
تقرير – أحمد مختار
بعيدا عن الستة التي تلقاها اليونايتد، والسبعة التي استقبلها ليفربول دون سابق إنذار، جوزيه مورينيو وفريقه يستحقان التحية هذا الأسبوع، ليس فقط بسبب النتيجة الثقيلة والعرض المميز، لكن لأن توتنهام مؤخرا يقدم كرة قدم حديثة، ولأن مدربه البرتغالي بدأ يحصل على الفريق الذي يريده، من خلال صلابة الوسط، كثافة العمق، والسرعة مع الحسم في التحولات، فقط دون مدافع كلاسيكي قوي بدنيا من نوعية لوسيو ووالتر صامويل سابقا.
انتقدناه كثيرا عن حق، لكن مورينيو مؤخرا يستحق الإشادة، لأن توتنهام قدم نفسه كخصم صعب، سريع، لديه الحدة والقدرة على التسجيل وصناعة الفرص، مع ثنائية فتاكة بقيادة سون وكين.

بول وارهارست، هل تعرفه؟ ربما الإجابة الأقرب هي لا، لكن يجب ذكر إسم هذا اللاعب عند الحديث عن “الشمولية” في الكرة حديثة. رصدت مدونة “الوهمي 9” الإنجليزية جزء قديم من تحليلها للحديث عن هذه الظاهرة الكروية. وقتها كتب المحلل دافيد وايلد في عام 2013 عن موت اللاعب الشامل وخص بالذكر بعض الأمثلة المشهورة محليا وقاريا.
اللاعب الانجليزي الذي مارس الكرة من سنة 87 حتي 2007، 20 سنة كاملة في كل مكان بالملعب، وشارك مع أكثر من نادي إنجليزي. هو لاعب غير معروف بشكل كبير مثل بقية النجوم، لكنه يمتاز بشيء مهم، أنه لعب كمدافع ولاعب وسط ومهاجم أيضا في مسيرة طويلة. هذا هو نموذج اللاعب الشامل في كرة القدم، الذي يحتاجه أي مدرب في تشكيلته، من أجل إيجاد الحل أثناء الطواري.
ولاعب مثل الكوري الجنوبي هيونج سون تخطى حتى هذه المرحلة، لأنه لم يكتف بملأ فراغ الغائبين فقط، بل تقديم مستوى أفضل منهم، ليتألق كجناح أيمن، وجناح أيسر، وصانع لعب، ومهاجم، وحتى لاعب وسط، في ظاهرة جديرة بالرصد والدراسة هذا الموسم.
يقدم الكوري الجنوبي مستوى مميز هذا الموسم، لكن الأمر لا يرتبط فقط بأرقامه الجيدة، ولكن فيما يخص نسب توقع الأهداف، فمعدل نجاعة سون فاق المعدلات الطبيعية لرأس الحربة الحاسم أمام المرمى، رغم أنه في الأساس ليس مهاجم صريح!
سجل 6 أهداف وصنع هدف في 4 مباريات، رغم أنه كان يفترض أن يسجل هدفين فقط وفق الفرص الحقيقية التي وصلت له!

بوكيتينو يقرر الضغط العالي، هجومه في حالة إرهاق كبيرة، كين يصبح مشتتا بين الضغط والتسجيل، فتنخفض لياقته أكثر. لذلك مع مورينيو ربما صار الأمر أفضل بالنسبة للمهاجم، لأن الفريق الحالي لا يضغط بحدة مثل أيام ماوريسيو، مما أدى ذلك إلى قلة إرهاق هاري كين.
مورينيو استعان بعنصر الشباب في تشكيل جهازه المعاون، وقت توليه المهمة، جواو ساكرامينتو، مساعد مورينيو الجديد، إسم شاب في مجال التدريب، نجح بشدة في ليل الفرنسي، ولديه شخصية متفردة وإمكانات فنية ممتازة، لذلك تبدو هذه الخطوة دفعة للأمام، بالنسبة لطريقة تفكير مورينيو نفسه، واقتناعه بأنه لا بد من التحديث والتطوير، حتى ينافس أباطرة التدريب الجدد في السنوات الأخيرة.
يحاول مورينيو عمل آبديت لأفكاره هذا الموسم مع توتنهام بضم بيير هوبيرج، لاعب وسط دفاعي بامتياز، يجيد الافتكاك والعرقلة وقطع الكرات، ويمتاز بالصلابة الواضحة دفاعياً، بتمركزه باستمرار أمام رباعي الدفاع، وحفاظه على مركزه أثناء التحولات، مما يجعله بمثابة صمام الأمام بالنسبة لفريق توتنهام هذا الموسم مع جوزيه.
كين يلعب كمهاجم صريح، لكنه لا يسجل فقط، بل يربط باستمرار مع الجناحين والقادمين من الخلف. ومع قوة سون في القطع من الوسط إلى منطقة الجزاء، تظهر قيمة هاري خارج الصندوق، لأنه مميز أيضاً في الاستلام، اللعب من لمسة واحدة، التفوق على المدافع في موقف 1 ضد 1 بفضل قوته البدنية وذكائه في التمركز، لذلك أصبحت الثنائية ناجحة على مستوى الصناعة والتسجيل، هاري كين وسون اشتركا في تسجيل 26 هدف مع توتنهام في تاريخ البريمرليج.
كين هذا الموسم: 3 أهداف و6 أسيست.
سون هذا الموسم: 6 أهداف و1 أسيست.
دون نسيان الدور المحوري للاعبي الوسط، بقيادة بيير هوبيرج، لاعب وسط دفاعي بامتياز، يجيد الافتكاك والعرقلة وقطع الكرات، ويمتاز بالصلابة الواضحة دفاعياً، مع الثنائي سيسوكو وتانجي ندومبيلي.