في مسقط.. سعادة قطرية وارتياح سعودي

توووفه – وليـد العبـري

بعد معركة استمرت لأكثر من 7 ساعات في فندق دي دبليو ماريوت مسقط، كسبت الدوحة سباق استضافة دورة الألعاب الآسيوية 2030 بنسبة أصوات من أعضاء الجمعية العمومية للمجلس الأولمبي الآسيوي بلغت 60 % بعد حصولها على 27 صوتا من أصل 45 مقابل 10 أصوات للرياض بينما امتنع 8 أعضاء عن التصويت، لتنتهي فصول الحكاية بفوز الدوحـة وبلا خسارة للرياض التي ستنظم آسياد 2034 بعد اتفاق أعضاء المكتب التنفيذي مساء الثلاثاء على إسناد تلك النسخة للخاسر من سباق تنظيم نسخـة 2030.

لا خاسر في مسقط

كانت التهيئة قبل موعد التصويت تجري على قدم وساق للخروج بدون أي خاسر من مسقط، وسبق هذا السباق الآسيوي بيان كويتي يشير لاقتراب المصالحة الخليجية قبل أسبوعين تقريبا من أجل رأب الصدع في المنطقة، لهذا كان يجب أن يكون الأمر كذلك أيضا بالنسبة لتنافس الدوحة والرياض على الفوز باستضافة آسياد 2030 والخروج بنتائج تؤكد أن المصالحة تجري وفق ما أشار البيان الكويتي.

ما قبل موعد التصويت الحاسم، استضاف فندق كمبينسكي الموج اجتماع المكتب التنفيذي للمجلس الأولمبي الآسيوي الـ 74 برئاسة الشيخ أحمد الفهد الصباح، واستعرض هذا الاجتماع كل التقارير المقدمة من قبل نواب رئيس المجلس لمنطقة شرق وغرب ووسط وجنوب وجنوب شرق آسيا، وتمكن المكتب من الخروج بمقترح يتم عرضه في الجمعية العمومية بإسناد تنظيم آسياد 2034 للخاسر في التصويت نظرا للرغبة الجامحة من الدوحة والرياض في تنظيم نسخة البطولة،

وهذا المقترح الذي تقدم به الشيخ أحمد الفهد تمّت المُوافقة عليه خلال اجتماع المكتب التنفيذي للمجلس الأولمبي الآسيوي يوم الثلاثاء ولكنه احتاج إلى المُوافقة والتصديق عليه من قبل أعضاء الجمعية العمومية وهو ما حدث أمس ليكون قرارًا نافذًا.

أربعاء طويل في مسقط

اجتماع الجمعية العمومية للمجلس الأولمبي الآسيوي

الساعة العاشرة صباحا في فندق جي دبليو ماريوت بمدينة العرفان بمسقط، الزخم يطغى على كل جنبات الردهة وامتلأت قاعة الاجتماع عن بكرة أبيها مبكرا وهو الأمر المتوقع قياسا بمستوى الحدث المنتظر، الاجتماع فاض بوجود إعلاميين من الدول المعنية بالإضافة لحشد كبير من الإعلام المحلي الذي تناغم مع الحدث بشكل لافت للغاية بوجود عدة مصورين لجهات صحفية متنوعة ومواقع وحسابات إخبارية.

بدأ الحدث كما خُطط له بكلمة ترحيبية لرئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، ثم أخرى للضيف صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم بن طارق آل سعيد، تلاه بعد ذلك خطاب الدكتور توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية وكلمة السيد خالد بن حمد البوسعيدي رئيس اللجنة الأولمبية العمانية، ثم استعراض ملفي الدوحة والرياض على التوالي لكل الحضور وكان استعراض يعكس حجم الرغبة من قبل القائمين عليهما في إبراز إمكانيات كل دولة والتباهي بتقديمه بطريقة تعكس حجم الشغف بالرياضة بشكل عام.

وصلت اللحظة التي كان ينتظرها الجميع وهي التصويت الإلكتروني “السري” كما تم الإعلان عنه مسبقا وهو تصويت يشمل جميع الأعضاء الـ45 في الجمعية العمومية بتواجد 26 في القاعة و19 بتقنية “عن بعد”، ولكن تم تأجيل التصويت مرة ومرتين وثلاث بعد اعتراض الجانب السعودي بسبب اشتباه بتواجد اختراق في جهاز التصويت ليتم تأجيل التصويت لمدة ساعة ونصف، خلال هذه الساعة والنصف احتوى رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الجانبين القطري والسعودي وتم التوافق على العودة للتصويت عبر الصناديق للحضور في القاعـة بينما يبقى التصويت كما هو للمشاركين في الاجتماع عن بعد من أجل أن يكون تصويتا خاليا من أي شكوك، لتتمخض النتيجة بعد 6 ساعات ونصف من الانتظار عن فوز الدوحـة بمجموع أصوات بلغ 27 مقابل 10 للرياض و8 التزموا الحياد لتخرج الدوحة منتصرة والرياض غير خاسرة كما أراد لها ذلك الشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي.

ملف الدوحـة “تكاملي”

اختيار الدوحة لم يكن صدفة بل جاء بعد أن أبهرت الجميع بملف متكامل، حيث تم الكشف عن الموازنة المالية الخاصة بآسياد 2030 ب 1.3 مليار دولار أمريكي، ومن المتوقع أن تكون العوائد بقيمة 1.46 مليار دولار وبحسب العقد المُوقّع مع المجلس الأولمبي الآسيوي فإن جزءًا من هذه العوائد سوف يعود للمجلس الأولمبي الآسيوي واللجان الأولمبية الآسيوية، وبالتالي من المُتوقع تحقيق أرباح صافية تصل إلى 151 مليون دولار.

وكشف جاسم البوعينين أمين عام اللجنة الأولمبية القطرية خلال كلمته أثناء العرض التقديمي لاستضافة الدوحة «آسياد 2030» أن القرية الأولمبية التي ستكون مُخصّصة للرياضيين خلال الألعاب ستضم 2000 وحدة قادرة على استضافة أكثر من 15 ألف شخص ويمكن توسيعها إلى 18 ألف شخص بمستوى عال، وهي على بعد من 10 إلى 15 دقيقة عن كل الملاعب التي ستستضيف المُنافسات، وبعد الألعاب سيتم تحويلها إلى مناطق سكنية.

وأضاف: «لقد قمنا بحجز 4000 غرفة فندقية للضيوف على مستوى 5 نجوم، ولدينا 14 فندقًا، جاهزة لاستقبال كل الوفود المُشاركة في الألعاب، عادة ما تكون المواصلات تحديًا لكل الألعاب الآسيوية، لكنها ليست كذلك في الدوحة، فإضافة إلى منظومة النقل العام في المدينة، سنقوم بتعزيز القدرات لاستضافة الأسرة الآسيوية بتخصيص 900 سيارة لتأمين المواصلات وسنقوم بإدارتها عبر نظام موحّد للمرور”.

ارتياح سعودي

الروح الرياضية ودفء المشاعر كانت السمة الغالبة بين الوفدين السعودي والقطري في فندق دبليو ماريوت وامتدت هذه المشاعر لما بعد عملية التصويت واختيار الدوحة، حيث بارك صاحب السمو الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل آل سعود وزير الرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية السعودية على الفوز القطري، وقال في المؤتمر الصحفي الذي أعقب هذا الإعلان: “الهدف الأساسي كان استضافة دورة 2030، وهذا أول ملف نتقدم له بهذه الطريقة، ولولا اكتمال الملف وجاهزيته والاستعدادات الموجودة خلال الأعوام الـ10 المقبلة، لما حظينا باستضافة 2034، وأعد أننا سنبهر العالم في 2034 ».

وأكد الأمير عبدالعزيز جاهزية المنشآت لاستضافة الحدث القاري، مبيناً أن الرياض تملك متسعا من الوقت لاستضافة الكثير من الفعاليات المقبلة، كما أشاد بالجهود التي بذلها الجميع في التجهيز لملف الرياض.

تساؤلات في آخر السطر

نجحت السلطنة في أهم اختبار وهو الخروج بهذا الاجتماع بالتوافق مع بيان الكويت الذي يؤكد المضي قدما في المصالحة الخليجية، من مسقط خرجت قطر سعيدة والسعودية تشعر بكثير من الارتياح وهو أمر يُحسب للجهة المسؤولة عن الحدث وأيضا الجهة المنظمة وهذ الأمر يخص المجلس الأولمبي الآسيوي واللجنة الأولمبية العمانية.

شهد هذا الحدث تواجدا إعلاميا كبيرا للغاية من الوفود الإعلامية لقطر والسعودية بالإضافة للإعلام المحلي بكافة قطاعاته وكان ينبغي على الجهة المنظمة والمسوؤلة عن الحدث أن تضع هذا الأمر في عين الاعتبار، فلم يكن هناك مركز إعلامي متكامل كما تحدثت اللجنة الأولمبية العمانية في رسالتها ولم يكن هناك تنظيم إعلامي يتناسب مع الحدث حيث اختلط الصحفي بالمصور مع أعضاء بعثتي البلدين، في مشهد لا يعكس أن العالم لازال يعيش تحت وقع جائحة كورونا.

تواجد الإعلاميين وقوفا وبشكل مزدحم داخل القاعة كان أمرا من الممكن تلافيه بتجهيز مركز إعلامي يحتوي الجميع ويمنحهم أريحية العمل وتقديم كل التسهيلات الممكنة لهم كما يحدث في عموم الأحداث الرياضية التي تكون بهذا الزخم الكبير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى