“محترفون” تحت تأثير إغواء الفرق الأهلية!

 

توووفه- مسقط

 

برزت حالات في الوسط الرياضي أثارت استغراب واستعجاب الكثيرين خاصة أنها اتجهت اتجاهًا عكسيًّا قلب المعادلات الرياضية والاحترافية بشكل دارماتيكي، في وسط رياضي لا يُزايد عليه هنّاته وسقطاته سواء من قبل القائمين على إدارة المنظومة أو من الممارسين لرياضة كرة القدم في السلطنة أنفسهم.

لقد ارتضى مجموعة من اللاعبين المنتسبين لأندية دوري عمانتل خوض غمار منافسات الفرق الأهلية التي يغلب على طابعها الشراسة والندية الكبيرة والجماهيرية العريضة المشاهدة (جمهور فريق خضراء آل بو رشيد مؤخرًا)، في اتجاه عكسي لمعنى الاحتراف، فبعد أن صعد هؤلاء اللاعبون وارتقوا من الفرق الأهلية وصولا للأندية، ثم الالتحاق بالمنتخب الوطني، هنا نحن نراهم يتيهون ويقلبون الساعة الزمنية ويعودون للخلف للعب مباراة بين فريقين أهليين دون مراعاة لمعنى الاحتراف الكروي، ودون اكتراث للاسم الذي أصبحوا يمثلونه إذا علمنا أن بعضهم قد لعب في صفوف المنتخب الوطني.

هذا التراجع في الفكر الكروي يثير لدى المتابعين كمًا هائلا من التساؤلات لمختلف الجهات التي تنظم العملية الاحترافية.. والسؤال الكبير لماذا هذا التراجع المخيف في تفكير لاعب محترف في نادٍ من الدرجة الممتازة، بل ولاعب في قائمة المنتخب الوطني الأول، ليقرر أن يعود أدراجه للوراء ضاربًا عرض الحائط بكل الأدبيات الاحترافية والعقود الاحترافية وسمعته كلاعب بلغ شأوا يعليه عن الخوض في التحامات كروية على مستوى فرق أهلية؟ هل خلت الساحة من المباريات على مستوى النادي أو المنتخب، وهل أعطي الضوء الأخضر من النادي أو المدرب الوطني ـ إن كان لاعب منتخب ـ وأين لجنة الاحتراف في اتحاد كرة القدم من هذه العبثية؟

وإذا علمنا مؤخرًا أن بعض اللاعبين المحترفين يشتركون في مباريات الفرق الأهلية بحضور رؤساء الأندية التي يلعبون فيها، فهذا يراكم علامات الاستفهام حول هذا الموضوع، هل هنالك مساندة من قبل رؤساء الأندية بطريقة أو بأخرى لهذه العملية؟ وما موقف إدارات الأندية حال اكتشافها لاعبًا يلعب لصالحها يتخلف عن حصة تدريبية ليخوض مباراة أهلية تسبق مباراة النادي بأيام قلائل؟ وما العقوبات التي من المفترض أن يتلقاها اللاعب؟ وهل حدث أن عوقب لاعب على قيامه بهذا الأمر؟ ولماذا هذا التغاضي من قبل إدارات الأندية عن هذا الموضوع بالذات لدرجة أن يشرّع رئيس نادٍ ما للاعبيه بالمشاركة في مباراة فريق أهلي بحضوره؟ وإلى أين يمكن أن تصل جرأة اللاعب في مخالفة النظام وأدبيات الاحتراف إن كان الوضع بهذا السوء؟

وإذا تعمقنا أكثر في لبّ القضية التي يمثلها اللاعب هنا، لماذا هذا اللاعب ارتضى لنفسه النزول لهذا المستوى من عليائه كمحترف في دوري عمانتل أو لاعب في المنتخب الوطني؟ هل يواجه تحديات في التأقلم فأراد العودة إلى جذوره؟ أو أن هنالك إغراءات مالية من الفرق الأهلية لا يحصل عليها في النادي؟ أو أن اللاعب يرى أن الدوري أصبح فيه من العبثية وعدم الالتزام ما يشرعن له هذا التصرف دون أن تكون له عواقب عليه خاصة إذا علمنا أن اللاعبين لا يتقاضون مستحقاتهم المالية في أوقاتها المحددة؟ أم أن اللاعب مدفوع أصلا من إدارة ناديه للمشاركة في فريق أهلي ربما على علاقة بإدارته؟

وإذا ما سلمنا بأحد هذه الأسباب ليكون دافعًا لهذا اللاعب للانجرار للمشاركة في مباراة مع فريق أهلي، ما موقف رأس هرم المنظومة الكروية في السلطنة ـ اتحاد كرة القدم ـ خاصة إذا كان اللاعب من لاعبي المنتخب الوطني، وثبت تورط ناديه في إقحامه في مواجهة قوية بين فريقين أهليين قد لا يخرج منها سالمًا من إصابة؟ وما موقف إدارة النادي من هذا اللاعب الذي أقحم نفسه في مباراة على مرأى ومسمع أذنيها ولم تحرك ساكنًا؟ إذا افترضنا أن هذا الأمر حدث دون علمها أو إرادتها؟

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى