زمالك رغم الأزمات

رؤية- ترياء البنا

الزمالك إلى نهائي دوري أبطال أفريقيا.. جملة سعى الكثيرون إلى ألا تكتب.. فالزمالك تحدى كثيرا من الصعاب، وفاق في أدائه بمباراتي نصف النهائي كل التوقعات، تعرض الملكي لحملات مغرضة هدفها النيل من ثقته وشخصيته وقوته بعد الفوز بلقبين متتاليين في أسبوع واحد عقب الفوز على عملاقي القارة الترجي( كأس السوبر الأفريقي)، والأهلي( كأس السوبر المصري)، ثم الفوز على الترجي مرة أخرى وإخراجه من دوري الأبطال وهو بطل النسختين الماضيتين، ولم تكتف مدرسة الفن والمهارة والهندسة بذلك، بل أفسدت على الأهلي فرحة الفوز بلقب الدوري بالفوز عليه بثلاثية قبل جولات قليلة من انتهاء المسابقة.

منذ ذلك الحين والزمالك يحارب على عدة جبهات أهمها الجبهة الداخلية، حيث تعرض لاعبوه لعقوبات بمبررات ساذجة، تم إيقاف محور الفريق والعقل المدبر فرجاني ساسي على خلفية مناقشته مع الحكم، في الوقت الذي صرح فيه الحكم نفسه بتقريره أن اللاعب لم يتطاول عليه قولا أو فعلا( ولينظر الجميع لما حدث بين لاعب الأهلي وعضو اللجنة إياها)، ثم جاء الدور على الفتى الذهبي إمام عاشور ليتم إيقافه بعد لقاء المصري البورسعيدي عقب كرة مشتركة مع لاعب المصري الذي سب إمام بأمه، ليعاقب لاعب الزمالك وليس العكس!.

وكان سبق ذلك رحيل المدير الفني كارتيرون أو هروبه كما يحلو للإعلام المصري ذلك،( وشاهد الجميع هروب فايلر من الأهلي دون أن يتحدث الإعلام عن ذلك مطلقا)، لتأتي الطامة الكبرى والمحاولة الأكثر عنفا في الصراع لزعزعة الاستقرار الإداري لتصدر اللجنة الأولمبية قرارا بإيقاف رئيس النادي مرتضى منصور واستبعاده، بسبب مشكلة الانتخابات، ناهيك عن المباريات المضغوطة للزمالك وكأن لجنة المسابقات تضع جدولا خاصا له ليلعب لقاء كل ثلاثة أيام.

واجه الفريق كل تلك الأزمات، ومع ذهابه للمغرب لمواجهة الرجاء في ذهاب قبل نهائي دوري الأبطال، تعلن إصابة فرجاني ساسي بكورونا وغيابه عن اللقاء، ورغم ذلك أدى الزمالك أداء جيدا وعزف في شوط واحد امتلكه أجمل السيمفونيات ونجح في هزيمة الرجاء بعقر داره بهدف نظيف لأشرف بن شرقي، محاولا بتلك النتيجة تخفيف الضغط في لقاء العودة.

ويأبى الاتحاد الأفريقي إلا أن يكمل ما بدأه نظيره المصري، فيؤجل لقاء العودة بحجة إصابة عدد من لاعبي الرجاء بكورونا (ولم ينظر لما حدث للهلال السعودي بطل آسيا وليس فريقا مهزوما على أرضه، وكيف تعامل معه الاتحاد الآسيوي)، في نفس الوقت الذي لم يؤجل فيه لقاء الأهلي والوداد، والأهلي طرف هام ولا يمكن إغفاله، لأنه المستفيد الوحيد مما يحدث.

وعاد الزمالك لضغط المباريات في المسابقتين المحليتين، وجاء الموعد المرتقب، وبعد لملمة الرجاء لأوراقه يحدد الكاف موعد المباراة، ليواجه الزمالك فريقا ليس أمامه ما يخسره ليرمي بكل ثقله مع صافرة البداية، مستحوذا على الشوط الأول بكل جدارة، وكأن الزمالك لم يصل بعد، وهو الذي ظهر للمرة الأولى باللقاء في الدقيقة 24، دخل الزمالك اللقاء وهو مشتت بين لقاء الذهاب بالمغرب والذي صب في مصلحته فيرى أنه الأقرب، وبين اللقاء الختامي يوم 27 نوفمبر، فأراد أن يصل النهائي بأقل جهد وأقل خسارة( خوفا من البطاقات)، لذا غاب عن المشهد، فريق على أرضه في إياب نصف النهائي القاري ومتفوق بهدف في لقاء الذهاب يدخل اللقاء بشاكلة 4-1-4-1، هل يعقل ذلك؟.

تناسى الزمالك أنه أمام فريق عنيد، صاحب تجربة سابقة معه بالقاهرة لن تنسى، حتى نجح بن مالانجو في إحراز هدف السبق في الدقيقة 47 والذي أعاد للرجاء الأمل، ولكن هذا الهدف كان نقطة التحول في اللقاء، وربما يكون نقطة التحول في البطولة للزمالك، أفاق لاعبو الزمالك من غفوتهم ودخلوا جو اللقاء ليمتعنا الزمالك الذي نعهده بكرته الجميلة وجمله التكتيكية ومهارات لاعبيه الفردية والتي لا يضاهيها أي لاعب بأي فريق، استحوذ الزمالك وأمسك اللقاء بيد من حديد ففتح اللعب على الأطراف( فأظهر مدى ضعف الرجاء على الأجناب)، واستغل بالمهارات الفردية المساحات خلف لاعبي الرجاء، نجح فرجاني ساسي( رجل المباراة)، في الدقيقة 61 في خطف هدف من زاوية تكاد تكون مستحيلة.

ولم يتوقف الزمالك أو يتراجع فاستمر في الضغط واستغلال المساحات خلف لاعبي الرجاء والذي ظهر جليا في هدفي مصطفى محمد من كرة زيزو( الهدف الثاني) في الدقيقة 84، والتمريرة السحرية لفرجاني (الهدف الثالت)، في الدقيقة 88، وتمربرة ساسي لأشرف بن شرقي في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع، ليضرب الزمالك موعدا مع نهائي استثنائي أمام الغريم الأزلي الأهلي في القاهرة، هازما كل الصعوبات ومحاولات إثنائه عن هدف لجيل ذهبي للنادي يجمع بين المهارة والقوة والطموح اللامحدود في الوصول للتتويج بالنجمة السادسة، فهل سيكمل أبناء الملكي حرب طروادة المشتعلة وينجحون في هزيمة الجميع؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى