ريال أبطال أوروبا..!!

كتب- محمد مبارك

لا شيء أقسى على النفس من الاعتراف لخصمك بالجدارة والاستحقاق خاصة اذا تعلق الأمر بكرة القدم.. سأتخلى عن انتمائي لفريق برشلونة هذه المرة لأقول بصريح العبارة لأول مرة منذ بدأت متابعة كرة القدم أرى ريال مدريد يستحق التتويج ببطولة وليست أي بطولة بل أعظم بطولة على جميع المستويات.. دوري أبطال أروبا.

ربما يكون ريال مدريد هو صاحب الرقم القياسي تاريخيا في التتويج بهذه البطولة غير أني لم أره جديرا باللقب كهذا الموسم الاستثنائي الذي أطاح فيه بأبطال الدوريات ليكون حقا ريال أبطال أوروبا بامتياز بالتتويج باللقب 14 على حساب ليفربول الإنجليزي.

فبينما ينتظر العالم كيف سيؤثر فشل تعاقد ريال مدريد في أخر اللحظات مع النجم الفرنسي كيليان مبابي وبقائه في باريس سان جيرمان في النهائي اتضح أن ما حدث من “الامور الصغيرة” كما عبر عن ذلك كريم بنزيمة وأن الأمور الكبيرة تكون في التتويج بالبطولة الأعرق أوروبيا ومن باريس بالذات.

بالعودة لبداية الموسم الكروي لم يكن حال فريق ريال مدريد أفضل من حال برشلونة، الغريمان التقليديان كانا أبعد ما يكون عن المنافسة الأوروبية وفق جميع التحليلات، خصوصا وأن الفريق الملكي خرج بصفر *ألقاب* الموسم الماضي، وبدا كمن يعيش حالة انتقالية نظرا لما قام به في الميركاتو الصيفي.

أشد المتفائلين لم يكن ليرى هذه النسخة من الريال، وهو يدرك ما يعيشه هجوم الفريق مع غياب التجانس بين كريم بنزيمة وفنسيوس جونيور، ونذكر هنا الحادثة الشهيرة الموسم الماضي والتي ظهر فيها الفرنسي يطالب زملاءه بعدم التمرير للبرازيلي، في موقف أعطى صورة عن علاقة مستحيلة بينهما.

ليس هذا فقط، بل إن تراجع مستوى جاريث بيل، ولعنة الإصابات التي لاحقت ايدن هازارد الذي عولت عليه الجماهير ليكون خليفة البرتغالي كريستيانو رونالدو، رسم صورة قاتمة لهجوم الملكي، ولم يكن الدفاع في أحسن أحواله برحيل القائد التاريخي سيرخيو راموس، وتقدم لاعبي الوسط في العمر.

الأمر أشبه بمن يولد من العدم.. كان هذا حال فريق ريال مدريد، فبينما ارتضى خصمه برشلونة بالانهيار قام هو ليعود من بين الركام بعودة الإيطالي كارلو أنشيلوتي لدكة الميرنغي، فكانت النتيجة أن شاهدنا أفضل نسخة للبرازيلي فنسيوس منذ قدومه ليشكل الثنائية الأفضل هذا الموسم مع بنزيمة الذي يعيش بدوره أفضل موسم له على الإطلاق، بينما شكل البلجيكي تيبو كورتوا الحصن المنيع لقلعة الملكي.

الشيء الآخر المذهل الذي ميز ريال مدريد هذا الموسم الحالة البدنية والذهنية التي رجحت كفته أمام كل خصومه، خصوصا في المباريات الإقصائية وأمام كبار الأندية التي أطاح بها تباعا مثل باريس سان جيرمان وتشيلسي ومانشستر سيتي، بسيناريوهات هتشكوكية بينما كان طريق خصمه ليفربول مفروشة بالورود نحو النهائي.

ما قام به الفريق الإسباني هذا الموسم من خلال الإطاحة بخصومه أشبه بالمعجزة ويصعب تصديقه، لكن أن ينسب ذلك للحظ وحده فذلك لعمري ضرب من الاستهانة بما قدمه المدرب واللاعبون في كل مباراة يخوضونها بروح لا تعرف الاستسلام.

دائما ما كان ريال مدريد في بطولته المفضلة يعرف من أين تؤكل الكتف، ليستحق بذلك سيد البطولة التاريخي قديما وحديثا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى