الاتحاد والكاف.. علامة استفهام!

كتبت- ترياء البنا

أن تصنع كوادر ناجحة فهذا بلا شك ينسب إلى المنظومة، وهو ما يدفع المسؤولين إلى الاجتهاد والسعي في محاولات حثيثة لإظهار تلك الكوادر التي تمثل للعيان الدليل الدامغ على نجاح العمل المؤسسي بشكل متكامل، وهذا نهج جميع المؤسسات العامة في جل البلدان إلم يكن جميعها.

وربما يكون الحظ مواتيا، حيث تأتي المنظومة فتجد تلك الكوادر مجهزة تقف على أرض صلبة، وهذا بدوره يسهل العمل على المسؤولين ليصلوا بهؤلاء إلى أبعد مدى خارج الحدود.

السلطنة مليئة بالخامات المتميزة، القادرة على وضع اسم عمان وسط، بل في مقدمة الكبار، وخير مثال على تلك النوعية من المتفردين أحمد الكاف، الحكم الدولي العماني صاحب الصولات والجولات بالبطولات العالمية والقارية قبل المحلية، الكاف حكم من طراز عالمي، لصافرته وقع في كل موطئ وطأه، نال وينال وسينال لفترة طويلة، ثقة الاتحاد الآسيوي وبكل جدارة واستحقاق، في كبرى وأدق المواجهات.

الكاف ولمن لا يتذكر( لأننا كشعوب عربية بطبيعة الحال ننسى)، دولي منذ 2012، وانضم لحكام النخبة 2013، أسندت إليه مواجهات كبيرة في كل البطولات الهامة، كأس الاتحاد الآسيوي، دوري أبطال آسيا( وهي البطولة التي تولى قيادة دفة 5 مواجهات بها في مشاركته الأولى 2015)، كأس آسيا تحت 23 سنة منذ 2016، وهو العام الذي أدار خلاله أيضا ذهاب نهائي دوري الأبطال بين العين الإماراتي وجونبك الكوري، كما أنه اختير لنهائي نسخة 2018( أوزبكستان وفيتنام)، تصفيات كأس العالم، كأس آسيا، وكأس العالم للشباب ببولندا وهي البطولة التي شهدت تواجد الطاقم العماني لنهايتها ليكون الطاقم الآسيوي الأوحد الذي يصل ختام البطولة.

الكاف قيمة كبيرة وأيقونة عمانية بكل مقاييس المهتمين والمتخصصين، ورغم ذلك، الكاف عمان خارج بطولة كأس العالم بقطر الجار بعد ذلك التاربخ، أمر يدعو للدهشة والتساؤل: لماذا؟ ومن المنوط بالأمر؟، والكاف بالأمس القريب قاد قبل نهائي كأس آسيا تحت 23 عاما، في البطولة التي أدار خلالها 3 مباريات( بالتساوي مع حكم النهائي).

بالطبع اختيارات فيفا لها قواعد وآليات، يسبقه الاتحاد الآسيوي، ويسبقهما الاتحاد العماني لكرة القدم، الاتحادات الأهلية ترشح حكامها، بدوره يأتي الاتحاد القاري ويتم حسم الاختيارات وتعيين حكام المونديال من قبل الاتحاد الدولي، ولكن، هل فرط الاتحاد العماني في حق الكاف بأن يكون وسط الكبار( وهم بقناعتي الشخصية ليسوا بأفضل منه)؟، هل كان بإمكان الاتحاد العماني أفضل مما كان، هل كان بمقدوره الضغط على اتحاد آسيا وفيفا لحجز مكان للكاف بالدوحة؟( وهذا ليس مجاملة للسلطنة)، وهل جار اتحاد آخر على حق الكاف؟ وهو سؤال يطرح نفسه بقوة، خاصة في ظل ما نشاهده ونتابعه من قضايا فساد طالت رئيس فيفا بشخصه، فقط علامة استفهام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى