مقترح رفع عدد المنتخبات بمونديال قطر 2022 يطرح السلطنة كشريك في ملف التنظيم

 

توووفه ـ وليـد جـحـزر

 

تبذل قطر جهودا مضاعفة من أجل إنجاح هدف تنظيم كأس العالم 2022 وسط تحديات عديدة، ويدرك القائمون على الملف الرياضي الأبرز في تاريخ دولة قطر والمنطقة على وجه العموم أهمية الوصول إلى بر الأمان بحدث الاستضافة، وبما يحقق تقديم صورة مثالية وحقيقية عن قدرة دول الشرق الأوسط في استضافة حدث عالمي بهذا الحجم من الأهمية والمكانة.

ومنذ أن أعلن الفيفا رسميا حق منح قطر استضافة وتنظيم مونديال كأس العالم 2022 والجهود لا تتوقف من أجل الوصول لهذا اليوم المشهود متزامناً مع الإيفاء بكافة الاشتراطات والالتزامات التي جعلت من قطر أبرز المرشحين وبلا منازع في الفوز بأحقية استضافة المونديال أمام منافسين ودول عظمى لاتقل أهمية وإمكانيات عن دولة قطر.

وفي طليعة هذه الدول أمريكا التي لم يصل ملفها التنظيمي لمستوى الملف القطري الذي كان الأجدر بالفوز في العام 2010، والمؤكد أن الجهود المتواترة تقوم على عاملي سرعة الإنجاز وجودته، مع عدم الالتفات للأصوات المثبطة للقدرات، والعمل بصمت وفعالية لإنجاز الملاعب والبنى الأساسية المرافقة لحدث الاستضافة، وبما يحقق تطلعات قطر وكل الدول المساندة لها في رؤية مونديال بمواصفات عالمية.

جنوب أفريقيا والبرازيل في المعادلة القطرية!

 

وكعادة الأعمال الجبارة والكبيرة فإن كثيرا من الضجيج يرافق هذه الأعمال ذلك أن الصدى لا يأتي إلا كانعكاس للأصوات القوية والمجلجلة في مواجهة الجبال الصلدة، كما أن الأحداث العظيمة يرافقها مواقف أعظم وهذا ما عايشته الجماهير الكروية في كل بقاع العالم عندما أسندت مهمة استضافة كأس العالم لدولة جنوب أفريقيا 2010.

إذ كثرت التكهنات بصعوبة إنجاز البلد الأفريقي لهذه المهمة في ظل التحديات الشائكة من النواحي الأمنية والاقتصادية وانخفاض مستويات البنى الخدمية، وهاجم كثيرون الفيفا لاتخاذ قرار فوز جنوب أفريقيا بالتنظيم في حينه ومع كل هذه الاعتراضات، لا أن البلد الأفريقي الصاعد أثبت قدرة عالية على تنظيم الحدث وكان عند مستوى التحدي، لنشاهد جميعا واحدة من أجمل مونديالات العالم على إيقاع ضجيج ” الفوفوزيلا “.

كما أن ذات التحدي رافق واقع استضافة كأس العالم من قبل البرازيل 2014 التي شهدت فيها شوارع ريو دي جانيرو قبيل انطلاق كأس العالم العديد من المظاهرات احتجاجا على تردي الأوضاع الاقتصادية والاستياء من سياسة الإنفاق على تنظيم المونديال على حساب الإصلاحات الاقتصادية المفترضة.

وفضاء الدوحة اليوم مع ما يعتريه من أصوات تنادي إلى مقاطعته من الناحية السياسية إلا أن ظروفه الاقتصادية والبنائية تتفوق مجتمعةً على ما شاهدناه من تحديات في ريودي جانيرو وجوهانسبورج على السواء  ويبقى أمام القائمين على تنظيم الملف القطري تشكيل غرفة طوارئ مصغرة تعالج بهدوء وروية الهزات البسيطة التي سترافق ما تبقى من مرحلة التجهيز للمونديال بالاستفادة من التجربتين الأفريقية والبرازيلية   خصوصا بعد التفوق في تجاوز القدر الأوفر من الموانع والعراقيل التي وضعت في طريق النجاح القطري مع سبق الإصرار والترصد.

مشاركة متوقعة تحتاج لدراسة متأنية!

وكانت قطر قد تحدثت بصورة علنية قبل 8 أعوام مع بداية منحها حق التنظيم للمونديال أنها مستعدة للمشاركة مع دول الجوار في تنظيم مونديال 2022 لكنها تراجعت عن الطرح بعد أن لمست محاولات جادة للوقوف في طريق الحلم من قبل بعض الدول المجاورة، ومؤخرا تلقف إعلاميون قطريون الطرح الرسمي للفيفا والخاص برفع عدد المنتخبات المشاركة في المونديال العالمي، وهو الطرح الذي يدافع عنه رئيس الفيفا السويسري انفانتينو ومن خلاله وصل إلى سدة رئاسة أكبر اتحاد رياضي في العالم.

وتحدث الإعلامي القطري ماجد الخليفي في تغريدات نارية قبل أيام عن قدرة قطر على رفع سقف المنتخبات المشاركة وذلك بمساعدة الكويت وسلطنة عمان وإيران وقال الخليفي “من وجهة نظري قطر لايضيرها أن يشاركنا بعض أشقائنا في دول المنطقة هذه الاستضافة طالما أن هذا لن يغير من الاستحقاق التاريخي في إقامة افتتاح واختتام كأس العالم والأدوار النهائية على أرض قطر”.

وأضاف “حتى مع وجود رفض أوروبي على الاقتراح الأمريكي الجنوبي ففي النهاية سيأخذ الفيفا برأي قطر فيما يخص هذه الزيادة وسيمنحها المهلة الكافية لدراسته وتوفير متطلبات تحقيقه بشكل مشرف يغيض المتربصين بقطر ومشروعها المونديالي “.

مواصلا مقترحه بالقول: “هناك عدة خيارات لتطبيق الفكرة الخيار الأول شخصي ويقوم على تبني قطر بناء أربع ملاعب إضافية ليصبح إجمالي عدد الملاعب 12 ملعبا وباقي المنشآت والمطارات والمنافذ متاحة وموجودة على أعلى مستوى، والخيار الثاني يتمثل في إمكانية إقامة بعض مباريات البطولة في جزيرة كيش الإيرانية بعد ترحيب وزير الرياضة الإيراني بفكرة استضافة بعض مباريات مونديال 2022 خلال لقائه مع معالي وزير الرياضة القطري”.

“والخيار الثالث يقوم على التنسيق مع الأشقاء في الكويت وسلطنة عمان على استضافة بعض المجموعات حسب الإمكانيات المتاحة لديهم انطلاقا من المفاهيم الرائدة التي تجسدها كأس العالم 2022 كأول نسخة مونديالية تقام في الشرق الأوسط”.

إن مثل هذه المقترحات ومن شخصية إعلامية تعد من الشخصيات المؤثرة في توجيه القرار الرياضي القطري، يؤكد بما لايدع مجالا للشك عودة قطر إلى طاولة بحث موضوع الشراكة مع بعض الدول المجاورة والقريبة من الناحية المعنوية والنفسية، وهو الأمر الذي ينبغي على هذه الدول التفاعل معه والتقاط طرف الخيط والاشتغال عليه بما يحقق شراكة تاريخية في إنجاح أبرز حدث كروي يستضيفه الشرق الأوسط ممثلا في مونديال 2022 على بساط المحبة والتعاون، وبعيدا عن لغة الخلاف وإثارة النعرات البعيدة عن روح ومعنى الرياضة وغاياتها النبيلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى