مواجهة الكنغر.. مفترق طرق في مشوار المونديال الصعب

كتبت- ترياء البنا

أقل ما يمكن أن نصف به طريق المنتخب العماني إلى قطر 2022، ومنذ بدايته، أنه غير ممهد أبدا، عوائق ومنعطفات، فمنذ تولى الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش المهمة، تفاءلنا خيرا بمدير فني لديه سيرة ذاتية وخبرات جيدة، وبدا الرجل متحمسا للعمل مع مجموعة متميزة من اللاعبين، ولكن شاءت الأقدار أن يجتاحنا كوفيد19، وتتوقف عجلة الرياضة عن الدوران، ووضع المنتخب في مأزق كبير، فلا مسابقات محلية، ولا معسكرات يتخللها احتكاكات بمنتخبات قوية، ولم يكن بالإمكان أكثر مما كان، مع ذلك، عمل إيفانكوفيتش بما لديه من أدوات، استعد لبداية المشوار بتجمع داخلي، تلاه معسكر صربيا، سبقهما معسكر الإمارات، مراهنا على خبراته وقدرات وإمكانيات اللاعبين.

دخل الأحمر الاختبار الأول، والكل يعلم أنه لا مفر من الخسارة في أوساكا أمام المنتخب الأقوى آسيويا، ولكن جاءت الرياح بما تشتهي السفن العمانية، فعاد رجال الأحمر إلى الديار بالعلامة الكاملة، ومن وجهة نظر شخصية، أرى أن سبب الفوز الأساسي على اليابان في عقر دارها، أن لاعبينا لم يكونوا تحت الضغط، فالتاريخ لم يسجل أي فوز للأحمر على اليابان، وبالتالي لعبوا كرة للكرة، والكرة لا تتعالى أبدا، كما أن المنتخب الياباني لم يكن يعتقد أن فريقا من المحليين غير المستعدين الاستعداد الأمثل سيكون قادرا على تخطي منتخب مكتمل من المحترفين، فشاءت الأقدار أن نفرح في مستهل الطريق، لنلتف ثانية حول منتخبنا الذي كنا بالأمس نتأسف على وضعه الصعب عقب إجراء قرعة التصفيات النهائية المؤهلة للمونديال، والتي ألقت به وسط عمالقة سبق لهم التأهل للمحفل العالمي ولديهم من الخبرات ما يؤهلهم لذلك.

وجاء اللقاء الثاني، على أرضنا، ووسط جمهور ينتظر فوزا ثانيا يحلق بنا إلى آفاق وآمال لم يكن لها من قبل أي جذور، ولكنني كنت اعلم ان مواجهة رينارد السعودية ستكون اختبارا أكثر صعوبة من اليابان، وقبل اللقاء تمنيت الخروج بنقطة، لأنها في المقام الأول تعني فقدان الأخضر السعودي المرشح بقوة للتأهل، لنقطتين، وهذا في حد ذاته مكسب لنا، ولعب الأحمر شوطا أول بامتياز لم ينقصه سوى استغلال الفرص التي أتيحت، وهو ما تحقق للأخضر الذي سنحت له فرصة وحيدة فاستغلها في غفلة من الدفاع الأحمر، فخطف هدفا انتهى عليه الشوط الأول واللقاء، حيث دخل رينارد الشوط الثاني وقد حقق مبتغاه من اللقاء، فكان شوطا دفاعيا صرفا للأخضر الذي تمركز لاعبوه حول الصندوق خالقين( بلوك)، بلغة كرة اليد، وهو ما جعل مهمة الأحمر في العودة إلى اللقاء صعبة جدا في ظل الرطوبة العالية، واستنفاد الجهد في الشوط الأول، لنخسر الاختبار الثاني، وتصل السعودية للنقطة السادسة، متساوية مع أستراليا.

والآن، حان وقت الاختبار الأكثر صعوبة من الاختبارين السابقين، فبعد خسارة لقاء السعودية، علينا التركيز في لقاء الكنغر لتحسين الوضع بجدول الترتيب وعدم فقدان الأمل بالتأهل، والذي هو حلم مشروع لنا، ورغم ذلك، أعتقد أن الخروج بأية نتيجة إيجابية سيكون في مصلحتنا، لأن أستراليا الآن هي المرشح الأقوى بالمجموعة.

لدينا لاعبون متميزون، ونحن نثق في إمكانياتهم، وجهاز فني جيد عمل باجتهاد طيلة الفترة السابقة، ومازال يعمل بجد، وقدم الأحمر لقاء وديا جيدا أمام المنتخب العسكري القطري، جعلنا مطمئنين إلى حد كبير.

بقي أن يتحلى لاعبونا بالثقة في أنفسهم أمام الخبرات الأسترالية، فكما تفوقنا على اليابان أداء ونتيجة يمكننا أيضا أن نخرج على أقل تقدير بنقطة من فم الأسد، وقد تؤازرنا ظروف اللقاء ونخطف النقاط الثلاث، بإذن الله، دعواتنا للأحمر بعودة مشابهة لعودته السابقة من اليابان، لنخطو خطوة جديدة نحو الدوحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى