ليفا يتحدى المصريين

كتبت- ترياء البنا

لم تكن مشاركة المنتخب المصري في كأس الأمم الأفريقية الحالية بالكاميرون سوى خيبة أمل جديدة للجمهور المصري، بعد خيبة أمل ليست بالبعيدة في منافسات كأس العرب قطر 2021، والتي ودعها الفراعنة بهدف ذاتي، من الدور نصف النهائي أمام تونس، وسط سخط الشارع المصري على اختيار العناصر أولا ثم الأداء غير المقنع خلال المنافسات.

انتظرنا كأس الأمم الأفريقية وعودة المحترفين للفريق، خاصة صلاح والنني ومصطفى محمد، ولكن منذ الجولة الأولى ضاعت هيبة المنتخب المصري ليخسر لقاء الافتتاح أمام نيجيريا، وهو الذي لم يخسر منذ نسخات عدة على مدار سنوات البطولة مواجهته الأولى، ثم بالأمس أداء أيضا سيئ عطفا على القيمة الكبيرة لصاحب أكبر عدد من ألقاب الكأس الأفريقية( 7)، وفوز بشق الأنفس أمام غينيا بيساو، ولولا تقنية VAR، لخرج المصريون بتعادل يزيد نقمة الجماهير على كيروش واختياراته وكيفية تسكين اللاعبين في المراكز، وهو ما جعل الجميع يضع يده أرضا، موقنا أن هذا الفريق لن يصل بعيدا في هذه النسخة، وعلينا الانتظار للنسخة الصيفية في 2023.

وأصبح المتنفس الوحيد أمام الجمهور المصري بمختلف انتماءاته، فقط محمد صلاح، الذي يخوض غدا سباقا أهم لدينا من سباق أمم أفربقيا، الفرعون المصري الذي فرض سطوته على البرييميرليج دخل حربا قاسية علينا جميعا في صراع الأفضل، حيث ينافس خلاله لاعبين لا غبار عليهما، ميسي وليفاندوفسكي.

نمني النفس بانتصار عربي أول وأفريقي ثان( عقب جورج ويا 1995)، يعيد لنا بعضا من الثقة والفرحة الكروية التي غابت طويلا، وينصف الملك المصري الذي حل ثالثا في نسخة 2018( خلف مودريتش ورونالدو)، ولكن صراع الغد ليس سهلا، ربما يكون ميسي ليس مقلقا لنا إذا قورن بصلاح فيما قدماه رفقة نادبيهما ومنتخبيهما، ولكن المقلق بشدة هو البولندي ليفاندوفسكي، فرغم ما قدمه صلاح مع ليفربول بالفوز بالدوري الإنجليزي 2019/2020 بعد غياب ثلاثين عاما، والفوز بدوري الأبطال 2018/2019، وتألقه في التسجيل حيث أصبح أول لاعب يسجل 20 هدفا بالموسم لثلاثة مواسم متتالية، منذ النجم آيان راش، كما أنه أول لاعب في تاريخ ليفربول يهز شباك المنافسين في 10 مباريات متتالية، وأكثر اللاعبين الأفارقة هزا للشباك في الدوري الإنجليزي على مدار التاربخ، ومن ينسى ثلاثيته الشهيرة أمام مانشستريونايتد في اولد ترافود( 5/0).

ومع الفراعنة، تصدر صلاح قائمة الهدافين في التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا، كما توج خلال 2021 بالعديد من الألقاب الفردية( أفضل لاعب بالدوري الإنجليزي، القدم الذهبية، أفضل لاعب في إنجلترا، أفضل لاعب بليفربول باستفتاءي اللاعبين والمشجعين.

رغم كل ذلك إلا أن التقييم للجائزة يقتصر على الفترة من 8 أكتوبر 2020 إلى 7 أغسطس 2021، وفي مواجهة شرسة مع ماكينة الأهداف البولندي الذي توج مع البايرن بكأس العالم للأندية، والتي سجل خلالها هدفين حاسمين وحصد خلالها لقب أفضل لاعب، كما أنهى الموسم الماضي من الدوري الألماني في صدارة الهدافين للموسم الرابع على التوالي، محققا اللقب، ومحطما رقم الأسطورة جيرد مولر بتسجيل 41 هدفا في 29 مباراة، كما توج في 2020 أيضا بكأس السوبر الألماني، كما تألق مع منتخب بولندا في تصفيات كأس العالم قطر 2022، وأحرز 8 أهداف وصنع 4، كما أحرز في 2021 العديد من الجوائز الفردية، وأهمها الحذاء الذهبي لأفضل هداف، وهو الفائز بجائزة الأفضل العام الماضي.

مقارنة صعبة وصراع مرير يخوضه العرب جميعا، والمصريون خاصة، الذين يمنون الأنفس باجتياز صلاح لهذا السباق بنجاح، ربما أكثر من صلاح نفسه، تعويضا عن إحباط المنتخب، لذلك فإن ليفاندوفسكي في سباق الغد يتحدى المصريين جميعا وليس صلاح فقط، ومهما كانت نتيجة الاستفتاء سيبقى صلاح على مر التاربخ أسطورة عربية غزت الملاعب الإنجليزية بكل المقاييس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى