2020.. عام استثنائي وفاجعات رياضية

كتبت- ترياء البنا

كان 2020 عاما استثنائيا بكل المقاييس وعلى كافة الأصعدة، عام غير خارطة العالم الاقتصادية، عقب اجتياح فيروس كورونا ” كوفيد 19″، وكما تأثر الاقتصاد العالمي وأصيب بحالة من الشلل، تأثر القطاع الرياضي أيضا بشكل مزر ومقلق، فقد اهتزت الأندية الكبرى وسط مخاوف شديدة من تفاقم الأزمة الاقتصادية 2021، فمع بداية الجائحة في الربع الأول من العام توقفت كافة البطولات ولعدة أشهر، قبل أن تعاود مباشرة منافساتها ولكن وسط مدرجات خاوية من العنصر الأهم وهو الجماهير، ومع غياب الجمهور فقدت عائدات التذاكر ما اضطر الأندية إلى ترشيد الإنفاق بشتى الطرق، تارة بالاستغناء عن الموظفين وأخرى بتقليص رواتب اللاعبين.

وحسب مرصد كرة القدم في نيو شاتيل بسويسرا، فقد تراجع الإنفاق في فترة الانتقالات _43%، بالدوريات الخمسة الكبرى، ووصل إلى _75% في إسبانيا، كما تأثرت كبرى الأندية، حيث أعلن برشلونة بنهاية نوفمبر تخفيض رواتب لاعبيه بواقع 122 مليون يورو، كما أجل توزيع المكافآت لثلاث سنوات، مع تعليق مصير ميسي إلى ما بعد صيف 2021.

كما أعلن الاتحاد الأوروبي يويفا أنه دفع 236,5 مليون يورو لأعضائه استباقا لمواجهة الجائحة، ووعد الاتحاد الدولي فيفا بخطة تتخطى 1,5 مليار دولار لأكثر من 150 اتحاد وطنيا بعيدا عن البطولات الأوروبية الكبرى، كما مثلت أزمة البث التليفزيوني وهو مصدر التمويل الرئيسي للأندية طامة كبرى.

ولم يكتف 2020 بهذا الركود وبحالة الشلل التي أصابت الرياضة، فتوالت الفاجعات على الوسط الرياضي العالمي ومنذ يناير، فرحل نجم السلة الأمريكي كوبي براينت عن 41 عاما وابنته جوانا إثر حادث تحطم مروحيته، وفي ذات الشهر رحل النجم الدولي السعودي خميس العويران بعد صراع طويل مع المرض.

وتتوالى أحداث الفقد مع أبريل حيث فارق الحياة 3 من نجوم الكرة العالمية، أولهم مايكل روبنسون لاعب ليفربول عن 61 عاما، بعد صراع مرير مع السرطان، ثم حارس تشيلسي والمنتخب الإنجليزي بيتر بونتي إثر صراع مع المرض أيضا، تلاهما رحيل غويو بينيتو أسطورة ريال مدريد عقب إصابته بفيروس كورونا.

وفي يونيو ودعت الأوساط الرياضية العربية نجم الكرة العراقية أحمد راضي، الذي سجل الهدف الوحيد لأسود الرافدين في كأس العالم 1986، خلال المشاركة الوحيدة للمنتخب العراقي بالمونديال، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، وفي يوليو ودعت إنجلترا نجمها جاك تشارلتون، والذي توج مع منتخب الأسود الثلاثة بكأس العالم 1966، عن 85 عاما.

ومع قدوم أغسطس فقدت كرة القدم العربية نجما آخر هو التونسي حمادي العقربي أحد أبرز نجوم الجيل الذهبي لنسور قرطاج، والذي شارك بأول وصول لبلاده إلى كأس العالم 1978، وكان ضمن الكتيبة التي حققت أول انتصار عربي وأفريقي بالمونديال.

ويأتي نوفمبر، مواصلا حصد النجوم فيرحل حارس ليفربول وتوتنهام هوتسبير والمنتخب الإنجليزي راي كليمنس عن 72 عاما، كما رحل نجم منتخب السنغال بابا ديوب بعد معاناة طويلة مع المرض، وهو صاحب هدف أسود التيرانجا أمام بطل العالم المنتخب الفرنسي بمونديال 2002، ولكن السنغال حينها خرجت من الدور الأول رغم البداية الرائعة.

ثم حل الضيف الثقيل على الرياضة العالمية، ديسمبر الحزين والذي شهد رحيل أفضل وأبرز لاعب على مر التاريخ لمس كرة القدم، الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا، عن 60 عاما، والذي هزت وفاته الأوساط الرياضية العالمية، كما شهد ذات الشهر رحيل مهاجم يوفنتوس وإيطاليا باولو روسي، هداف كأس العالم 1982، وهو الذي قاد الآزوري لإحراز اللقب الثالث في تاريخه والأول منذ 1938، كما رحل أيضا أسطورة السلة الأمريكية كي سي جونز الفائز بدوري المحترفين الأمريكي 8 مرات كلاعب، و4 كمدرب، عن 88 عاما، لينتهي اليوم 2020 الاستثنائي، والذي حمل أحداثا رياضية حزينة لن تنسى لفترات طويلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى