كتبت- ترياء البنا
قبل مواجهة اليوم المرتقبة أمام أستراليا، أصبحت حظوظ الأحمر العماني في صراع خطف بطاقة مؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022 شبه معدومة على الورق، ومستحيلة بالقياس الواقعي، ولكن سباق التأهل للمونديال هو الحاضر الغائب اليوم، فاللقاء ضمن مواجهات المجموعة الثانية المؤهلة لقطر، ولكنه يمثل للمنتخب العماني معنى آخر بعيدا عن الحسابات التي أصبحت أكثر تعقيدا خاصة وأن اللقاء الماضي الذي استضافته قطر انتهى لصالح الكنغر 3/1 مع أفضلية فنية وخططية للأسترالي.
تكمن أهمية لقاء اليوم في العديد من النقاط، أولها وأهمها المحاولة الحثيثة على الفوز الثاني في تاريخ المنتخب الوطني أمام أستراليا، فمن خلال 9 مواجهات سابقة جمعتهما، فاز المنتخب العماني مرة واحدة فقط، وتعادل 3 مرات، بينما خسر 5 مواجهات، ثم يأتي الهدف الثاني من المواجهة، حيث تمثل احتكاكا دوليا قويا لعناصر المنتخب الشابة التي ضمها برانكو إيفانكوفيتش حديثا للمنتخب(إضافة للخبرات الجيدة التي اكتسبوها من المشاركة في النسخة الأخيرة من كأس العرب، وظهورهم بشكل مرض رغم الخروج من دور الـ16).
لدينا حاليا فريق جيد، يضم معظم الأسماء المتألقة محليا( قياسا على المسابقات المحلية التي لا ترتقي حتى الآن إلى المستوى الذي يرضي طموح الجمهور العماني)، ومن وجهة نظر شخصية، أرى أن المدير الفني للمنتخب أصبح مطالبا بالتجديد، ليس على مستوى العناصر فقط( حيث صرح بالمؤتمر الصحفي للقاء أستراليا أمس بأن الباب الآن مفتوح لكل من يثبت أفضلية وأحقية بارتداء القميص الوطني)، بل هو مطالب أيضا بتغيير الفكر الخططي وتجريب أكثر من شاكلة( بالطبع هذا يبنى على إمكانيات وقدرات اللاعب العماني، فكم من مدير فني نجح وحقق نتائج جيدة رغم المستوى المتوسط لأفراد فريقه، وهذا باللعب على استغلال إمكانيات كل فرد وتوظيفها بما يحقق شيئا إيجابيا وسط المجموعة، إضافة إلى الروح والرغبة لدى اللاعب في الارتقاء للأعلى).
كما أن بعض المراكز في الفريق تحتاج أن يشعر أصحابها بالخطر إذا تهاونوا، عليهم أن يدركوا أن أي تقاعص سيؤدي إلى الدكة( بمعنى توفير البديل في كل مركز وإعطائه النسبة المرضية من المشاركة التي تجعله دائما على يقين بأن مشاركته أساسيا قد تكون قريبة جدا).
كما أن المنتخب يحتاج خلال الفترة القادمة إلى العمل بشتى الطرق على التأهيل البدني والذهني، فالعامل البدني هو الفيصل في القدرة على مواصلة مواجهة قوية مدتها 90 دقيقة، والعامل الذهني يعني في المرتبة الأولى القدرة على العودة للقاء إذا تأخرنا في النتيجة، وربما تحقيق الفوز، مهما بلغت قوة الخصم البدنية والفنية( زرع الثقة في اللاعب بقدرته على تحقيق الطموح، أو على أقل تقدير الفوز خلال المباريات).
أخيرا.. أمامنا استحقاق قادم، كأس آسيا، وليس المطلوب من المدير الفني تحقيق اللقب( كما صرح بالأمس)، ولكن المطلوب ألا نكون مجرد عدد( كما قال أيضا)، ونحن كجمهور نطالب بأن يكون منتخبنا قادرا على مجاراة المنتخبات الآسيوية والخليجية، نتمنى ألا نكون الحائط الذي تستند إليه المنتخبات في حسابات النقاط، وإلم نبدأ في تغيير نمط العمل الآن فسنظل نراوح مكاننا، وكرة القدم لا تعترف بالجمود، كما لا تعتمد على الأسماء في تحديد النتائج، كما أكد برانكو إيفانكوفيتش بنفسه، كل التوفيق لشباب الأحمر اليوم، رغم الغيابات المؤثرة جراء الإصابة أو كورونا، والقادم أفضل بإذن الله.