برشلونة يداوي جراحه الأوروبية بحسم الدوري والكأس قبل الكلاسيكو  

 

 (إفي) – توووفه

 

ليلة جميلة عاشها أنصار برشلونة بعد تتويجه للمرة الـ25 بلقب دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم (لا ليجا)، بفوزه خارج قواعده على ديبورتيفو لاكورونيا بأربعة أهداف لاثنين، ليحسم اللقب لصالحه قبل أربع جولات على ختام المسابقة.
وكانت فرحة الجماهير التي احتشدت في محيط شارع لارامبلا، الأشهر في برشلونة، بالقرب من نافورة (فوينتي كاناليتاس)، مزدوجة بعد تتويج الفريق الكتالوني بالثنائية المحلية لهذا الموسم (الدوري والكأس) حيث كان قد توج بكأس الملك قبل تسعة أيام على حساب إشبيلية بالفوز عليه بخماسية نظيفة.

واللقب هو الـ94 لنادي برشلونة، الذي يواصل التحليق بالرقم القياسي كأكثر فريق إسباني يتوج بثنائية الدوري والكأس (8 مرات) في أعوام 1952 1953، 1959، 1998، 2009، 2015، 2016 و2018 ليتفوق على أثلتيك بلباو، صاحب الثنائية خمس مرات، وريال مدريد (4) وأتلتيكو مدريد (1).

ويداوي برشلونة بهذه الثنائية جراحه بالخروج من ربع نهائي دوري أبطال أوروبا هذا الموسم مرة أخرى، بشكل دراماتيكي، حيث كان قد وضع قدما في نصف النهائي بعد فوزه على أرضه أمام روما 4-1 ، لكنه سقط بشكل غريب في لقاء الإياب 3-0 ليودع البطولة ويفشل في تكرار حلم الثلاثية للمرة الثالثة في تاريخه بعد 2009 و2015.

ورغم الأسف على توديع التشامبيونز ليج، إلا أن تخبط الفريق الكتالوني في بداية الموسم وخسارته للسوبر المحلي أمام الغريم التقليدي ريال مدريد بهزيمتين ذهابا وإيابا ومع الرحيل المفاجيء لمهاجمه البرازيلي نيمار إلى باريس سان جيرمان دون موافقة الإدارة وعبر اللجوء للشرط الجزائي الضغم (222 مليون يورو)، وعدم اقتناع الجماهير بالصفقات التي أبرمت في الصيف، فإن إنهاء الموسم بهذا الشكل وبثنائية يعد أمرا إيجابيا وبالأخص مع وجود مدرب يقود الفريق في موسمه الأول كذلك، إرنستو فالفيردي.

فقد أعاد فالفيردي الاتزان إلى الفريق خاصة في الجانب الدفاعي، وهو ما انعكس عليه بالإيجاب في نتائجه بالليجا، التي لم يخسر فيها أي مباراة حتى الآن، ليحقق رقما قياسيا لم يحدث من قبل وهو عدم التعرض حتى الآن لأي هزيمة طوال 41 جولة بالليجا (7 من الموسم الماضي و34 في الموسم الحالي) وتتبقى له أربع مباريات لإكمال موسم كامل دون هزيمة.
ورغم البداية الناجحة لفالفيردي مع البرسا، إلا أنه لم يستطع معادلة إنجاز سابقيه، بيب جوارديولا ولويس إنريكي، اللذين استهلا مشوارهما مع الفريق بتحقيق الثلاثية.

وحقق برشلونة مراده بالفوز بلقب الليجا قبل مواجهة الكلاسيكو المرتقبة الأحد القادم على ملعب كامب نو أمام الغريم الملكي، بفضل هاتريك لنجمه الأبرز، الأرجنتيني ليونيل ميسي، لينفرد بصدارة هدافي الليجا وكذلك يتفوق على مهاجم ليفربول، المصري محمد صلاح، في السباق نحو جائزة الحذاء الذهبي كأفضل هدافي القارة الأوروبية، برصيد 32 هدفا.

 


ولميسي العديد من الإنجازات مع برشلونة، ويكفي أنه منذ مباراته الأولى مع الفريق، في أكتوبر 2004 ، توج البلاوجرانا بإجمالي 32 لقبا، وهو ضعف ما حققه نادي ريال مدريد، بحسب ما نشره محلل الإحصائات الإسباني، الصحفي بدرو مارتين، على حسابه عبر (تويتر).

وفي عصر “البرغوث”، نجح برشلونة في تقليص الفارق بينه وريال مدريد، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالليجا (33 مرة)، إلى ثمانية ألقاب فقط، وذلك بعدما فاز باللقب التاسع له مع الفريق، والسابع في آخر عشر سنوات.
كما أصبح ميسي اللاعب الأكثر تتويجا بألقاب الليجا إلى جانب رفيقه، أندريس إنييستا، ليتفوقا على أسطورة الفريق السابق، تشافي هرنانديز (8 ألقاب).

وسيمنح “الرسام” شارة القيادة لميسي بدءا من الموسم القادم، بعدما أعلن مؤخرا رحيله عن نادي عمره الذي قضى فيه 22 موسما، ليرحل بصفته أكثر لاعب إسباني تتويجا بالألقاب (35) منها ثلاثة مع منتخب إسبانيا إذ فاز مرتين بأمم أوروبا في عامي 2008 و2012 ولقب مونديال كأس العالم مرة في 2010.

ورغم إتمامه المهمة، إلا أن برشلونة سيرغب في الفوز بمعركة الكلاسيكو القادمة وتكرار الفوز على الملكي، وسيسعى ميسي بالتأكيد للتفوق على غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو، في إطار صراعهما الدائم على جائزة الكرة الذهبية التي تمنح لأفضل لاعبي العالم والتي يتعادلان في عدد مرات الفوز بها (5).

فالبرسا فاز ذهابا في سانتياجو برنابيو بثلاثية نظيفة وسجل ميسي هدفا، بينما ينتظر “الدون” الانتقام والعودة من كامب نو بانتصار وبأهداف له، وكذلك بقيادة ريال مدريد للقب دوري الأبطال الثالث له على التوالي، خاصة وأن فريقه وضع قدما في النهائي بفوزه في ذهاب المربع الذهبي بمعقل بايرن ميونخ بهدفين لواحد.
وقبل كل هذا، سينتظر عشاق برشلونة فرحة مزدوجة أخرى عندما سيحتشدون في ملعب كامب نو الأحد للاحتفال باستعادة لقب الليجا من الغريم الملكي وذلك أمام لاعبيه وجماهيره، وسط الجدل المثار حول قيام لاعبي الريال بممر شرفي من عدمه للفريق الكتالوني.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى