داريو باسيتش والمنتخب الأولمبي.. تفاصيل الرحلة المجهولة(2)

توووفه– خليل التميمي

نستكمل في هذا الجزء الثاني تفاصيل رحلة المدرب الكرواتي باسيتش المجهولة مع المنتخب الأولمبي والتي أفضت لفشل في غرب آسيا وخيبة غير مسبوقة في تصفيات أمم آسيا، ذهب المنتخب للتصفيات بكثير من الوعود والتصريحات الرنانة، ثم بعد الخيبة الكبيرة بقي الفشل وحيدا دون أي ضجيج.

معسكر السعودية

ومع بداية شهر سبتمبر غادرت بعثة منتخبنا الوطني إلى مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية لخوض معسكر خارجي استمر حتى الثامن من سبتمبر 2021م، وخاض الأحمر خلاله مباراتين وديتين، حيث خسر لقاء بثلاثة أهداف نظيفة، وتعادل في آخر 1-1.

وبعد العودة من الرياض تواصلت تدريبات الاحمر الأولمبي وخاض الفريق معسكرا داخليا اختتم بلقاء ودي جمعه مع منتخب الكويت وكانت النتيجة رائعة بفوز الأحمر 4-2 وهو اللقاء الودي الأخير قبل المغادرة إلى مدينة الدمام بالمملكة العربية السعودية للمشاركة في بطولة غرب آسيا.

غرب آسيا

في الثاني من أكتوبر 2021م، غادرت بعثة الأحمر الأولمبي إلى مدينة الدمام بالمملكة العربية السعودية من أجل المشاركة في بطولة غرب آسيا، والتي كانت بمثابة التحضير الحقيقي للمشاركة القادمة والمتمثلة في تصفيات كأس آسيا للمنتخبات تحت 23 سنة والمؤهلة إلى نهائيات أوزبكستان.

الفوز على البطل

في الرابع من أكتوبر 2021م ، الأحمر بدأ المشوار بمواجهة منتخب الأردن في افتتاح بطولة غرب آسيا تحت 23 عاماً ، وقبيل انطلاق البطولة قال داريو: (تحد كبير وبطولة مهمة)، بينما قال صلاح ثويني مدير الفريق: (غرب آسيا بمثابة اختبار حقيقي قبل التصفيات الآسيوية)، بينما قال مدافع الأحمر : (لم نحضر للمشاركة فقط)، وانطلق اللقاء الأول وحقق فوزا ثمينا بهدف نظيف سجله عيسى الناعي، وكان الكل يتوقع بعد هذا الانتصار أن يكون المنتخب ضمن المرشحين للفوز بلقب البطولة وخاصة أن الفريق الأردني من الفرق المرشحة– الفائز بلقب البطولة-، وبعد الفوز خرج مدرب منتخبنا بالتصريح :(أهدي هذا الفوز للشعب العماني، وقال إن الهدف من البطولة هو خوض مباريات دولية عديدة من أجل الاستحقاق “الأهم” نهاية أكتوبر في التصفيات الآسيوية.

الخسارة من اليمن

في السادس من أكتوبر وبالتحديد في الجولة الثانية واجه الأحمر منتخب اليمن، حيث دخل الأحمر اللقاء وهو في الصدارة وقال يوسف المالكي لاعب منتخبنا : (لا زال للمشوار بقية)، وانطلق اللقاء بغية فوز ثان للأحمر العماني لضمان التأهل رسميا إلى الدور الثاني، ولكن جاءت رياح اليمن بما لا تشتهيه سفن الأحمر العماني الذي تلقى خسارة مفاجأة من فريق قدم مستوى رائعا رغم فارق الإمكانيات وخاصة على مستوى الإعداد والمعسكرات والتحضير البدني والفني، ولكن حماس أبناء اليمن السعيد أطاح بفرحة الأحمر العماني وحقق الفوز بهدف نظيف.

لقاء الوداع

وفي اليوم الأخير من دوري المجموعات وبالتحديد في العاشر من أكتوبر 2021م، دخل الأحمر الأولمبي مباراته الأخيرة وهو أمام ضغط كبير ومطالب بتحقيق نتيجة إيجابية امام منتخب الكويت لكي يضمن خطف بطاقة مؤهلة إلى المربع الذهبي، وكانت الأمور تسيير في الطريق الصحيح بتقدم منتخبنا بهدف نظيف حتى الدقائق الأخيرة، حيث كان الاحمر متأهلا إلى الدور الثاني كون المواجهة الأخرى شهدت فوز المنتخب الأردني وهذا ما يصب في مصلحة الأحمر العماني بفارق المواجهات.

ولكن مع مرور الأوقات الأخيرة حصل ما لا يحمد عقباه وتلقى الأحمر ضربة موجعة بنهاية حزينة وهو التعادل أمام الأزرق الكويتي الذي سجله في الوقت بدل الضائع، رغم أنه قبل البطولة كان منتخبنا قد فاز على الكويت 4-2 وكأن المدرب لا يدري انها مجرد بروفة من أجل تجربة مجموعة من لاعبي منتخب الكويت.

تعادل المنتخب وودع التصفيات، وتأهل منتخب الأردن متصدرا المجموعة إلى المربع الذهبي وواصل مشواره إلى النهائي وحقق لقب البطولة، والغريب في الأمر أن منتخبنا فاز على بطل البطولة (الأردن)، بينما أحمرنا ودع البطولة.

ومع انتهاء البطولة عادت بعثة المنتخب إلى مطار مسقط ولكن كالعادة بدون أية معلومة عن مواعيد الوصول ، متى وصلوا واين ذهبوا ومتى عادوا، لا ندري إلى يومنا هذا.

التصفيات الآسيوية

وصلت اللحظة الهامة، والتصفيات المهمة، والتي شهدت إعداد مسبق خاض من خلاله منتخبنا معسكرات عديدة سواء داخلية أقيمت في مسقط وظفار وفي ولاية صحار، أو خارجية أقيمت في تركيا والبحرين والسعودية كلها من أجل التصفيات الهامة والنقطة الحاسمة.

وصلت بعثة منتخبنا الوطني الأولمبي ظهر الأربعاء 20 أكتوبر، إمارة الفجيرة بدولة الإمارات العربية المتحدة استعداداً لخوض التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس آسيا تحت 23 عاماً – أوزبكستان 2022، التي ستقام خلال الفترة من 24-31 أكتوبر، ترأس بعثة الأحمر في التصفيات نائب رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم محسن بن حمد المسروري.

وقبل وصول الأحمر إلى الفجيرة خاض الفرق معسكرا داخليا في ولاية صحار استمر لثلاثة أيام من 17-19 أكتوبر، وذلك بعد فراغ لاعبي المنتخب من المشاركة رفقة أنديتهم في الجولة الأولى من دوري عمانتل، وشهدت القائمة تعزيز صفوف الفريق بانضمام أرشد العلوي لاعب المنتخب الوطني الأول .

وصل الأحمر بقيادة داريو ومعه القائمة الأفضل من اللاعبين والتي جاءت نتاج عمل قام به الجهاز الفني في تجهيز اللاعبين من قائمة وصلت إلى قرابة الـ (40) لاعبا، وربما أكثر منذ انطلاق المعسكرات الداخلية، وضمت القائمة التي تواجدت في التصفيات الآسيوية كلا من إبراهيم الراجحي، يوسف الشيادي، إسلام الهنائي، يحيى الهديفي، وليد المسلمي، هاني النعيمي، محمد البريكي، البراء المعولي، فهد الهاجري، عبدالله البلوشي، يوسف المالكي، سعود الحبسي، قاسم آل مبارك، عمر الصلطي، الأزهر البلوشي، أرشد العلوي، عصام المخزومي، حسين الشحري، محمد السيم، الحسين الحداد، فهد بن عادل، سلطان بيت بخيت، عيسى الناعبي.

مع قرب التصفيات كان الجهاز الفني بتصريحاته التي أطلقها متفائلا بتقديم مستوى جيد وبالتأهل إلى النهائيات، وكذلك الحال من جانب اللاعبين الذين دخلوا البطولة بحماس كبير من أجل خطف بطاقة التأهل رغم الإخفاق الحاصل في بطولة غرب آسيا والتي تركت الأحمر الأولمبي في المركز الثالث من أصل (4) منتخبات في المجموعة، ولكن نسيان الماضي والتركيز على الأهم كان شعار الجميع في التصفيات التي تعتبر هي الأهم في نظر المسؤولين في الاتحاد العماني لكرة القدم، وهم كانوا لا يدرون ان هذه التصفيات سوف تكون بمثابة الصدمة الكبرى والخروج المر وفقدان فرصة التواجد في النهائيات.

مواجهة الهند

في الثالث والعشرين من أكتوبر كانت البداية مع المنتخب الهندي المتطور، ورغم ما تعيشه الهند من أحداث في ظل انتشار جائحة كورونا في فترة إعداد منتخب بلادهم إلا أن الفريق جاء إلى الفجيرة بحماس التأهل إلى النهائيات وليس من أجل النزهة في سواحلها أو أسواقها.

وقبيل المباراة كان التفاؤل في تصريحات رئيس البعثة ومدرب المنتخب ومديره حاضرا، حيث قال محسن المسروري رئيس البعثة: نثق في المجموعة الحالية، بينما قال داريو (إننا في أتم الجاهزية لحوض التصفيات)، وقال اللاعب عبدالله البلوشي : (سنغير الصورة التي ظهرنا بها سابقا).

البداية كانت (مرة) وتلقى الأحمر العماني خسارة من الهند بهدفين مقابل هدف، أسعد هذا الفوز الجالية الهندية التي تتواجد بقوة في السلطنة، وأحبط الجماهير العمانية التي بدأت تفقد الأمل أكثر وأكثر.

مواجهة قيرغيزستان

عاد الأحمر إلى تدريباته بعد الخسارة الأولى، وواصل الاستعداد للمواجهة الثانية التي تجمعه مع منتخب قيرغيزستان المتحفز بعد الفوز على المستضيف منتخب الإمارات بهدفين نظيفين ، وتم الجلوس مع الجهاز الفني واللاعبين من جانب رئيس البعثة، من أجل معالجة الأخطاء وفتح صفحة جديدة وضرورة دخول المباراة الثانية بصورة مغايرة.

وبعد ثلاثة أيام وبالتحديد في السابع والعشرين من اكتوبر خاض المنتخب مباراته الثانية والتي دخلها بشعار الفوز وليس سواه لأنها النتيجة الوحيدة التي سوف تجدد آمال التأهل إلى النهائيات، ودخل منتخبنا المباراة وهو في المركز الأخير.

جاءت التصريحات كالعادة قبل كل مباراة بالتفاؤل، حيث قال مدير المنتخب صلاح ثويني : (نأمل التعويض وجلسنا مع اللاعبين جلسة مصارحة)، بينما قال اللاعب أرشد العلوي : (سنقاتل حتى الدقائق الأخيرة) وفعلا كان تصريح اللاعب في محله، حيث اقتنص اللاعب هدف الفوز الغالي وهدف عودة الأمل والفرصة في حسابات التأهل بتسجيل هدف في الوقت بدل الضائع من عمر المباراة.

فوز ثمين جاء بشق الأنفس وظهر الأحمر بمستوى مغاير عن السابق وحقق الأهم وهو الثلاث نقاط وتجديد الثقة وعودة الروح والعودة إلى المنافسة التي تجددت أكثر وأكثر بعد فوز منتخب الإمارات على الهند، وتساوت الحظوظ للمنتخبات الأربعة في المجموعة، وسيكون الفوز في الجولة الأخيرة لأي منتخب هو الطريق إلى التأهل كأول المجموعة أو الدخول في حسابات صاحب المركز الثاني وهي ربما تكون من مصلحة مجموعة منتخبنا.

تواصلت الافراح وانتشرت التصريحات من الجميع في العديد من وسائل التواصل سواء المرئي أو المسموع او المقروء فرحين جميعا بما تحقق، ولا يدركون انها لحظة جاءت بمثابة الحلم سوف تستمر لمدة (3) أيام وبعد ذلك سوف تطير نهائيا.

نهاية حزينة

ومع نهاية ايام شهر أكتوبر كان الأحمر الأولمبي مع مباراة الحسم بلقاء منتخب الإمارات بشعار الفوز والظفر ببطاقة مؤهلة إلى النهائيات وخاصة في حال تعادل منتخبي الهند وقيرغيزستان أو فوز الأخير.

جاءت التصريحات من جانب المدرب داريو باسيتش قائلا: (مواجهة حاسمة) ، مشيرا إلى أن لدينا فريقا جيدا قادرا على اللعب برتم عال طوال 90 دقيقة) ،بينما قال مدير المنتخب صلاح ثويني: (نكون أو لا نكون).

لم تكن الدقائق الأولى من المباراة فأل خير حيث بدأت الاخبار الحزينة منذ الثواني الأولى التي شهدت هدفا لمنتخب الإمارات أربك الحسابات، ورغم ذلك حاول الأولمبي العماني العودة إلى اللقاء وضغط كثيرا على مرمى المنتخب الإماراتي، ولكن سرعان ما جاءت الضربة القاتلة بهدف أبيض ثان في الدقائق الخمس الأخيرة أذابت طموحات منتخبنا الوطني الذي فقد فرصة التأهل إلى النهائيات وظل في المركز الأخير في المجموعة وودع المنافسة مبكرا تاركا الحزن الكبير للجمهور العماني ومحطما جيلا كاملا كان يأمل في مواصلة مشواره مع المنتخبات الوطنية.

عادت بعثة المنتخب إلى السلطنة ولا أحد يدري بموعد وصلوهم أبدا، ولكن ما حصل أن وسائل التواصل الاجتماعي اشتعلت بشكل كبير مطالبة بضرورة التدخل ومحاسبة من كان سببا في ظهور المنتخب بهذا الشكل رغم توفير المعسكرات، مطالبين كذلك بضرورة إنهاء عقد الجهاز الفني بالكامل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى