مدرب “شدّاد” لتوووفه: ليس هنالك مجال للصدفة لصناعة أبطال المضامير العالمية

توووفه- عبدالله الريسي 

لمع مؤخرا نجم الحصان شداد الذي حصل على إشادة كبيرة عقب إنجازه غير المسبوق في سباق كحيلة كلاسيك بدبي أواخر مارس الماضي، وشّداد حصان تخرّج من إسطبل الزاهية الذي تأسس في عام 2005 لمالكه الفاضل عادل المزروعي، ويُشرف عليه ويدربه المدرب الوطني سلطان الحجري الذي حقق جائزة أفضل مدرب في السباقات المحلية في الموسم الرياضي الحالي.

وفي تصريحّ خص به توووفه قال سلطان الحجري مدرب الحصان شدّاد الذي حقق المركز الثاني في سباق دبي العالمي: “ليس هناك مجال للصدفة في تأهيل وتمكين حصان بطل ينتزع ألقابا دولية ومحلية من مستوى الفئه الأولى كاملة، وبالطبع هنالك أسباب حقيقيه تساعد في حصول أي حصان في عالم السباقات على الإنجازات والألقاب، وهي سلالة الحصان، وثانيا فهم المالك في انتقاء تلك السلالة ومعرفته التامة بها، وثالثا يعود للمدرب الذي يحافظ على الحصان ويقدم له العناية الكاملة من جميع النواحي سواء  كان تدريبياً أو صحياً او اختيار الأشواط التي تتناسب مع مقدرات وإمكانيات الحصان ومدى استعداده للعطاء على أرضية الميدان في وقت المشاركة”.


سلالة فريدة
..

وقال الحجري: “ينحدر الحصان شداد الذي تخرج من إسطبل الزاهية لعادل المزروعي من الأب مارد الصحراء والأم نسائي وهي أم فريدة من نوعها حيث أنتجت عدة أبناء كانوا أبطالا في عالم سباقات الأحصنة، جميعهم من الفئة الأولى، إلا أن الحصان شداد حالة نادرة وهو من ضمن الأميز في جميع تلك الإنتاجات برفقة الحصان الراحل نمر الذي يمتلك  17 إنجازا حقق فيها المركز الأول، وهو يعود أيضا لنفس الاسطبل المملوك للأخ عادل المزروعي، وأيضا هناك الفرس مخيفة صاحبة لقب كأس العالم قوس النصر في أحد النسخات له، وأيضا بطلة كأس سيف الأمير بدولة قطر الشقيقة ويوجد في رصيدها عدد كثير من المراكز الأولى”.

وأضاف: “أما عن سلالته فهو ينحدر من أسرة عريقه جدا في عالم الخيل العربية الأصيلة وهي الجده نياده الموري وهذه الجدة تعتبر من أسرة الأساطير في الخيل العربية الأصيلة، ونعطي مثالا مصغرا على بعض الخيول المنحدرة من نفس ذات الخط، وهي الفرس سلفين الموري المملوكة لجلالة السلطان المعظم تحت عناية إسطبلات الخيلة السلطانية والتي تم تكريمها العام الماضي بلقب أفضل فرس في العالم، وأيضا الفحل العريق نينوفار الموري (ياقوت) والمملوك لجلالة السلطان المعظم كذلك، وأيضا الفرس نيكتارين الموري أم الفحل العريق نورسك الموري،  وأيضا هناك الفحل العالمي نظام، والفحل العالمي داحس، والفرس العملاقة مخيفه، والفرس رضوه، والفحل العالمي بيبي دو كرير، والفحل العالمي درويش، وكل هؤلاء العمالقة لهم تاريخ عظيم في عالم السباقات والإنتاج وكلهم ينحدرون من ذات الخط.

إنجازات..

وعن إنجازات شداد  قال المدرب سلطان الحجري: “يتواجد في سجل الحصان شداد 10 مشاركات منها 3 مرات في المركز الأول، إحداها في جمهورية فرنسا شوط الفئة الأولى، ومرتان حقق المركز الأول في السلطنة في الفئة الأولى أيضا، وحقق في ثلاث مناسبات المركز الثاني إحداها في فرنسا ومرتان في دولة الإمارات العربية المتحدة وهو أهم سباق رملي في العالم أقيم قبل أسبوعين في أمسية كأس دبي العالمي على مضمار ميدان، والذي حقق فيه الحصان توقيتا مميزا للغاية لم يتحقق منذ ٢٢ عاما بواقع دقيقتين وثلاث عشرة ثانية، ونحن فخورون للغاية بما تم تحقيقه، وكذلك حقق مرتين المركز الثالث وأهمهما في شوط تاج الجوهرة للشيخ زايد بن سلطان وهو أكبر شوط في العالم.

وحول مهنة تدريب الخيول في السلطنة وأبرز المصاعب التي تواجه المدربين الوطنيين في هذا المجال رد قائلا: “مهنة تدريب الخيول وامتلاك أي اسطبل خاص بها في السلطنة، مهنة صعبة للغاية تحتاج صبرا وجهدا كبيرا، سواء لنا نحن كمدربين وأيضا الملاك يشاركونا ذات المعانة، وأبرز التحديات عدم تواجد الأمكنة المناسبة للتدريب وكذلك نعاني للغاية فيما يخص التصاريح وإجراءات عبور الخيل للخروج للمشاركة في دول مجلس التعاون ومن حيث الدعم لا يوجد دعم إنما هي مسؤوليات وتكاليف يتحملها المالك كاملة”.

 



مشاركات عالمية

وحول عدم مشاركة السلطنة بقوة في المحافل الخارجية العالمية والسبب وراء تحقيق إنجازات معدودة من الأحصنة التي تنتمي للإسطبلات الخاصة قال الحجري: “أي مشاركة في السباقات الخارجية للأحصنة تعتمد على طموح المالك والمدرب معا لأن المشاركة الخارجية مكلفة جدا من جميع النواحي، وتتطلب عدة عوامل منها عربة نقل مهيأة لنقل الخيل ويتطلب توفير مسكن للمدرب والحصان والطاقم المرافق للحصان في السفر وهناك صعوبات كثيرة لكنها تتلاشى عند إصرار المالك والمدرب على تحقيق لقب للسلطنة، ورفع اسمها عاليا في المحافل الدولية، وليس كل حصان يفوز في الداخل معه القدرة، ويكون مهيئا للمشاركة خارجيا”.

وحول الأسباب وراء عدم مشاركة السلطنة في السباقات العالمية رغم تواجد عدد من الأسماء القوية قال الحجري: “ذلك يعود لعدم وجود كم كبير من الخيل المؤهلة للمشاركة خارجيا مثل الخيول المملوكة للخيالة السلطانية والتي يوجد بها عدد من الأحصنة المميزة”.

وطالب الحجري أخيرا بدعم الخيالة السلطانية في تمكين المدرب الوطني العماني حيث يقول: “أشكر مولانا صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم على اهتمامه البالغ بالخيل لما تحمله من إرث كبير، ومن بعدها أقدم شكري الخاص للعميد عبد الرزاق الشهورزي والقائمين على السباقات لكونهم يبذلون من الجهد الكبير في سبيل تطويرها والارتقاء بها، ولكن في الحقيقة أتمنى أن تقدم الخيالة السلطانية الدعم في المرحلة القادمة لتمكين المدرب العماني وتشجيعه، لكون أن هذه  المهنة مكلفة ومن الصعوبة الاستمرار فيها إذا لم يتوافر الدعم والاهتمام والتشجيع، وأنا مؤمن بأن لدينا العديد من الكوادر ولكنها تحتاج فرصة لكي تثبت وتبرهن في الميداين العمانية بأنها قادرة على صناعة بطل في السباقات”.

يذكر أن الحصان العماني شداد لمالكته عائشة البلوشية حصل على المركز الثاني في سباق كحيلة كلاسيك للخيول العربية وسط منافسة قوية برفقة أقوى الخيول العربية في العالم والذي قاده الفارس الهولندي أوشن، ويشرف على تدريبه المدرب الوطني سلطان الحجري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى