حكاية برشلونة و45 يوما..

كتبت- ترياء البنا

أداء أكثر من رائع لم يقدمه الفريق منذ سنوات بالبرنابيو، أسلوب تكتيكي يدرس قدمه تشافي، فلم يكن برشلونة قبل أيام بهذا الشكل والفكر والأسلوب داخل الملعب سواء بالكرة أو بدونها، تطور ملحوظ في شخصية الفريق والأداء الجماعي والفردي، بشكل مبسط شكل برشلونة منظومة متكاملة ظهرت جليا في الكلاسيكو بالجولة الـ29 من الدوري الإسباني، حيث أقل ما يقال إنها مباراة من جانب واحد ولولا تألق كورتوا لكانت ليلة حالكة السواد بالنسبة لعشاق الملكي.

بالفعل آتت صفقات الميركاتو الشتوي ثمارها، ولكن الفضل كله للمايسترو تشافي، الذي أعاد للفريق بريقه الضائع، وحتى الآن انتشله من المركز التاسع بجدول الدوري إلى المركز الثالث، وهو الذي تولى القيادة الفنية خلفا لرونالد كومان، نوفمبر الماضي، منذ الجولة الـ14، خاصة ونحن نعلم أن البارسا خلال أول 12 لقاء بالدوري حصد 17 نقطة فقط، ومع تشافي في آخر 12 مباراة حقق 30 نقطة.

ثورة حقيقية قادها الابن البار لبرشلونة، ليس فقط في مواجهة الكلاسيكو، فما شاهدناه وأبهرنا خلال اللقاء كان حصاد عمل مضن لهذا العاشق للكيان، فبمقارنة بسيطة( على مستوى الأداء وصناعة الفرص)، نجد أن برشلونة في أول 16 مواجهة مع تشافي، حقق 7 انتصارات، 5 تعادلات، 4 خسائر، مسجلا 25 هدفا، بمعدل 1,5 هدف في المباراة، فيما تلقت شباكه 22 هدفا، بمعدل 1,3 هدف للقاء، ورغم ذلك اتضح تحسن الفريق على مستوى صناعة الفرص، حيث خلق 179 فرصة، منها 154 من اللعب المفتوح، و45 ضربة ثابتة، ولكن مع كومان، صنع الفريق 116 فرصة خلال 13 لقاء، منها 99 من اللعب المفتوح، و16 ركلة ثابتة.

تولى تشافي المهمة الصعبة، وبدأ مواجهة التحديات على صعيد جميع المسابقات وبعد الجولة 14، حقق بالدوري 6 انتصارات، 4 تعادلات، وخسارة واحدة، ولكن وضع الفريق بدوري الأبطال لم يمنحه الفرصة لإنقاذه، حيث لم يكن يتبقى سوى جولتين بدور المجموعات أمام بنفيكا البرتغالي وبايرن ميونيخ الألماني، وليس أمامه خيار للبقاء سوى الفوز، وهو بالطبع ما لم يتحقق، حيث تعادل سلبيا أمام بنفيكا، وخسر خارج الديار بثلاثية أمام رفاق روبرت ليفاندوفيسكي.

وفي كأس السوبر الإسباني خرج من الدور قبل النهائي أمام ريال مدريد 2/3، كما ودع كأس ملك إسبانيا من دور ال16 أمام أتليتك بلباو 2/3، ولكن تشافي تفوق في مهمته فيما بعد، حيث إنه وضع يده على سلبيات الأداء ونجح باقتدار في معالجتها، ووضح ذلك من تصريحه بعد خسارة الجولة 16 أمام ريال بيتيس بأن المشكلة الأبرز داخل الفريق في المواجهات الفردية( man to man)، ليظهر الفريق فيما بعد متكاملا فارضا شخصيته خلال 90 دقيقة أمام متصدر الليجا.

وما يلفت الانتباه أن الرباعيات أصبحت مصاحبة للمدير الفني الذي أعاد لعشاق البارسا بعضا من هوية النادي تحت قيادة جوارديولا، حيث حقق أكثر من رباعية خلال 45 يوما، أمام الريال، ونابولي في الدوري الأوروبي، فالنسيا، أتليتكو مدريد، بيلباو، وأوساسونا.

لقد تفوق تشافي تفوقا ساحقا في إعادة الهيبة للنادي الكتالوني في وقت قصير جدا لم يكن يتوقعه أحد، وبات الفريق الآن على عتبة المنافسة على بطولة الدوري رغم أن الريال يبتعد بالصدارة عن أقرب منافسيه بـ9 نقاط، ولكن يبدو أن برشلونة لن يتراجع ثانية تحت قيادة فنية تستحق التقدير ورفع القبعات لنجم كان ومازال معشوق كتالونبا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى