ميسي وحلم التتويج بلقب مع الأرجنتين

(إفي)- توووفه

فاز ليونيل ميسي بكل شيء على مستوى الأندية والألقاب الفردية، مع ناديه الأوحد برشلونة، لكن يتبقى عليه دين يتحتم عليه الوفاء به قبل نهاية مشواره، وهو قيادة منتخب الأرجنتين للفوز بلقب غاب عنه لعقود.

ومع مرور السنوات أصبح مشوار ميسي الدولي قريبا من الانتهاء، حيث سيكمل “البرغوث” هذا الشهر عامه الـ34 ولم يحقق حلمه حتى الآن بتحقيق لقب بقميص الأرجنتين، التي فازت بآخر لقب لها في 1993 حينما توجت بكوبا أمريكا بالإكوادور على حساب المكسيك 2-1.

وفي حضوره، خسرت الأرجنتين أربع نهائيات، منها مرتين متتاليتين لكوبا أمريكا في 2015 و2016 ونهائي مونديال 2014 بالبرازيل ونهائي كوبا أمريكا 2007.

وقد تكون بطولة كوبا أمريكا التي ستنطلق هذا الشهر في البرازيل، في نسختها الـ47 ، بعد أن تم سحب ملف تنظيم البطولة من الأرجنتين وكولومبيا بسبب انتشار وباء كورونا في الأولى والأزمة الاجتماعية العنيفة في الثانية، هي البطولة القارية الأخيرة للنجم الأرجنتيني.

ورغم صعوبة الإقرار بالأمر، فإن أيام ميسي، صاحب الكرات الذهبية الست والتي لم يحققها أحد مثله، باتت معدودة داخل المستطيل الأخضر، خاصة مع الأرجنتين، التي يتطلع أيضا لتمثيلها العام القادم في مونديال قطر، ووقتها سيتخطى عمره الـ35.

ورغم الأزمات المتتالية التي عاشها منتخب “التانجو” سواء إداريا أو على مستوى النتائج المحبطة، وفشله في أكثر من مناسبة في التتويج بلقب كوبا أمريكا في المتناول، إلا أن ميسي، هداف بلاده التاريخي بـ71 هدفا، يبدو أنه لم يرفع الراية البيضاء بعد.

فقد قاد ميسي منتخب بلاده، لكن تحت 20 عاما، للتتويج بلقب مونديال هولندا 2005 وكان هدافا للبطولة بستة أهداف، كما ساهم في تتويج الأرجنتين بذهبية أوليمبياد 2008 في بكين مع منتخب تحت 23 عاما على حساب نيجيريا.

لكن الإخفاقات توالت بعدها مع المنتخب الأول، الذي ارتدى قميصه للمرة الأولى في 17 أغسطس/آب 2005 في مباراة ودية أمام المجر، والتي تعرض فيها للطرد بعد 47 ثانية فقط، قبل أن يلعب مباراته الرسمية الأولى في 3 سبتمبر/أيلول من نفس العام أمام باراجواي بتصفيات مونديال ألمانيا.

ففي ذلك المونديال عاش ميسي إحباطه الأول بعدما ودعت الأرجنتين البطولة العالمية من ربع النهائي بركلات الترجيح أمام أصحاب الأرض، وفي العام التالي خسر منتخب بلاده نهائي كوبا أمريكا أمام البرازيل.

وفشلت الأرجنتين مجددا في تحقيق إنجاز بمونديال جنوب أفريقيا 2010 حينما ودعت البطولة على يد ألمانيا مجددا لكن برباعية نظيفة من ربع النهائي.

وفي 2011 أطاحت أوروجواي بالأرجنتين من ربع نهائي كوبا أمريكا قبل أن تتوج لاحقا باللقب.

وفي 2014 عانى ميسي بشدة بعد خسارة بلاده لنهائي المونديال على يد ألمانيا، رغم حصوله على جائزة أفضل لاعب بالمونديال.

وجائت الصدمة الشديدة بعدها بعام حينما قاد ميسي الأرجنتين مجددا لنهائي كوبا أمريكا لكن تشيلي توجت باللقب عبر ركلات الترجيح، وهو الأمر الذي تكرر مرة أخرى في 2016 خلال البطولة المئوية.

وبعد خسارة هذا اللقب أعلن ميسي اعتزاله اللعب دوليا مع بلاده، بسبب الانتقادات الحادة للفريق.

ونشر وقتها: “بعد التفكير مليا داخل غرف الملابس، أعتقد أن اللحظة قد حانت لإنهاء مسيرتي مع المنتخب. لقد حاربت كثيرا وحاولت”.

وأضاف: “إنه النهائي الرابع ولم أتمكن من الفوز بأي منها. لقد فعلت ما بوسعي، الأمر يؤلمني أكثر من أي شخص ولكن يبدو أن الأمر لن ينجح. كنت أتمنى إحراز لقب مع المنتخب أكثر من أي شخص ولكن للأسف لم يحدث هذا”.

وبعد ردود الفعل الواسعة من جانب الجماهير الأرجنتينية ومطالبة ميسي بالرجوع في قراره، عاد “البرغوث” بالفعل للمنتخب بعد أقل من شهرين.

لكن الإحباطات توالت حينما ودعت الأرجنتين مجددا مونديال روسيا من الدور ثمن النهائي على يد فرنسا حاملة اللقب، وفشلت مرة أخرى في الظفر بكوبا أمريكا بسقوطها على يد البرازيل صاحبة الأرض في نصف نهائي نسخة 2019.

ويبدو أن ميسي سيكون بحاجة لـ”معجزة” في تلك النسخة التي تقام في ظروف استثنائية بسبب وباء كورونا، من أجل الوفاء بالدين الذي يحمله على كاهله مع الأرجنتين، حيث أنه لايزال يمر بمرحلة عدم اتزان مع ناديه برشلونة، الذي لم يحسم بعد استمراره بصفوفه من عدمه، وسيشارك في كوبا أمريكا دون تحديد مصيره بعد، علما بأن عقده مع ناديه سينتهي هذا الشهر.

وعلى مستوى الألقاب، فقد توج ميسي بلقب وحيد “كأس الملك” مع برشلونة خلال آخر موسمين، حيث عانى خلالهما الفريق الكتالوني على جميع المستويات.

وأكد صاحب القميص رقم 10 خلال مقابلة نشرت مؤخرا على موقع الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم “نسعى دائما للفوز مع المنتخب الوطني، هذا هو هدفنا، نضم مجموعة جيدة من اللاعبين، وسيكون فريقا قادرا على مواجهة التحديات القادمة”.

وأضاف: “تركنا صورة جيدة في كوبا أمريكا الأخيرة، لكن لا يمكننا الاكتفاء بذلك، نريد مواصلة التطور، أنا متحمس للغاية ومتشوق للقيام بالأمور على نحو جيد”.

وتلعب الأرجنتين ضمن المجموعة الأولى التي تضم تشيلي، أوروجواي، باراجواي وبوليفيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى