كتبت- ترياء البنا
مواجهات الكؤوس على مستوى العالم دائما مختلفة عن منافسات النفس الطويل للدوري، وما يميزها أنها غير متوقعة، لا تخضع لمنطق أو معطيات ثابتة، 180دقيقة، أو 90 فقط تصعد بالفريق إلى دور تال في بطولة قصيرة، وهذا ما يمنحها الإثارة ويشجع الأندية الصغيرة على الظهور بشكل جيد وأداء لافت، على أمل أن تبتسم لها تلك الدقائق وإلا فهي لن تخسر شيئا، كونها ضمن الفرق المغمورة، ولكن منافسات الكؤوس دائما جاذبة للجمهور، فهي البطولة التي تحمل في طياتها المفاجآت والتي نجحت عديد الأندية المغمورة في تحقيق لقبها.
وفي مشوار كأس جلالة السلطان المعظم لهذا الموسم، ظهر حصان أسود للبطولة، وإحقاقا للحق، هو لم يأت من بعيد، فالفريق يقدم مباريات رائعة في دوري عمانتل، أداء ونتيجة لمجموعة من الشباب الواعدين، نجحت الإدارة التي تعمل دون ضجيج في تطعيمهم بلاعبين يمتلكون قدرات جيدة ويتمتعون ببعض الخبرات المرضية لجماهير عنابي الجبل.
وعطفا على الأداء في دوري عمانتل، فلا يمكن ان نستغرب وصول الرستاق إلى نصف نهائي الكأس، ولكن القرعة جاءت قاسية في وجه طموح الفريق، حيث أوقعته في مواجهة هي الأصعب أمام حامل اللقب للموسمين الماضيين، والأكثر تتويجا بالبطولة على مدار تاريخها، ليس هذا فقط، بل متصدر دوري عمانتل، والذي يمتلك معظم اللاعبين الدوليين، يقودهم مدير فني هو الأفضل بشهادة الجميع، ولا يختلف عليه متخاصمان.
الكفة قبل اللقاء تصب في مصلحة الزعيم، وهذا بالمنطق الفني، اعتمادا على الخبرات والتجارب السابقة في مثل تلك المواجهات المصيرية، وهو ما يختلف كلية عن مواجهة السيب والنصر التي لا يمكن بأية حال التكهن بمن سيتأهل من خلالها لتقارب المستوى الفني بين الوصيف وصاحب المركز الثالث في الدوري، وكذلك الخبرات المتواجدة بالفريقين، بذلك يكون الرستاق صانع الإثارة ومصدر الإمتاع الكروي بالمسابقة، وهذا لا يعني أبدا أنه سيكون صيدا ثمينا للزعيم، فمن وصل إلى تلك المرحلة بالإصرار والعزيمة والأداء اللافت خلال المواجهات الماضية، ليس لديه ما يخسره أمام ملك الألقاب.
في حوار مع عضو مجلس إدارة النادي قبيل إجراء القرعة، وبسؤاله عن الفريق الذي لا يود ملاقاته، أصر أن يجعلها في نفسه ولكنني بادرت بسؤاله هل هو ظفار؟، فابتسم بما يوحي بالإثبات، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي سفن العنابي، وقالت القرعة كلمتها، ولكن على الوسط الرياضي أن يرفع القبعة لنادي الرستاق الذي يقدم مستويات رائعة، وإدارته الناجحة وأفرادها المحترمين.
أخيرا.. هي 180 دقيقة لعب، ربما تبتسم للرستاق وبذلك يكون خط بأقدام لاعبيه تاريخا جديدا للنادي، وربما تلعب الجزئيات الصغيرة لعامل الخبرة دورها ويقول المنطق كلمته ويتأهل الزعيم لنهائي بطولته المفضلة، وهذا لا يقلل أبدا من جهد فريق خلق إثارة بكرة القدم المحلية لم تسجل منذ فترات طويلة، وكان ولازال نموذجا لاستراتيجية ناجحة لناد إداريا وكرويا.