تعد واحدة من أعرق اللعبات.. السلة  العمانية تبحث عن ذاتها  بين الكبار

مسقط – توووفه
تعتبر لعبة كرة السلة واحدة من الألعاب القديمة التي دخلت السلطنة في وقت مبكر حيث بدأت ممارستها داخل أروقة المدرسة السعيدية بمسقط عند تأسيسها في عام 1940م وكانت تمارس على مستوى المعلمين وبعض الطلاب، ودخلت لعبة السلة إلى ناديي الأهلي وعُمان عن طريق معلمي المدرستين في مسقط ومطرح و عن طريق الدارسين بالخــارج و بعض أفراد الجاليات العربية و الأجنبية المقيمة بالسلطنة ومن ثم أندية محافظة مسقط و هكذا بقية المحافظات والمناطق.
وكانت تقام مباريات بين المدرستين و بين الناديين، بالإضافة إلى الدورات الرمضانية بصفة مستمرة و بدأت اللعبـة نشاطهـا الرسمـي بين الأنـدية بعـد أن انطلـق أول دوري لمسابقات كرة السلة عام 1984م.
تـم إشهـار الاتحاد العماني لكرة السلـة في 12 يونيو 1994م وتولى رئاسة أول مجلس إدارة للاتحاد المهندس عبد الله بن عباس بن أحمد وتم إعادة إشهار الاتحاد العماني لكرة السلة في 20 يوليو 2002م .وانضم إلى الاتحـــاد الـدولي عام 1987م وإلى الاتحــاد الآسيـوي في عام 1987م وإلى الاتحــاد العــربي 1984م وإلى اللجنة التنظيمية لكرة السلة عام 1980م ومنذ إنشاء الاتحاد واللعبة تسير في خطوات نحو التطور والانتشار .
ورغم عراقة اللعبة وقدمها الا أنها لا تزال تبحث عن نفسها ، فاللعبة التي بدأت تشارك خارجيا نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات من خلال بطولة مجلس التعاون للأندية ابطال الدوري ومثلها آنذاك نادي عمان  وبعدها الأهلي (أهلي سداب حاليا) والسيب، ثم باقي الأندية كالخابورة ونزوى.
أما على مستوى المنتخبات فقد جاءت المشاركة متأخرة أيضا وبدأت من خلال المراحل السنية لمنتخبات الناشئين والشباب التي اعتبرها اتحاد السلة الخطوة التي يصعد من خلالها الى مستوى (الرجال) العمومي واستمرت مشاركته دون انقطاع.
وسجلت اللعبة أول حضورها على مستوى منتخبات الكبار في عام 2005 من خلال بطولة مجلس التعاون للمنتخبات التي أقيمت في الدمام، وتوالت بعدها المشاركات من خلال بطولة غرب آسيا بالدوحة نفس العام.
السلة لا تزال تبحث عن نفسها وسط الزحام وتسعى لتثبيت قدمها على مستوى مختلف الأصعدة، الأندية والمنتخب الأول ومنتخبات الفئات العمرية حيث حققت اللعبة إنجازين  يعدان إنجازان تاريخيان يتحققان للمرة الأولى في تاريخ لعبة كرة السلة بالسلطنة وهي الميدالية البرونزية لبطولة مجلس التعاون للناشئين في عام 2013 وكررها المنتخب في العالم التالي 2014 وحصل معها على جائزة أفضل فريق متطور .
تحديــــــات !
تعاني اللعبة من تحديات بدأت من باكورة إشهارها رسميا ومن أبرزها عدم وجود ملاعب لكرة السلة تسهم في انتشارها سواء على مستوى المدارس أو الأندية أو في الأماكن العامة كالمتنزهات والشواطئ والتي تسهم في استقطاب الشباب.
كما عانت اللعب من عدم انتشار شعبيتها وقلة ممارسيها وإقتصرت لعدة سنوات على بعض أندية محافظة مسقط قبل أن تخرج من هذا النطاق وتمارس في الشرقية تحديدا نادي العروبة، ثم الباطنة في صحار والداخلية نزوى ومحافظة ظفار، ورغم ذلك لا يزال العزوف قائما والمشاركة قليلة جدا لا تتعدى عشرة أندية من مجموع 44 ناديا في السلطنة.
ومن التحديات البداية المتأخرة وعدم مقدرة اللحاق بالدول الأخرى سواء على مستوى مجلس التعاون أو القارة، فاللعبة في دول مجلس التعاون عريقة جدا وتحظى بإمكانيات عالية جعل الفرق كبيرا خصوصا على مستوى الأندية لأنها تملك مسابقات قوية، ومستوى منتخبات الخليج يفوق مستوى عدد من المنتخبات العربية، فكرة السلة في السعودية والبحرين وحتى الكويت والإمارات متطورة، أما في قطر فقد وصلت إلى العالمية.
ومن الصعوبات أن السلطنة تقع في هذه المنطقة الآسيوية (زون) حسب توزيع الاتحاد الآسيوي وفرصة الخروج واللعب على المستوى القاري لا بد أن يمر من بوابة مجلس التعاون والتأهل إلى آسيا من خلال بطولات الخليج والتصفيات عن منطقة الخليج.
من الصعوبات التي تعانيها اللعبة هي قلة الدعم وكثيرا ما يشتكي الاتحاد قلة الدعم فحصته أقل من حصة الاتحادات الأخرى، وهذا يمثل عائقا في تنفيذ برامج تطوير اللعبة والمنتخبات.
تحقيق الفوز في بطولة الأندية ولو لمرة واحدة على مستوى الرجال يعطي بارقة أمل أن المنتخب الأول قادر يوما على تحقيق الانتصار وربما يحقق أكثر من انتصار قد تكون البداية أو الميلاد الحقيقي للعبة كرة السلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى