الوجه الآخر لكأس العالم.. كيف سيتسبب المونديال في أزمة تعليمية في موسكو؟

 

تتطلع اللجنة المنظمة لنهائيات كأس العالم لكرة القدم بروسيا إلى هتافات مشجعي المنتخبات المشاركة في المونديال، والاحتفالات الجماهيرية في الهواء الطلق خلال البطولة التي ستقام في الفترة من 14 يونيو حتى 15 يوليو المقبلين.

ومن المتوقع أن يتجمع عشرات الآلاف من الجماهير، الذين لم يتمكنوا من الدخول للملاعب، في المناطق المخصصة للمشجعين في جميع أنحاء روسيا من أجل مؤازرة منتخباتهم.

لكن المخاوف من أصوات الجماهير المرتفعة، دفعت العديد من طلاب جامعة موسكو للاحتجاج ضد الأماكن التي سيتم تخصيصها لتجمعات الجماهير.

ولا تبتعد أماكن المشجعين في العاصمة الروسية، البالغ عدد سكانها 12 مليون نسمة، سوى أمتار قليلة من جامعة موسكو الحكومية المرموقة.

وقال إيجور /21 عاما/ أحد طلاب الجامعة الذين يحاولون منذ عدة أشهر منع إقامة مناطق المشجعين بالقرب من الجامعة “سيصرخ الناس في الاحتفال بفرقهم هنا، وينبغي علينا الاستعداد للامتحانات ، كيف يمكن أن يحدث هذا”؟

ويقع الحرم الجامعي على قمة تلال سبارو، الذي يطل على ملعب (لوجنيكي)، الذي سيحتضن المباراة الافتتاحية ونهائي المونديال.

وتقول ناديا، إحدى الطالبات المقيمات في المدينة الجامعية “لا يوجد في الواقع أسوأ من المكان الذي اختير لتجمعات الجماهير، لكن تقرر ذلك رغما عنا “.

ونظم أساتذة الجامعة والطلاب مسيرات احتجاجية، قبل أن يقرروا الاعتصام واقتحام مكتب رئيس الجامعة، لكن دون جدوى.

وبعث إيجور وزملاؤه المحتجون برسائل إلى إدارة المدينة أكثر من مرة، مذيلة بـ14 ألف توقيع من أعضاء الجامعة، على التماس ضد المناطق المخصصة للمشجعين.

كما تقدم أعضاء الجامعة بالتماس إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنهم لم يتلقوا أي إجابة منه أو من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وفقا لما أكده إيجور.

ويخشى إيجور، الذي يعيش في مدينة جامعية تضم مئات الطلاب، من أنه يتعين على الطلاب الرحيل مبكرا عن المدينة، لإفساح المجال أمام قوات الأمن للإقامة بها.

لا يوجد أي خطط محددة لذلك، وفقا لرئيس الجامعة، على عكس عدد من المدن الأخرى، كما يقول اتحاد الطلاب.

ولن يكون الشعور بالخوف مقصورا على طلاب الجامعة برغم الأجواء الاحتفالية المحيطة باستضافة روسيا لكأس العالم للمرة الأولى في تاريخها.

وأشارت صحيفة (نوفايا جازيتا) الروسية إلى أن سكان جميع المدن العشرة الأولى التي ستحتضن مباريات المونديال، انتقدوا خطط البناء في كأس العالم، بعد أن امتصت تطوير المتنزهات والمقاهي والمرافقة الترفيهية الميزانية المخصصة لمشاريع التنمية.

وقام عدد من الأهالي بالإضراب عن الطعام في مدينة سان بطرسبرج، احتجاجا على تجريف منشأة رياضية للأطفال.

وينبغي على المقيمين بالقرب من الملعب الواقع في قلب مدينة (سامارا)، بإزالة أو تغطية الشرفات على نفقتهم الخاصة.

ولا يرغب الطالب إيجور في السخرية من كأس العالم، حتى لو لم يكن من مشجعي الساحرة المستديرة، حيث قال “العديد من المشجعين سيرون أن روسيا جميلة، وهناك الكثير من الأشياء التي تدعو لتجربتها هنا، لكن ليس على حسابنا”.

ويعتقد إيجور أنه لا سبيل الآن أمام زملائه سوى الاتجاه إلى القضاء لتحقيق مطالبهم، حيث يعتزم الطلاب التقدم بدعوى أمام مكتب المدعي العام للدولة لاتهام اللجنة المنظمة للمونديال بانتهاك القانون.

ويقول الطالب سيرجي “لم يعد أمامنا سوى بضعة أيام، ثم ستبدأ أعمال البناء، وكذلك امتحاناتنا”.

 

توووفه

وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى