قبل انطلاق البطولة الخليجية..سلة نزوى بين الطموحات البسيطة والواقع القاسي 

مسقط – توووفه

يستضيف نادي نزوى خلال الفترة من 6 إلى 14 مايو الجاري، البطولة 38 للأندية الخليجية لكرة السلة بطموحات أقل ما يمكن أن نقول عنها أنها بسيطة قياسا بحجم الإعداد، والإمكانيات، والحالة الفنية لهذا الفريق الذي يشارك بصفته بطلا للدوري في الموسم الفائت.

فالفريق هذا الموسم تحديدا هو الموسم الأسوأ له على صعيد النتائج والعروض منذ فترة طويلة، فهو حل ثالثا في بطولة الدوري، ووصيفا لبطولة درع الوزارة، والإشكالية في هذا الفريق ليس في المركزين اللذين احتلهما، بل في المستوى الفني الذي قدمه هذا الموسم. فالفريق ظهر بحال فنية عادية هي الأسوأ منذ عدة سنوات، وتعرض لخسارات عديدة وبنتائج رقمية كبيرة، كما أن الفريق فقد أبرز لاعبيه، وأحد أبرز لاعبي السلة في السلطنة وفي منطقة الخليج وهو عبد الله الصولي لانتقاله لنادي السيب، كما افتقد صانع ألعابه المتميز قاسم القسيمي لإصابته، وبالتالي خسر الفريق قائدين مهمين كان تأثيرهما واضحا على الفريق هذا الموسم.

كما إن إمكانيات النادي المادية لم تسمح له بالتعاقد مع لاعبين محترفين على مستوى عالي يعوض من خلاله النقص، والضعف في بعض المراكز، كما أن حاجة الفريق للاعب في مركز صانع الألعاب، حرمه في فترات طويلة من المباريات من لاعب الارتكاز الذي تعاقد معه، أي أن الفريق لم يستفد بشكل واقعي وكما هو مطلوب من هذين اللاعبين، أضف إلى أن لاعب الارتكاز تعرض لإصابة لم تسمح له بالمشاركة في بعض مباريات بطولة درع الوزارة.

في بطولة الأندية الخليجية سيكون نزوى أمام مهمة لن نقول عنها أنها مستحيلة، بل نقول وبصريح العبارة أنها صعبة جدا، والسبب هو أنه سينافس فرقا أفضل منه استعدادا وجاهزية، وأيضا أفضل منه قدرات وإمكانيات فنية. ومدرب الفريق محمد القسيمي لم يعلن أن حظوظ فريقه صعبة أو مستحيلة، بل قال إن كل الاحتمالات قائمة، وبطولات الخليج لها خصوصيتها، والفريق له تجربة جيدة في هذه البطولة، وقد يكون لفريقه حظا في المنافسة والانتقال للدور الثاني دون أن يوضح على أي أساس بنى طموحاته هذه، وإن كانت خبرته مقدرة بسبب مشاركته الطويلة في هذه البطولة لاعبا، ثم مدربا.

بعيدا عن الطموحات البسيطة التي لا ترتكز على واقع ملموس بدليل الاستعداد الأقل من عادي الذي اقتصر على مباريات بطولة درع الوزارة، وأيضا بعض التدريبات التي لا تحقق الفائدة المطلوبة بسبب ظروف عمل اللاعبين ودراستهم، وتوزعهم بين مسقط ونزوى.

هذا الواقع لا يمكن نكرانه إطلاقا، والاعتراف بأهميته في هذه الحالة، هو وضع النقاط على الحروف حتى لا يكون هناك أية ردات فعل بعد ذلك. فكرة السلة العمانية ما زالت بحاجة للكثير من أجل المنافسة، ومن أجل تحقيق النتائج الإيجابية، للكثير من الأسباب سواء على صعيد المنتخبات الوطنية، أو على صعيد الأندية، والدليل نتائج المشاركات السابقة وعلى كل المستويات. والدخول في معترك المنافسة لأي لعبة يحتاج للكثير من الأساس القوي الذي يتم الارتكاز عليه، وكرة السلة العمانية بحاجة للكثير من الوقت والعمل، وهذا الكلام ليس لتثبيط الهمم، أو لإحباط المعنويات، أو للحد من الطموحات، بل هو من أرض الواقع، وما يحققه أي ناد أو منتخب في أي مشاركة سيكون إنجازا حقيقيا قياسا للواقع القاسي الذي تعيشه اللعبة، التي يعتبر اتحادها الأقل ميزانية بين كل الاتحادات، وهذا له علاقة مباشرة في العمل على تطوير اللعبة على كافة المستويات.

التفاؤل له مكانه في هذه البطولة، والمطلوب من  القائمين على الفريق من لاعبين وغيرهم هو نسيان ما حدث هذا الموسم، والعمل لانطلاقة جديدة من هذه البطولة التي يبقى أمر المشاركة فيها قرارا إيجابيا، فالنتائج الإيجابية لا تأتي إلا من خلال الاحتكاك المباشر والاستفادة من هكذا تجارب، واللعب دون ضغوطات لأن الجميع يعلم واقع هذه اللعبة القاسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى