إستاد الريان .. تحفة معمارية تعكس معالم الحياة القطرية

توووفه – وليـد العبـري

إستاد الريان هو أحد أهم ملاعب مونديال 2022 لأن اسم الملعب ينتمي للمدينة التي تعتبر أعرق المدن القطرية وحتى المكان الذي يُشيد فيه الإستاد حاليا يعتبر أقدم الأماكن وهو سابقا إستاد أحمد بن علي في قلب نادي الريان التاريخي، تم الكشف عن تصميمه الجديد في إبريل من عام 2015، ومن المتوقع أن تصل طاقته الاستيعابية لـ 40 ألف متفرج، ومن المتوقع كذلك أن يستضيف مباريات مونديال 2020 حتى الدور ربع نهائي، وبعد العرس العالمي ستنخفض الطاقة الاستيعابية للإستاد المكون من ٤٠,٠٠٠ مقعد إلى النصف، حيث سيتم تفكيك النصف الآخر من المقاعد ومنحها لمشاريع تطوير كرة القدم حول العالم، وسيمكّن الإستاد بحجمه الجديد بعد البطولة أهل الريان من المحافظة على طابع الود والألفة الذي عرفت به منطقتهم منذ القدم.

عراقـة

منطقة الريان تعتبر هي بمثابة خاصرة قطر وتمثل أهمية قصوى للبلد ومنها انبثق نادي الريان في عام 1976 بعد دمج فريق الريان القديم مع النسور ليصبح الريان الجديد والعتيد والذي دخل بقوة للكرة القطرية ويعتبر أحد أهم ركائزها وأركانها وحقق أول لقب لبطولة الدوري في موسم 1975-1976،وآخرها 2015-2015، وبين هاتين الفترتين حقق 6 ألقاب أخرى للدوري، ومثلها في كأس سمو الأمير، و4 مرات في ولي العهد، ومثلها في كأس الاتحاد وبطولة الشيخ جاسم، وحقق في عام 1992 المركز الثالث في البطولة الآسيوية، ويعتبر إستاد أحمد بن علي في منطقة أم الأفاعي هو الملعب الخاص بنادي الريان وتم إنشاؤه في عام 2003 وخضع في عام 2009 لعملية تجديد من أجل احتضان مباريان نهائيات كأس أمم آسيـا “قطر2011” حيث وصلت طاقته الاستيعابية لـ 25 ألف متفرج آنذاك.

تصميم

في مساء الـ 22 من إبريل قبل ثلاث سنوات تم الكشف عن التصميم الجديد لإستاد الريان في حفل أقيم بقلعة علي بن عبدالله التاريخية في مدينة الريان ويحكي هذا التصميم قصة قطر، فواجهته الخارجية المتوهجة وحدها ترسم أشكالاً مميزة تعبر عن جوانب مختلفة من شخصية البلاد، فهي ترمز إلى أهمية الأسرة، والجمال الخالص للصحراء، وما تزخر به من حياة برية، إلى جانب التجارة المحلية والدولية، يجمع هذه الأشكال كلها شكل درع يرمز إلى معاني القوة والوحدة التي لطالما افتخر أهل الريان بحملهم هذه الصفات، واستوحيت هذه الأشكال الهندسية من الزخارف البديعة التي اشتهر بها فن العمارة الإسلامي عبر العصور، ويعكس اندماجها معاً في لوحة فنية واحدة الحرف اليدوية الرائعة التي تُصنع في قطر، وتحتضن الواجهة الخارجية الفريدة من نوعها هيكل المقاعد المتقارب، الذي سيضمن للمشجعين الـ ٤٠,٠٠٠ الجلوس في أجواء مفعمة بالحماسة والمتعة، حيث سيمنحهم هذا التصميم الشعور بأنهم أقرب ما يمكن من الإثارة على أرض الملعب، وسيشاهد المشجعون المباريات متمتعين بالراحة التامة بفضل المظلة خفيفة الوزن وأنظمة التبريد المتطورة، وتولت شركة راميول تصميم هذا الملعب والمنطقة المحية به فيما تتزلى شركة أيكوم مسؤولية إدارته.

استدامـة

بعد أن تمت عملية هدم الملعب القديم الذي كان يحمل اسم إستاد أحمد بن علي يتم استخدام الكثير من المواد الناجمة عن هده العملية في مختلف أنحاء المنطقة المحيطة بإستاد الريان الجديد، كما ستسخدم غيرها في مواقع فنية عامة، كما بقيت الأشجار التي كانت تحيط بالإستاد القديم على حالها لضمان تقليل حدوث أي أضرار بالبيئة الطبيعية، وسيتم اختيار أي مواد إضافية جديدة مطلوبة لعمليات الإنشاء بعناية فائقة بالنظر إلى جودة خصائصها البيئية، وإمكانية استخدامها في تصاميم الأبنية خفيفة الوزن، وستكون محطة توليد الطاقة المتجددة إحدى الإضافات الجديدة إلى الموقع، والتي ستساعد في تشغيل المرافق المحيطة، علاوة على أنها ستكون مثالاً يحتذى يستفيد منه مطورو الإستادات حول العالم، كما سيتم وضع تدابير خاصة بكفاءة استخدام الكهرباء والماء، كما سيتم تخفيض البصمة الكربونية للإستاد بدرجة أكبر عندما يتم الانتهاء من ربطه بمحطة المترو التي تقوم على تنفيذها شركة سكك الحديد القطرية (الريل)، وستمكن عشاق كرة القدم في المونديال من الوصول لهذا الملعب عبر نظام المترو الصديق للبيئة  والموفّر للطاقة ذاتيا.

تقدم

حقق العاملون في موقع بناء إستاد الريان في نهاية عام 2017 إنجازا بعد إتمام ما يزيد عن خمس ملايين ساعة عمل دون وقوع إصابات. كما تمّ أيضًا خلال عام 2017 الكشف عن تصميم مقاعد الإستاد، ويجري في الوقت الراهن تنفيذ أعمال البنية التحتية والأعمال الفرعية في الموقع، كما بدأت أعمال البنية التحتية بالمنطقة المحيطة بالإستاد. ومن المقرر اكتمال الإستاد في 2019 والذي ستصل طاقته الاستيعابيّة إلى 40 ألف مشجع، على الرغم من الصبغة العالمية التي يتحلى بها هذا الإستاد، فإن مقاعده الـ ٤٠,٠٠٠ والتي تعد من أهم مكوناته سيتم تصنيعها محلياً في مصنع كوستال قطر ، وتعد هذه الإضافة إلى اقتصاد قطر جزءاً من الإرث طويل المدى الذي يُبنى بالتزامن مع بناء هذا الإستاد.

إرث

بعد المونديال سيتم تخصيص هذا الملعب لنادي الريان وستخفّض طاقته الاستيعابية بعد البطولة إلى ٢٠,٠٠٠ مقعد (٢٠,٠٠٠ مقعد الأخرى سيتم التبرع بها لمشاريع تطوير كرة القدم حول العالم)، سيستفيد أهل المنطقة من المرافق الرياضية الأخرى التي ستكون جزءاً من المنطقة المحيطة بالإستاد، مثل ملاعب الكريكيت، وملاعب تدريب كرة القدم، ومركز الرياضات المائية، وملاعب التنس، وصالات البولنج، وصالات البلياردو، ومتنزه التزلج، وميدان لممارسة ألعاب القوى، التي ستكون متاحة للاستخدام في الأعوام القادمة.

وبذلك يلعب إستاد الريان دوراً رائداً في تحقيق الهدف الرئيسي لتعزيز أساليب الحياة الصحية في قطر كما نصت عليه رؤية قطر الوطنية ٢٠٣٠. كما سيجعل الكم الهائل من المرافق الرياضية –ذات الجودة العالية– الموجودة هنا هذا المكان مجمعاً رياضياً يستفيد منه أهل الريان، ومختلف المناطق القطرية، وحتى الزوار من خارج البلاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى