كتبت- ترياء البنا
في مواجهة قوية، تليق بنهائي دوري الأبطال، اكتمل بدر هلال آسيا، بالفوز على بوهانج الكوري الجنوبي 2/0، محققا اللقب الرابع للزعيم من 8 نهائيات وصل إليها، بأقدام جيل ذهبي للنادي عزم العقد على الثأر من إخراج الفريق عنوة من نسخة العام الماضي وهو فائز، إثر إصابة معظم عناصره بكوفيد 19، في قرار وصفه جل الرياضيين بالجائر.
بالأمس، أبدع نجوم الهلال ومنذ الدقيقة الأولى التي شهدت في الثانية الـ16 أسرع وأروع تسديدة هدف في البطولة بقدم البديل ناصر الدوسري، تبعه في الشوط الثاني الأسيست السحري من الأسد جوميز الذي لعب دورا كبيرا أمس في الضغط على مدافعي بوهانج، ومرر أكثر من كرة خطيرة لزملائه، استغل إحداها المجتهد موسى ماريجا وأحرز هدف البطولة( د 63).
تألق جميع نجوم الفريق، بلا استثناء، خلفهم جمهور كبير هرع إلى استاد الملك فهد للاحتفال باللقب الرابع للنادي بدوري الأبطال، وليس فقط لمجرد التشجيع، ذهب الجمهور للملعب وهو على يقين بأن هؤلاء النجوم الذين يسطرون حقبة ذهبية للنادي سيفون بالوعد ويحققون لقبا حرموا منه ظلما وعدوانا في النسخة الماضية، وكأنهم تواجدوا بالملعب لتوجيه رسالة للاعبين بأنهم سيكونون خلفهم في كأس العالم للأندية.
قدم الزعيم مباراة كبيرة على جميع المستويات الفنية، ونجح نجوم الفريق الذين راهن عليهم ليوناردو جارديم نجاحا منقطع النظير، دفاع متماسك تصدى لهجمات بوهانج الخطيرة بقوة، وخط وسط استطاع صناعة هجمات منظمة ومؤثرة على الجناحين، ومن العمق، بفضل تمريرات المتألق وأفضل لاعب بالبطولة سالم الدوسري(3 أهداف) وجوميز( 6 أهداف)، والأهم كان الهجوم الضاغط على دفاعات الفريق الكوري الجنوبي في منطقته، ما سهل مهمة قطع الكرة في معظم الأوقات قبل وصولها منتصف الملعب.
24 مشاركة للزعيم بدوري الأبطال بنظاميه القديم والجديد، كان أولها نسخة 1987 والتي حل وصيفا بها، ووصل 8 مرات للنهائي، وجاء اللقب الأول للهلال عام 1991 والذي أقيمت فيه نسختان للبطولة اختتمت الأولى في يوليو، وغاب عنها الهلال، بينما شارك بقوة في الثانية التي انتهت في ديسمبر، حيث تصدر مجموعته بالفوز على منافسيه استقلال طهران و25 أبريل الكوري الشمالي، وفاز على الشباب الإماراتي في نصف النهائي، قبل أن يجدد فوزه على الاستقلال بركلات الترجيح عقب التعادل السلبي، ليمنح السعودية أول لقب لها في البطولة.
وبعد سنوات عاد الهلال أكثر قوة في نسخة 2000 ليخطف اللقب الثاني في تاريخه مستفيدا من إقامة الأدوار الإقصائية بالرياض، حيث أطاح بكل منافسيه بدءا من السد في الدور التمهيدي الثاني، ثم تصدر مجموعته في ربع النهائي على حساب بيرسبوليس والشرطة العراقي وبافلودار الكازاخستاني، وفاز على سامسونج الكوري الجنوبي في نصف النهائي، قبل أن يثأر من خسارته لقبين أمام اليابانيين بالفوز على جوبيلو إيواتا 3/2، بهاتريك نجمه البرازيلي وقتها سيرجيو ريكاردو.
وعاد الزعيم في 2019 بعد سنوات عجاف ليحقق اللقب الذي كان دائما يستعصي عليه ويدير له ظهره في الأمتار الأخيرة، حيث تصدر مجموعته بدور المجموعات ب 13 نقطة، متقدما عن الدحيل، الاستقلال، والعين، وفي ثمن النهائي استطاع تخطي الأهلي السعودي، فاز في الذهاب 4/2، وخسر الإياب بهدف نظيف، وفي ربع النهائي واجه العميد( نادي الاتحاد)، تعادلا سلبيا في الذهاب، وفي الإياب تقدم الاتحاد بهدف، إلا أن الزعيم أبى إلا أن ينصف جماهيره التي زحفت خلفه، وأحرز 3 أهداف وضعته في مواجهة صعبة أمام السد في نصف النهائي.
سحق الهلال السد( تحت قيادة تشافي) في عقر داره في الذهاب، بأربعة أهداف لهدف، وكان لقاء العودة دراماتيكيا، انتهى بفوز الأبيض بأربعة أهداف لهدفين، ليصعد الزعيم للنهائي بفارق هدف6/5.
وفي ذهاب النهائي أمام أوراوا الياباني، تألق الهلال باستاد جامعة الملك سعود وفاز بهدف وحيد فقط، مؤجلا الحسم للقاء اليابان والذي انتهى بفوز الزعيم بهدفين نظيفين، ليعود إلى المملكة باللقب الثالث.
أضاف الزعيم لخزائنه اللقب الرابع بدوري الأبطال، والثامن آسيويا، والثالث والستين في تاريخ النادي، وهو على موعد مع البطولة الأكبر، كأس العالم للأندية، ليكمل خلالها نجوم الأزرق تألقهم وتفوقهم، مؤكدين أن الهلال بدر مكتمل دائما يضيء طريق عشاقه.
