روماريو دي سوزا.. جوهرة أطفأت بريقها الصراعات

تقرير- ترياء البنا

ولد روماريو دي سوزا فاريا 29 يناير 1966 في ريو دي جانيرو، وهو من أعظم المهاجمين في تاريخ كرة القدم، وفي 20 مايو 2007 سجل روماريو هدفه الـ1000 في مسيرته الكروية، الذي لم يسبقه إليه سوى الأسطورة بيليه ليصبح بذلك من أبرز هدافي العالم عبر العصور.

بدأ روماريو مسيرته الكروية مع فريق أولاريا، قبل أن ينضم إلى فاسكو دي غاما عام 1985 لثلاثة مواسم، لعب خلالها 194 مباراة وسجل 124 هدفا، وأحرز لقب بطولة الولاية مرتين ولقب الهداف مرتين، متفوقا على زميله في الفريق روبيرتو ديناميتي الهداف التاريخي للنادي، عام 1988 وبعد تتويجه هدافا لأولمبياد سيول انتقل روماريو إلى آيندهوفن الهولندي، ولعب معه خمسة مواسم، شارك خلالها في 163 مباراة وسجل 165 هدفا، وقد أحرز روماريو في هولندا بطولة الدوري ثلاث مرات والكأس مرتين وكأس السوبر مرة واحدة، كما توج هدافا للدوري الهولندي ثلاث مرات متتالية.

ذلك التألق الكبير لروماريو في آيندهوفن وسيل الأهداف الذي لا يتوقف لفت إليه أنظار برشلونة الإسباني ومدربه يوهان كرويف الذي طالب بضمه موسم 1993-1994، ولعب روماريو مع برشلونة 84 مباراة سجل 53 هدفا، في فريق أطلق عليه حينها فريق الأحلام، لأنه كان يضم إلى جانب روماريو عددا من النجوم الكبار أمثال، ستويشكوف ومايكل لاودروب ورونالد كومان وغوارديولا والذين أحرزوا العديد من الألقاب للنادي الإسباني.

تألق روماريو مع برشلونة أثمر عن الفوز بالدوري الإسباني ووصوله إلى نهائيات كأس الأندية الأوروبية، كما سمح لروماريو بأن يتوج هدافا للدوري برصيد 30 هدفا خالية من أية ركلة جزاء، وكان أكبر إنجاز حققه روماريو في الدوري الإسباني هو تسجيله لخمس ثلاثيات في موسم واحد وهو رقم قياسي لم يكسر حتى اليوم.

لكن روماريو بعد فوزه بكأس العالم 1994، قرر العودة إلى بلاد السامبا، وبالتحديد إلى فلامنغو موسم 1995، واستقبله عشاق النادي بمسيرات ضخمة رافقته من المطار إلى مقر النادي، لعب روماريو مع ناديه الجديد حتى نهاية 1999، 240 مباراة سجل خلالها 204 أهداف، محققا بطولة الولاية مرتين ولقب الهداف 4 مرات متتالية، إضافة إلى الفوز ببطولة ميركوسول وبلقب الهداف، وخلال فترة تواجده مع فلامينغو خاض تجربتين فاشلتين لم تدما طويلا مع فالنسيا الإسباني، الأولى عام 1996 والثانية 1997، ولم يستطع أن يفرض نفسه في الفريق بسبب مشاكله مع المدربين، فلعب 21 مباراة، وسجل 14 هدفا.

في موسم 2000 عاد روماريو إلى ناديه الذي بدأ فيه، فاسكو دي غاما، ولعب معه 72 مباراة سجل خلالها 66 هدفا، وكان أفضل موسم له على الإطلاق في تاريخ مسيرته الكروية إذ حقق الكثير من الألقاب وأهمها الدوري البرازيلي وكأس ميركوسول لأندية أمريكا الجنوبية وتوج هدافا للبطولتين، كما حطم رقم روبيرتو ديناميتي مسجلا 66 هدفا لناديه في موسم واحد مقابل 61 لديناميتي، وقد صرح روماريو في نهاية هذا العام أنه الأجدر بالفوز بلقب أفضل لاعب في العالم لكن فيفا بحسب رأيه ينحاز دائما إلى أوروبا.

هذا التألق الكبير لروماريو دفع أندية أوروبية كبيرة أبرزها إنتر ميلان إلى ضمه رغم بلوغه الرابعة والثلاثين من عمره لكنه أجاب بالرفض قائلا إن برشلونة هو الوحيد القادر على إقناعه بالعودة إلى أوروبا.

عام 2001 لعب روماريو 41 مباراة مع فاسكو سجل خلالها 42 هدفا محرزا لقب هداف الدوري البرازيلي للمرة الثانية في تاريخه، وفي منتصف 2002 انضم إلى فلومينيزي البرازيلي، ولعب معه حتى نهاية 2004 حيث خاض خلال هذه الفترة 77 مباراة، وسجل 48 هدفا.

وقد أطلق روماريو نهاية موسم 2004 تصريحا خطيرا اعتبر فيه أنه اللاعب البرازيلي الأفضل منذ السبعينيات، وتخلل فترة لعبه مع فلومينينسي توقيعه في بداية 2003 عقدا لمدة مائة يوم مع السد القطري، الذي لعب له 3 مباريات فقط ولم يسجل فيها أي هدف.

في موسم 2005 عاد روماريو إلى فاسكو دي غاما، ولعب معه 44 مباراة سجل 32 هدفا، وتوج في هذه السنة هدافا للدوري البرازيلي برصيد 22 هدفا وهو في عمر ال39، وقد صرح روماريو تعليقا على إنجازه الكبير بأنه لو استمر مع برشلونة لكان فاز بجائزة أفضل لاعب في العالم أربع أو خمس مرات إضافية، وفي 2006 انتقل روماريو إلى ميامي الأمريكي، ولعب معه 29 مباراة سجل خلالها 22 هدفا، قبل أن يلعب 4 مباريات لنادي اديليد الأسترالي، ليعود بعدها مجددا لناديه الأم فاسكو دي غاما موسم 2007 ليحقق حلمه بتسجيل الهدف رقم ألف، ضد فريق سبورت ريسيفي على ملعب سان جانواريو وهو بسن 41، وقد احتفل البرازيليون بهذا الإنجاز وكرمه نادي فاسكو بتشييد تمثال له وراء المرمى الذي سجل فيه الهدف.

مطلع 2008 تولى روماريو مهام اللاعب – المدرب لنادي فاسكو دي غاما وقاد الفريق في عدد قليل من المباريات قبل أن يختلف مع إدارة النادي بسبب تدخل الرئيس بشؤون التدريب، في 15 أبريل 2008 أطلق روماريو، دي في دي يحوي أكثر من 900 هدف من أهدافه الألف وأعلن أنه توقف رسميا عن اللعب وأنه يأمل بإقامة مباراة وداعية تجمع المنتخب الذهبي البرازيلي مع فريق مكون من نجوم الفرق التي لعب لها فاسكو وفلامينغو وفلوميننسي.

وبعد يوم واحد على اعتزاله أعلنت صحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية اختيار هدف روماريو في مرمى ريال مدريد موسم 93-94 كأجمل هدف في تاريخ نادي برشلونة متقدما على هدف مارادونا الذي حل في المرتبة الثانية باستفتاء جماهيري شارك فيه 200 الف مشجع من أنصار برشلونة، وقد أعلن روماريو بعد اعتزاله أنه يعتبر نفسه أفضل من بيليه لأنه لم يعاصره، ولكن برأيه لا يوجد إلا بيليه واحد ومارادونا واحد وكذلك روماريو واحد، مضيفا أنه في منطقة الجزاء يعتبر أفضل من جميع هؤلاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى