“أبو سالم”.. والجري خلف طلاسم وتعاويذ الوهم في دورينا..!

مسقط ـ توووفه

ربما يُتخيّل للبعض أن التعامل بما يسمى “الحروز” أو “التحويط” كما يطلق عليها في الدارج المحلي مرتبط بأعمال تختص بالمعالجة من المس والجان ورفع “الضُرّ”، وتفكيك السحر وغيرها من الجوانب التي تتصف بحضور واقعي لا يروم إنكاره معايش للواقع اليومي في مجتمعاتنا المحلية، لكن هذا جانب من واقعنا المجتمعي.

فهناك حسب ما يتم تداوله باستمرار من يسعى أيضًا خلف ممارسي هذه الأعمال من الدجالين والمشعوذين؛ للحصول على تحقيق نجاح سهل، أو تعطيل منافس يهدد حظوظهم لنيله؛ والحديث هنا عن الرياضة وتحديدًا كرة القدم.

صورة أرشيفية

ومن بين كل الحكايات التي تدور في مجتمع كرة القدم في السلطنة يبرز اسم “أبو سالم” وهي شخصية أقرب ما تكون للخيال لما يحاك عن قدراتها الخارقة في تغيير مصائر الفرق في المنافسات التي تخوضها.

كثُر حضور هذه الشخصية في أحاديث السمر وعلى طاولات المقاهي، ومجالس المتندّرين، وربما قد يكون سمع بها البعض أو لم يسمع، لكن يبقى أن هذه الحكايات الشعبية المتداولة التي لا ندري حقيقتها من زيفها تطرح فكرة أن هنالك توجهات لدى البعض في استخدام مثل هذه الشخصيات التي يرون بما تملكه من قوى تتحدى الطبيعة البشرية أنها قادرة أن تحدث فروقًا في النتائج خاصة في المباريات الحاسمة.

ومن الملاحظ أن هذه الأحاديث يكثر تداولها في ذروة المنافسات، وفي الأدوار الأخيرة من البطولات على مستوى الأندية، وحتى الفرق الأهلية” فـ “أبوسالم” أو غيرها من الشخصيات (المعلميّة) في وجهة نظر البعض أصبحت مهمة لضمان نتيجة إيجابية قبل أي المباراة. لكن هل يُعقل وجود هذه الممارسات التي لا يخفى تداول ذكرها ـولو على سبيل التندرـ في المجتمع في جوانب من قبيل معالجة “مس الجان” أو “فك السحر” أو “رفع الضر”؟

وما حقيقة شخصية “أبو سالم” المتخصصة في المجال الرياضي حسب المتداول؟ … وهل يمكن أن يتورط رؤساء الأندية والفرق الرياضية وإداريوها الذين هم على مستوى من الوعي العلمي والمعرفي ـ في الغالب ـ في هكذا ممارسات؟


اقرأ أيضا: بالصور.. طقوس وتقليعات “مجنونة” في نهائي كأس النخبة بالسويق

وما مدى صدق ما يشاع على أن شخصيات كشخصية “أبوسالم” أو غيره من الممكن أن يستخدمون وسائل مختلفة، وطرائق يتفنون من خلالها في إقناع المريدين لخدماتهم بواقعية وحقيقة تنبؤاتهم ووعودهم؟ وما مدى مفعول تلك الأحاجي و”الطلاسم” المروية على مسؤولية ناقليها؟ فهل مثلا تلك الزجاجة المملؤة بالماء، أو الرمل، التي يُطلب رشها على أرضية الملعب قبل المباراة يكون مفعولها كالسحر على الخصم، وتصيبه في “مقتل” بحيث تجعل لاعبيه في حالة “التيهان” في الملعب وعدم القدرة على مجاراة منافسه؟

أو ذلك الماء أو العصير الذي يعطيه “أبو سالم” أو غيره من “المعلميّة” للاعبين بعد النفث فيه ببعض العبارات أو “التعويذات” من الممكن أن يفعل مفعول المنشطات “غير المحظورة” والتي لا يمكن للفيفا كشفها، أو أن تلك التعليمات التي يوجهها كما يقال “أبو سالم” ومن على شاكلته للفريق من قبيل باب الدخول ووقت الحضور من الممكن أن تغير قدر الفريق؟

أو ذلك المكتوب المطلسم الذي يعطيه “المعلم” للاعب الذي يريد أن يُتوّج بلقب الهداف أو أفضل لاعب أو للفريق الذي يرغب بالفوز، وسواء طُلب منهم ربطه أو ارتداؤه أو دفنه أو تعليقه في أماكن معينه، هل من الممكن أن يؤدي النتيجة المبتغاة في حال التزم طالب “العمل” بتلك التعليمات؟

وفي الجانب الآخر مما يُحكى ويُتندر به أن هنالك وقائع صدقت بها شخصية “أبو سالم” الغامضة، فيحكى مثلا أن إدارة أحد الأندية عانت من توالي النتائج السلبية، التي وضعت الفريق في وضع متأخر عن الفرق الأخرى على غير العادة، رغم النجوم التي يختزنها وتوفر إمكانيات النجاح كافة، مما أوقع إدارة الفريق وجماهيره في حيرة كبيرة، حتى همس لهم ناصح بضرورة زيارة شخصية كـ شخصية “أبوسالم” مؤكدًا لهم أن ما يمر به النادي هو نتيجة لوجود “عمل” يحول دون فوز فريقها.

وقد اقتنعت الإدارة بهذا الطرح مما دفعها لإيفاد أحد مندوبيها لمقابلة “أبو سالم” أو من على نموذج شخصه ليعينها على فك طلاسم السحر، ودفعت لذلك أموالا طائلة -حسب الرواية المتداولة-، ويُقال أن هذا الفريق استطاع تحقيق الانتصار تلو الآخر بعد تلك الزيارة.

فإلى أي مدى يمكن الاقتناع بهذا الطرح؟ وهل من المعقول أن يصل الحال ببعص الأندية والفرق الأهلية ـ كما يحكى ـ أنها لا تدخل مباراة حتى تذهب “لقارئي الفال” واستطلاع مستقبل نتيجة المباراة، لتغيير مصيرها في حال كان “الفأل” ليس في صالحها؟ وهل حقًا أن التنافس بات شديدًا على “المعلمية” لدرجة أن يكون هنالك “معلّمية” متخصصين في مجال المنافسات الرياضية؟

وهل وصل الحال ببعض الأندية أنها تعين أمثال “أبوسالم” المزعوم بمبالغ طائلة للجوء إليه كلما اقتضت الضرورة؟

ولو صدق هذا الأمر ـ حسب رأي البعض ـ فهل ينبغي أن يتعب اللاعبون والمدربون أنفسهم طوال الموسم في التدريبات ووضع الخطط طالما الأمر رهن الخيوط التي تتدلى من أصابع “أبوسالم” ومن على شاكلته والتي يحركون من خلالها حظ اللاعبين والمدربين، والإدارات؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى