كرة القدم الشاطئية العمانية وصلت العالمية ..فماذا ينقصها ؟

 

 

 

مسقط – توووفه

 

خسر منتخبنا الوطني لكرة القدم الشاطئية مبارتين من أصل ثلاث مباريات لعبها مع نظيره المصري في مسقط مدشنا عودته للنشاط بعد خمسة أشهر من الغياب، حيث جاء هذا المعسكر ومعه التجارب كبداية جديدة لمنتخب بقي منذ تشكيله يعيش حالة طويلة من التوقف، وهو المنتخب ” العالمي” الوحيد في لعبة جماعية وصل بجدارة لنهائيات كأس العالم مرتين ” 2011 في إيطاليا، و2015 في البرتغال، ولم تغفر له عالميته هذه من فترة التوقفات الطويلة التي تصل لنصف عام تقريبا كما حدث معه خلال الفترة السابقة.

ورغم عودته بعد غياب كبير، وبعناصر جديدة، إلا أن المنتخب قدم عروضا جيدة أثنى عليها مدرب المنتخب طالب هلال، مؤكدا أنه راض عن الأداء، وإن كان هدف هذا التجمع هو الوقوف على مستويات بعض اللاعبين الجدد الذين ضمهم مؤخرا، وقال: ” إن أربعة منهم سيكونون في صفوف المنتخب لاحقا وهم يونس بن خميس العويسي، وسامي بن فايل البلوشي، ومصعب بن فاضل البريكي، وأحمد بن جمهو البلوشي”. مشيرا إلى أنه يتابع كل المباريات والنشاطات التي تقام على السواحل العمانية، من مسقط إلى الباطنة للبحث عن المواهب التي يمكن لها أن تكون إضافة جديدة للمنتخب.

وبعيدا عن نتائج التجارب الأخيرة مع المنتخب المصري، وعن المستويات الفنية الجيدة، والعناصر الجديدة، يبقى هذا المنتخب  “العالمي ” دون الحد الأدنى من الاهتمام بدليل توقفاته الكثيرة، والطويلة، وقلة مشاركاته، وهو المنتخب الذي كان من المنطق أن يكون جاهزا، وفي حال استمرارية دائمة، ولكن الواقع عكس ذلك تماما، وبقي هذا المنتخب ” العالمي “، منتخب مناسبات، ومنتخب طوارئ، رغم أن جهازه الفني قدم سابقا خطة إعداد واستمرارية، ولكن كانت الأعذار حاضرة بحجج كثيرة، وكلها مادي بسبب تقليص النفقات، وتسديد المديونية وغير ذلك.

وطالما امتلكنا هذا المنتخب ” العالمي”، كان من الواجب والمنطق هو المحافظة عليه وعلى جاهزيته، والعمل على استمراريته وتطويره، وحتى تطوير اللعبة التي لا زالت حبيسة البطولات الموسمية. ولكن الواقع عكس ذلك.

فليس من المعقول أن تمتلك منتخبا عالميا بكل ما تعنيه الكلمة بوصوله لنهائيات كأس العالم مرتين، ولا تكون له الرعاية والاهتمام المناسبين مع وضعه وأهميته. وكم كنا نتمنى من قطاع التسويق في اتحاد كرة القدم، العمل بشكل أكبر على هذا المنتخب “العالمي” وتأمين رعاية ودعم له، وهذا ليس مستحيلا أسوة بالدعم والرعاية الذي يلقاه بعض أبطال رياضة المحركات العالميين، فصفة العالمية المرتبطة بهذا المنتخب أكبر جاذب للرعاة والداعمين، وهو لن يكلف نصف ما يكلفه أي من أولئك الأبطال الذين رفعوا العلم العماني في أكبر المناسبات، ومنتخب القدم الشاطئية  “العالمي” قادر على فعل الكثير أيضا بحكم شهرة اللعبة، وانتشارها، وبطولاتها، دون التقليل مما يفعله أبطال ونجوم رياضة السيارات.

والدول التي تمتلك منتخبا عالميا، تسخّر الإمكانيات له، كونه واجهة الرياضة والإنجازات، والمنتخب الوطني لكرة القدم الشاطئية هو منتخب “عالمي” بكل ما تعنيه هذه الكلمة، وعليه يجب أن تسخّر له الكثير من القدرات والإمكانيات والدعم، وهذا ليس انتقاصا من المنتخبات الأخرى وسحب الدعم منها، بل تقديرا لما حققه من إنجازات، وهو في كل المشاركات أينما أقيمت وعلى أي مستوى، مرشحا للمنافسة، وهكذا منتخب لن تكفيه معسكرات الطوارئ المفاجئة والقليلة، والاستعدادات السريعة وغير المحسوبة بدقة. ورغم ما سبق بقي على قدر المسؤولية، ومنافسا، ولم نلاحظ تراجع مستواه على الإطلاق، ومن تابعه في مباريات المنتخب المصري الأخيرة يؤكد ذلك، رغم أن بعض لاعبيه الجدد بحاجة للخبرات وهي تأتي من خلال المشاركات.

كل شيء في هذا المنتخب مبشر بالخير، والعمل يجب أن يكون ليبقى هذا المنتخب ” عالمي”،  واستعداده عالي و” عالمي” أيضا، و منذ لقبه الآسيوي الأول يستحق الكثير من الدعم والاهتمام، ويكفيه أنه منتخب “عالمي” وكم نحن بحاجة لمنتخبات عالمية في رياضتنا.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى