكو العالم بين الأرجنتين والبرازيل في نوفمبر من 2010، وقبل ذلك بعام وتحديدا في نوفمبر 2009 استضاف ودية البرازيل وإنجلتـرا، وفي 2013 مواجهة إسبانيا وأوروجواي، كما استضاف الملعب دورة الألعاب العربية في 2011 وقدمت قطر للقارة الآسيوية هذا الملعب في بطولة أمم آسيـا في بدايات عام 2011 حيث استضاف 6 مباريات منها الافتتاح بين قطر وأوزبكستان ونصف النهائي الشهير بين أستراليا وأوزبكستان والنهائي الأشهر بين اليابان وأستراليا.

النقلة العصرية للملعب

تم الكشف عن التصميم الجديد لإستاد خليفة الدولي في 22 نوفمبر 2014 على هامش النسخة الثانية والعشرين من كأس الخليج في الرياض، في خطوة عكست وحدة الأشقاء والمكانة الخاصة لإستاد خليفة الدولي في قلوب أهل الخليج، وقد شمل التصميم الجديد تحديث شكل أرضية المعلب وإضافة 12000 مقعدا للإستاد لتصل سعته الإجمالية إلى 48000 مقعد (40000 مقعد خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022) مع الحفاظ على القوسين المميزين للإستاد واللذين باتا يُشكلان رمزاً له في ذاكرة جماهير كرة القدم.

وبذلت الشركة المنفذة لهذا المشروع جهودا كبيرة استمرت ثلاثـ سنوات تقريبا حيث تم تغيير الواجهة الخارجية للإستاد بالكامل ليطل على جمهوره ويظهر بشكل عصري لا يمحو أثر الذكريات الخالدة التي عرفتها أرضه.

ويتصل متحف ٣-٢-١ قطر الأولمبي والرياضي عند تجهيزه بإستاد خليفة الدولي من خلال ممر خاص يرمز للتواصل بين ماضي قطر والإستاد الذي يحمل لواء مستقبلها الرياضي المشرق ويبلغ ارتفاع أعلى نقطة في هيكل الإستاد 100 متر مربع عن سطح الأرض، وتم استقدام مشغل محترف للروافع من الهند لتشغيل الرافعة التي وضعت القطعة الأخيرة من الأقواس والتي يبلغ وزنها ٤٧ طناً، فيما بلغ وزن الرافعة المستخدمة في هذه العملية ٦٠٠ طن.

كما يضمن تصميم سقف إستاد خليفة الدولي توفير الظل الكافي لكافة مقاعد المشجعين في الوقت ذاته الذي يسمح فيه بدخول أشعة الشمس لتجديد أرضية الإستاد العشبية بعد كل استخدام، وتم إضافة العديد من المرافق والمباني على مر الأعوام في المنطقة المحيطة بالملعب والتي تحولت اليوم إلى “إسباير زون” والتي تعتبر مركزا للتفوق الرياضي وأيضا يوجد بجوار مجمع حمد للرياضات المائية والذي استوحيت واجهته الخارجية من شكل القارب.

كذلك توجد قبة أسباير ذات الشكل العصري المنفتح على المستقبل، وهي أكبر قاعة مغلقة متعددة الرياضات في العالم بالإضافة إلى ذلك، توجد الحدائق، والمتنزهات، ومسارات المشي التي تبدو وكأنها رسم إبداعي من شدة الجمال وإتقان التنسيق. تتاغم هذه المنطقة المحيطة بالإستاد مع تقاليد المكان وتاريخه، وتسير نحو المستقبل المشرق بخطى ثابتة، والملعب مزود بتقنية التبريد المبتكرة والفعالة في استخدام الطاقـة.

الافتتاح النهائي .. واستدامة 4 نجوم

في زمن قياسي فاجأت قطر العالم في الـ19 من شهر مايو الماضي بإعلاتنها افتتاح أول إستادات مونديال 2022 من خلال نهائي كأس أمير قطر بين السد والريان وحضر هذا العرس الكروي البهيج العديد من الشخصيات السياسية في المنطقة والرياضية على مستوى العالم، وقال سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني آنذاك في كلمة مقتضبة إيذاناً بافتتاح “خليفة الدولي” كأول ملاعب مونديال 2022 “جهوزية”: “باسم كل قطري وعربي أعلن عن جاهزية إستاد خليفة الدولي لاستضافة كأس العالم 2022”.

وفي نوفمبر من ذات العام حصل الملعب على شهادة أربع نجوم من قبل برنامج نظام تقنية الاستدامة العالمي ليصبح بذلك الإستاد الأول من نوعه في العالم والذي يحصل على هذا التصنيف من قبل المنظمة الخليجية للبحث والتطوير والتي تتخذ من دولة قطر مقرا لها، وحصل الإستاد على التصنيف الرسمي من خلال القمة السنوية الثانية للاستدامة في الدوحة والتي تظمتها المنظمة الخليجيـة للبحث والتطوير برعاية اللجنة العليا للمشاريع والإرث.

وفي هذا الصدد أثنى فيديريكو أديتشي رئيس الاستدامة والتنوع في الاتحاد الدولي لكرة القدم، على التزام قطر بالاستدامة وقال إن الاتحاد سيواصل العمل عن كثب مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث والمنظمة الخليجية للبحث والتطوير.

وقال أديتشي: “إنه لأمر رائع أن نشهد حصول أول إستادات دولة قطر جاهزية للبطولة على مثل هذا التصنيف القيم على بعد خمسة أعوام من انطلاق البطولة. إنّ وجود نظام اعتماد معقد ومتطور ومستخدم على نطاق واسع في قطر يعد أمراً واعداً للغاية في مجال الاستدامة، حيث تعد الإستادات صميم كأس العالم لكرة القدم؛ مما يجعلها محور الإدارة المستدامة لهذا الحدث”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى