ثلاث خطوات لمعانقة درع الدوري العماني!

   

 

 

تووفه ـ خاص

 

كل الأندية ترسم خارطة طريق للوصول إلى معانقة الدوري وتخوض منافسات طويلة وتتعرض لظروف وتحديات خلال المسيرة الكروية، قبل أن يتحقق لها الهدف أو تخرج من دائرة المنافسة فتقوم بتدارس أسباب الخسارة والخروج عن دائرة معانقة اللقب.

 

وفي الدوري العماني أصبح الطريق مالوفا ومعروفا  نحو منصة الدوري، على الأقل من الناحية المبدئية لانطلاق المنافسات، صار هناك من يعلن مبكرا أنه يرغب في الدرع قبل أن يصل إليه فعليا، ثم يتصدى له نادٍ واحد أو ناديين بالكثير، بينما ينشغل البقية في الصراع على الهرب من قاع الترتيب وهذه معضلة جديدة لم تكن متواجدة في المسابقة المحلية منذ أكثر من عقد من الزمن.

 

أسباب التحول!

 

يبقى السؤال الأهم هم من يقف وراء هذا التحول الكامن في هيمنة اسم مبكر على رغبة انتزاع اللقب قبل أن يحققه بالفعل مع نهاية الصافرة، وأحيانا قبل الصافرة بثلاث جولات أو أربع جولات، تماما كما حدث هذا الموسم مع نادي السويق، الذي نجح  في تحقيق لقب الدوري للمرة الرابعة في تاريخه، وبالفعل كانت كل الترشيحات تصب في خانة الفريق الأصفر المسمى بشعاع الشمس، وجاءت النتيجة مماثلة تماما إلى ما ذهبت إليه الترشيحات، ما يعني بأن هناك روشتة صريحة بشأن الوصول لتحقيق اللقب، ولم يعد هناك ما يستحق العناء، أبرز ظروف اللقب تلك المتعلقة بإعلان قابلية وجود مرشح وحيد بوسعه أن يصل إلى خط النهاية، مع توافق بقية الأندية وإعلانها التنحي عن مجاراة المترشح، لأسباب عديدة أهمها التنصل عن الاستعداد والجاهزية، وهي أبسط مقومات المنافسة على لقب أي دورٍ في العالم.

 

3 خطوات للقمة!

 

 

لم يعد هناك تعقيدات في الدوري العماني،  ثلاث خطوات فقط بوسعها أن توصلك إلى معانقة الدرع مع تصريحات مبكرة تؤكد قدومك للمقارعة وتحقيق لقب الدوري، دون وجل أو إبداء قدر من المخاوف، أولى هذه الخطوات تتعلق بتحضيرات استعدادية جادة، بإقامة معسكر خارجي مشفوع بتجمع مبكر يحدد أسماء اللاعبين الذين سيخوضون الموسم، بما في ذلك اللاعبين المحترفين، الخطوة الثانية تتعلق بالتعاقد مع جهاز فني على مستوى عالٍ من الكفاءة، والخطوة الثالثة جهاز إداري يقف على كافة التفاصيل، ويلتزم ماليا اتجاه مستحقات اللاعبين مع رفع عنصر المكافأة من مباراة إلى أخرى بحسب حساسية المواجهات، فقط مع هذه الخطوات يمكن لك أن تعلن مبكرا أنك طرف قادم إلى منصة التتويج، حدث هذا مع السويق هذا الموسم، وفعلها نادي ظفار الموسم الفائت حين أعلن نيته العودة لمنصة التتويج بإجراء سلسلة تعاقدات نوعية مع اللاعبين، مقرونا بمعسكر خارجي في جمهورية مصر العربية، بالإضافة إلى جهاز إداري جديد ومتابع للتفاصيل، أما الجهاز الفني فقد تم تغييره بمجرد الشعور بوجود تهاون قد يفرط في القيمة الثمينة لكل نقطة في المواجهات، حدث ذلك حين خسر ظفار مواجهة من أقرب مطارديه في نهاية الدور الأول ليتخلى عن المدرب المصري حمزة الجمل رغم المستوى الفني الكبير الذي أظهره طوال مواجهات الدوري، وهو ذات الأمر الذي لجأ إليه السويق حين تخلص من الثعلب بلاتشي، وتعاقد مجددا مع المدرب حكيم شاكر، وهذه الخطوات لا تعني بأن تغيير المدربين أقصر الطرق لمعانقة اللقب، ولكنه التغيير المدروس الذي يتفق وخطوات الرغبة في عدم التفريط في أي نقطة ثمينة.

 

الإنفاق والمساندة!

 

المؤكد أن تطبيق هذه الخطوات الثلاث للوصول إلى الدوري تحتاج إلى إنفاق مالي ضخم بالدرجة الأولى، وهنا تتضح الصورة بشكل أكبر، تعاني الأندية المحلية على الصعيد المالي لذا فإن سقف التوقعات يبقى منصبا على الحفاظ على التواجد بين الكبار أو في مناطق الوسط، لكن هذا لا يحدث الكثير من الفارق، إذ سرعان ما تشتعل حدة المنافسة على الهروب من مؤخرة الترتيب، فتصبح الإثارة من الأسفل أكثر تشويقا، ولكنها محاطة بتحدي السقوط في مستنقع الهبوط،  وهذا ما يتكرر مع الأندية قليلة الخبرة  “الصاعدون الجدد”  التي سرعان ما تعود من حيث جاءت، مضافا إلى ذلك تحدي العثور على رعاة داعمين من شخصيات النادي القادرة على تحقيق نتائج فارقة، عندما تلتف حول النادي في منافساته الموسمية، وعادة ما يحدث الانكسار عندما تنشغل هذه القيادات عن إدارة دفة القيادة،  ويمكن اعتبار نادي فنجاء خير شاهد على واقع الوصول للقمة والتخلي عنها، عندما حقق اللقب قبل 3 مواسم، لكنه خرج بعد ذلك  الموسم في أسوأ حالاته،  محاطا بالمديونيات والمطالبات المادية للاعبين، والنتائج المتراجعة غير المتوقعة، لا لشيء عدا أن إدارته حينها تخلت عن الثلاث الخطوات الأساسية للوصول إلى منصة التتويج، والحفاظ على القمة، وهي الخطوات  المعتمدة على المال والجاهزية والمساندة الفخرية غير المشروطة من قبل الداعمين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى