دييجو جوتا.. رهان كلوب الناجح وصفقة ليفربول الأفضل!

تقرير – أحمد مختار

فاز الليفر على أتالانتا بخماسية في دوري أبطال أوروبا، وحقق 9 نقاط بعد أول 3 مباريات، ليضرب موعداً مع مانشستر سيتي في قمة البريمرليج خلال الأسبوع القادم، وسط توقعات بأن يكون البرتغالي دييجو جوتا نجم الفريق من جديد، بعد تألقه اللافت هذا الموسم منذ انتقاله وحتى الآن.

يتميز ليفربول عن بقية منافسيه، بأن لاعبيه يعرفون كيف يترجمون الفرص التي تصل إلى أهداف، سواء باستغلال أخطاء المنافس أو الضربات الثابتة. ولأنهم يحافظون على تقدمهم بصبر وهدوء، عكس السيتي على سبيل المثال، مما يجعله أقرب إلى الفوز عندما يتقدم بنتيجة 1-0 أو 2-1 منه إلى الخسارة، وعامل المرتدات والضغط الذي يطبقه بنجاح الوافد الجديد، دييجو جوتا.

جوتا مثالي في الضغط، لديه حدة كبيرة في طريقة لعبه، وسريع في تحولاته، هذه هي قواعد التألق في ليفربول.

شبكة “سكاي سبورتس” عملت تحليل شيق عن البرتغالي، الذي يشبه ساديو ماني في بدايات تألقه مع ساوثهابتون، ومركزه في اللعب على يسار الملعب، سواء في الهجوم أو الجناح.

جوتا مثالي جداً عندما يتقدم فريقه، لأنه يسجل باستمرار بعد الهدف الأول للنادي الذي يلعب له، لأنه يستغل المرتدات، المساحات خلف الدفاعات، وينطلق بشكل جيد من الدفاع إلى الهجوم.

يحتفظ بالكرة، يجيد المراوغة، التسديد من بعيد، اللعب خارج وداخل منطقة الجزاء، كلها عوامل تجعل هناك شبه حقيقي بين جوتا وماني، لذلك فإنه بديل مميز للسنغالي، وفي نفس الوقت سلاح قوي لعمل توليفة هجومية جديدة، تحسبا لانخفاض مستوى فيرمينو المستمر، بتحول صلاح إلى العمق، ماني على اليمين، والبرتغالي يسارا، أو حتى تواجده بالعمق بدلا من البرازيلي، بين كل من صلاح وماني.

الفكرة أن جوتا يسجل بالقدمين، يجيد اللعب في العمق وعلى اليسار، مثالي جدا في الضغط والتحولات، وهداف مميز أمام المرمى من خلال تسديداته وانفراداته وقدرته على جذب المدافعين وإبعادهم خارج الصندوق، لخدمة القادمين من الخلف.

والمهم في كل ذلك أن ليفربول يضيف أسلحة جديدة إلى منظومته، سواء تياجو الذي يجيد التحكم في نسق اللعب، التمرير البيني، والربط بين الخطوط. وجوتا الذي يعرف كيف يكون بديلا ناجحا، وفي نفس الوقت اسم جاهز للمشاركة أساسيا في حال إصابة، هبوط، انخفاض مستوى أحد النجوم بالثلث الأخير، ليكون كلوب وفريقه في وضعية أفضل مؤخراً.

أمام أتالانتا على سبيل المثال، فاز ليفربول بالخمسة وسجل دييجو جوستا هاتريك دفعة واحدة في دوري الأبطال، حيث راهن يورجن كلوب على رسمه المفضل 4-3-3، لكن بتواجد جوتا كمهاجم صريح في العمق، وعلى الطرفين كل من ساديو ماني ومحمد صلاح، وفي الوسط كل من جونس، فينالدوم، وهندرسون.

نجح الليفر في امتصاص ضغط أتالانتا، التقدم سريعاً في النتيجة والفوز بالخمسة، ليحقق 9 نقاط بعد أول 3 مباريات، ويقترب بشدة من الصعود في المركز الأول بالمجموعة التي تضم أيضاً كل من ميتلاند وأياكس أمستردام.

يعاني فيرمينو من انخفاض حاد في المستوى، لا يسجل كثيراً ولا يصنع، ويقل مردوده في المباريات الأخيرة، لذلك فإن جوتا سيكون خياراً مثالياً بالنسبة لليفربول في قادم المواعيد، خاصة أمام مانشستر سيتي في بطولة الدوري، فالبرتغالي يجيد الصناعة والتسجيل سوياً، ولديه تناغم جيد مع كل من صلاح وماني.

ليفربول مع 4-3-3، صلاح على اليمين، ماني على اليسار، رفقة رباعي دفاعي وثلاثي وسط، ومع كل هؤلاء دييجو جوتا، كنصف مهاجم ونصف لاعب وسط إضافي، إنه اللاعب الحر الذي يتحرك في الثلث الأخير. يضغط على حامل الكرة من دفاع الخصم، يربط مع صلاح وماني، ويفتح لهما الطريق من أجل التوغل داخل الصندوق، ويقترب أيضاً من لاعبي وسطه للحيازة والتمرير.

الأهم من كل ذلك أن جوتا لديه حس تهديفي مميز، يعرف كيف يتصرف أمام المرمى، ولا يتفنن في إضاعة الفرص السهلة، لذلك يؤدي بامتياز عندما يشارك في الشوط الثاني، ويقدم ما يريده منه الطاقم الفني عندما يبدأ اللقاء، كما حدث في دوري أبطال أوروبا، مما يجعله الصفقة المثالية ليورجن كلوب، واللاعب القادر على ضبط بوصلة الهجوم وإعادة الحيوية المفقودة إلى الثلث الأخير، بعد انخفاض مستوى البرازيلي فيرمينو وابتعاده التام عن الحسم.