زمالك 2021.. أن تغدو رغم العثرات بطلا

تقرير- ترياء البنا

توج الزمالك بلقب الدوري المصري للمرة الـ13 في تاريخه عقب تحقيق الفوز على الإنتاج الحربي بهدفين نظيفين في الجولة الـ33 قبل الأخيرة من البطولة، جاء الهدفان بقدم المتألق طيلة الموسم وصاحب أهداف الوقت القاتل، أحمد سيد زيزو في الدقيقة السادسة من بداية اللقاء، وختمها النجم الآخر المغربي أشرف بن شرقي برأسية ذهبية في الدقيقة 88، قبيل أن يهدر طارق حامد ركلة جزاء أعقبها صافرة انتهاء موسم استثنائي للملكي، وبداية أفراح بطل عاد ليخطف اللقب الغائب منذ 2015، ونجح الزمالك في الوصول إلى 79 نقطة، بعد 33 مواجهة وتتبقى له مواجهة أخيرة أمام البنك الأهلي، قد ترفع حصيلة النقاط إلى 82، وهي ثاني أفضل حصيلة نقطية في تاريخ النادي بعد موسم 2014/2015، الذي حصل خلاله على 87 نقطة من 38 مباراة، حين كانت البطولة مكونة من 20 ناديا.

وسبق هذا اللقب 12 لقبا، حيث حقق الزمالك أول ألقابه بالبطولة موسم 1959-60 ليكون أول فريق يحقق اللقب غير النادي الأهلي الذي حققه 9 مرات، وتفوق الزمالك على الترسانة صاحب المركز الثاني في ذلك الموسم، تاركا الاهلي في المركز الثالث برصيد 22 نقطة، وجاء ثاني الألقاب موسم 1963-64، ونجح الزمالك في تحقيقه بعد الفوز على الترسانة أيضا في المباراة النهائية، وكان الدورى في ذلك الوقت يتكون من مجموعتين واحتل الأهلي المركز الخامس في جدول ترتيب المجموعة الأولى.

وكان موسم 1964-65 استثنائيا حيث حقق الزمالك للمرة الأولى في تاربخه، لقب الدوري للمرة الثانية علي التوالي، وجاء ذلك بعد صدارته للترتيب برصيد 35 نقطة بينما حقق الأهلي المركز الرابع برصيد 25 نقطة.

وغاب الزمالك عن المسابقة في 6 مناسبات، ثم عاد لتحقيق لقب الدورى بفارق الأهداف عن الأهلي موسم 1977/78، وفي موسم 1983-84 حقق الأبيض البطولة متفوقا علي الأهلي بنقطتين فقط بعد غياب خمسة مواسم، وفي موسم 1987-88، حقق الزمالك لقبه السادس بفارق الأهداف عن الأهلي، ثم حصد اللقب السابع موسم 1991-92، متفوقا على الإسماعيلي بفارق ثلاث نقاط فقط بينما حل الأهلي في المركز الرابع برصيد 30 نقطة.

وجاء موسم 1992-93، مختلفا حيث وللمرة الثانية في تاريخ الزمالك، يحقق اللقب مرتين متتاليتين، وذلك برصيد 45 نقطة، بينماء جاء الأهلي في المركز الثاني برصيد 39 نقطة، كان الزمالك أقوى خط هجوم برصيد 51 هدفا وأقوى خط دفاع بـ11 هدفا.

وبعد غياب دام 7 مواسم حقق الزمالك لقب الدورى المصري 2000/2001، برصيد 65 نقطة متفوقا على الأهلي صاحب المركز الثاني برصيد 57 نقطة، ولم يطل بعدها غياب الزمالك الذي دخل موسمه التاربخي 2002-2003، والذي حقق خلاله 7 ألقاب متفوقا على أكبر الأندية العالمية، ونجح في تحقيق اللقب بفارق نقطة وحيدة عن الأهلي، ثم حقق البطولة 2003/2004، لتكون المرة الثالثة التي يحقق فيها اللقب موسمين متتاليين، وتوج بفارق 7 نقاط عن الأهلي الوصيف.

وعقب 8 بطولات حققها الأهلي عاد الزمالك لمنصة التتويج موسم 2014/2015، واحتل صدارة الترتيب برصيد 86 نقطة وجاء الأهلي في المركز الثاني برصيد 78 نقطة، ثم بعد خمس بطولات حققها الأهلي عاد الزمالك ليخطف لقب الموسم الأصعب 2020/2021.

كان هذا الموسم استثنائيا على كل الأصعدة، نظرا للظروف التي يواجهها العالم كله وهي جائحة كورونا التي أصابت الرياضة العالمية في مقتل، وأصابتها بالشلل التام لفترة طويلة، ورغم ذلك هو موسم استثنائي للفهد الأسمر معشوق جماهير الزمالك ورمز النادي محمود عبدالرازق شيكابالا، والذي احتفى به حساب النادي على مواقع التواصل الاجتماعي، معلقا:” ما لم يحدث من قبل في تاريخ مصر، شيكابالا أول لاعب يحقق لقب الدوري المصري بفارق زمني 18 عاما لنفس النادي، 2002-2003 البطل مع نادي الزمالك، 2020-2021 البطل مع نادي الزمالك”.

رحلة أبناء ميت عقبة نحو تحقيق اللقب ال13 تزيد من قيمته، حيث كانت استثنائية لم تخل من الصعاب في أي جزءٍ منها، خاصةً أن المنافس هو بطل أفريقيا النادي الأهلي.

وقد مر الزمالك هذا الموسم بالكثير من الصعاب والمعوقات، فإذا رجعنا بالزمن إلى الوراء، تحديدًا في نوفمبر 2020، الذي كان كافيًا لتبديد أحلام هذا الجيل من لاعبي الزمالك، حيث كانت البداية مع قرار عزل مجلس إدارة النادي برئاسة مرتضى منصور، قبل أسابيع من النهائي الأفريقي الذي جمع بين الأهلي والزمالك، فغاب الاستقرار عن القلعة البيضاء، وسط محاولات اللاعبين والجهاز الفني للفريق بقيادة البرتغالي جايمي باتشيكو لعزل أنفسهم عما يحدث خارج المستطيل الأخضر.

وفي أجواء جماهيرية مشتعلة، تأهب قطبا الكرة المصرية لخوض المباراة النهائية على استاد القاهرة، وبدأ اللقاء الهام ولا صوت يعلو فوق صوت المعلقين في شوارع جميع المحافظات المصرية، حتى إن بعض المصريين قالوا مازحين، إنه إذا سرق أحدهم واحدًا من أهرامات الجيزة الثلاثة أثناء المباراة لن يشعر أحد، كان جمهور الناديين يعرف جيدًا أن الفوز لا يعني تحقيق اللقب الأفريقي فقط، بل هي فرصة لانتصار جيل على آخر، كان الجميع يعلم أن الفوز سيكون مفتاحًا لتحقيق عديد من الألقاب بعد ذلك، وفاز الأهلي في الأمتار الأخيرة، ولكن جمهور الأبيض لم يتخل عنه، كعادته في مثل تلك النكبات التي يتعرض لها النادي، فأشعل منصات التواصل الاجتماعي، مواساة للاعبين، ومطالبتهم بوضع أعينهم على بقية البطولات، ورحل مجلس مرتضى منصور بشكل رسمي، وبدأت وزارة الشباب والرياضة في تجهيز لجنة مؤقتة لقيادة الزمالك برئاسة المستشار أحمد البكري.

بعدها مباشرة تلقى النادي الأبيض هزيمة صادمة 1/3 أمام طلائع الجيش، في نصف نهائي كأس مصر، وبدأ سيناريو الانهيار الذي كان يخشاه جمهور القلعة البيضاء، خاصةً أن الفريق الفائز بكأس مصر كان الغريم التقليدي النادي الأهلي، وأعلن مجلس بكري، عبر بيان رسمي، عن حجم ديون القلعة البيضاء للجهات الحكومية، التي بلغت قيمتها حوالي مليار ونصف مليار جنيه مصري، وبعد أيام فقط من قرار تعيينه كرئيس للجنة المؤقتة لإدارة النادي، أصيب المستشار أحمد البكري بفيروس كورونا، الذي أدى إلى وفاته في ديسمبر 2020، ليكون المستشار عماد عبد العزيز رئيسًا للنادي.

استمرت الأزمات المالية داخل أسوار القلعة البيضاء، وسط انتشار أنباء عن هجرة جماعية لنجوم الفريق وعلى رأسهم الثلاثي: فرجاني ساسي، أحمد سيد زيزو، ومصطفى محمد، ورغم كل تلك المشكلات، قدم الزمالك عروضًا جيدة في مسابقة الدوري، حيث حقق الفوز في 7 مباريات من أصل 9 وتعادلين.

ومع انطلاق موسم الانتقالات الشتوية، بدأت أحداث يناير المرعب، كما وصفته الصحف المحلية، داخل الزمالك، وكانت البداية مع رفض فرجاني ساسي تجديد عقده مع الفريق، وكان هذا يعني أن اللاعب سيكون حرا نهاية الموسم، ولن يحقق الزمالك أي مكاسب مادية من صفقة رحيله، وهذا ما حدث بالفعل، وتعلقت الأزمة الثانية بالمهاجم الواعد مصطفى محمد، الذي وعده مجلس مرتضى منصور بالاحتراف بعد البطولة الأفريقية، ولم ينجح الزمالك في حسم الملفين، حيث لم يجدد فرجاني ساسي عقده مع الفريق، ورحل مصطفى محمد عن الفريق قبل أقل من 48 ساعة من انتهاء الميركاتو الشتوي، ليقوم الزمالك بتعويضه بمهاجمين وهما: مروان حمدي والتونسي سيف الدين الجزيري، لكن الجزيري لم يكن يحق له المشاركة مع الفريق أفريقيًا، بسبب مشاركته مع المقاولون العرب في الكونفدرالية بنفس الموسم، وبعد ذلك صدر قرار من التأمينات بالحجز على أرصدة النادي الأبيض في البنوك، لكن وزارة الشباب والرياضة تدخلت سريعًا لمساعدة الزمالك على تجاوز تلك الأزمة.

سيطرت مشاعر الإحباط واليأس بالكامل على جمهور الزمالك، الذي شعر أن الفريق سيبتعد عن منصات التتويج لفترة طويلة، وأنه بات على حافة الهاوية.

ولما كان الزمالك وصيف نسخة 2020 من أبطال أفريقيا، كانت جماهير القلعة البيضاء تأمل أن يكون الأبيض بطل نسخة العام التالي، لكن ما حدث كان مخيبًا للآمال، حيث غادر الزمالك البطولة مبكرًا من دور المجموعات، إذ احتل المركز الثالث في مجموعته التي ضمت الترجي التونسي، مولودية الجزائر، وتونجيث السنغالي، وخلال تلك الفترة، رحل البرتغالي جايمي باتشيكو عن الزمالك، وعاد الفرنسي باتريس كارتيرون إلى رئاسة الجهاز الفني للقلعة البيضاء.

بعد الخروج من البطولة الأفريقية، تأهب الزمالك لمواجهة الأهلي مرتين بالدوري الممتاز، كان الفوز خلالهما كافيًا لاقتراب لقب الدوري من ميت عقبة مبكرًا، لكن اللقاء الأول انتهى بفوز الأهلي (رغم الغيابات) بهدفين مقابل هدف، وشهدت المباراة الثانية تعادل الفريقين إيجابيًا بهدفٍ لمثله، بعد تلك النتائج المخيبة، تقدمت لجنة عماد عبد العزيز باستقالتها إلى الشباب والرياضة، ليحل محلها لجنة الكابتن حسين لبيب، التي أعادت الأمل من جديد إلى قلوب جمهور الزمالك، فعلت لجنة حسين لبيب المنطقي، والمنطقي فقط، والذي كان كافيًا لعودة الاستقرار تدريجيًا إلى النادي، وتعاهد جميع أبناء القلعة البيضاء على تعويض جماهيرهم عن الإخفاقات المتتالية، بحصد الثنائية المحلية.

وقبل حوالي شهر من الآن، بدأ صراع الكراسي الموسيقية على لقب الدوري بين الأهلي والزمالك، وانطلقت حرب التصريحات من جانب النادي الأحمر على لسان مدير الكرة سيد عبد الحفيظ، لكن للمرة الأولى تقريبًا خلال العقد الأخير، فضل مسؤولو الزمالك التزام الصمت، وأن يكون الرد داخل المستطيل الأخضر فقط، وهذا ما أكده المتحدث الإعلامي لنادي الزمالك، عمرو الدردير لموقع سكاي نيوز عربية: “إدارة القلعة البيضاء فضلت الصمت حتى حصد اللقب، لم يكن هناك داع لخوض حرب نفسية، من شأنها خلق حالة من القلق داخل نادي الزمالك، خاصةً أن اللجوء إلى حرب التصريحات ليس جديدًا على مسؤولي النادي الأهلي، وهي حرب مشروعة داخل عالم كرة القدم في كل مكان، لكننا وضعنا مصلحة النادي فوق أي شيء”.

دخل الأهلي في دوامة نزيف النقاط خلال الخطوات الأخيرة من الدوري، بينما لم يتوقف قطار الزمالك عن تحقيق الانتصارات، ليكون فارق النقاط بين الفريقين ست نقاط كاملة، بعدما كانا متساويين في عدد النقاط، وكان الأهلي يملك أفضلية المواجهات المباشرة، وصرح الناقد الرياضي، محمد علاء لموقع سكاي نيوز عربية: “خاض الأهلي حرب تصريحات خاسرة، تسببت في تذبذب أداء الفريق الأحمر بالدوري، وتلك المرة الأولى تقريبًا في السنوات الأخيرة، التي لا ينجرف مسؤولو الزمالك إلى حرب نفسية دون داع، والنتيجة كانت تحقيق اللقب”.

في نفس الوقت، بدأ الزمالك تجديد تعاقده مع عدد من اللاعبين حتى لا يتكرر سيناريو ساسي، الذي انتقل إلى الدحيل القطري في صفقة انتقال حر، بالإضافة إلى محاولة الفريق الأبيض دعم صفوفه بعدد من اللاعبين المميزين، وحصد الزمالك لقب الدوري وكتب نهاية سعيدة لموسم استثنائي، وعين أبناء القلعة البيضاء الآن على كأس مصر، حيث يواجه الزمالك أسوان في نصف نهائي البطولة، وربما يكون لدى أبناء ميت عقبة فرصة كبيرة لحصد “الثنائية المحلية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى