في زمن النكران.. الجميع يرفض رونالدو

كتب- أحمد درعي

لكل بداية نهاية، ولكل طريق مهما طال نقطة وصول، هذه سنّة الحياة في كل شيء، وهذه سنّة كرة القدم التي دأب عليها الجميع.

عشاق المستديرة بصفة عامة، وعشاق كريستيانو رونالدو بصفة خاصة، قد يستسلمون إلى هذا الأمر في كل المجالات، لكنّهم سيرفضونه إذا ما تعلّق بالبرتغالي الذي خطف قلوبهم وعقولهم منذ سنوات، عاشوا على وقع أهدافه الجميلة، وتغنوّا باسمه طويلا، لذلك فرغم بلوغه سنّ الـ37، ما زالوا يرونه قادرا على العطاء أكثر في المستطيل الأخضر.

“معشر السامعين حضرات المدريديين، في زمن النكران وعصر الزهايمر، هل يغدر فلورنتينو بالدون؟، كريستيانو الهداف التاريخي للميرنيغي والهداف التاريخي للتشامبيونز ليغ، كيف نسيتم هذا؟ كيف تتنكرون لهذا؟ الآن صار رونالدو أعوجا وأعرجا! لا، لم ينتهِ يا سادة”.

في فبراير 2018 وفي مباراة ريال مدريد وليفانتي ضمن الدوري الإسباني، نطق المعلق التونسي عصام الشوالي بهذه الكلمات، التي مازال يستحضرها عشاق كرة القدم وعشاق الريال بكل تفاصيلها، بعدما أحسوّا أن لحظة القطيعة بين رونالدو والفريق الملكي قد اقتربت، حتى جاءت نهاية ذلك الموسم، وأكدت رحيل “الدون” نحو يوفنتوس.

بعد نحو 4 سنوات، يبدو أن النكران والجحود مازال يرافق كريستيانو رونالدو، فرغم أنّه استطاع كتابة أسطر كثيرة من تاريخ كرة القدم، حين صار الهداف التاريخي للعبة بأكثر من 800 هدف، والهداف التاريخي على المستوى الدولي برصيد 117 هدفا وغير ذلك من الأرقام القياسية، فإنّه يجد نفسه اليوم يلهث وراء فريق ينتشل مسيرته التي قد تلطّخها المشاركة في الدوري الأوروبي مع مانشستر يونايتد.

تسارع الأحداث في الميركاتو الحالي، يُبرز كم الرفض الذي يلقاه “صاروخ ماديرا حاليا”، ففلورنتينو بيريز كان قد صرّح منذ مدة باستحالة عودة رونالدو، أما تشيلسي فتوخيل قد رفض انتدابه، وفي بايرن ميونخ، أعلن كل من حاميديتش المدير الرياضي وناغلسمان المدرب عن عدم رغبتهما في انتداب رونالدو رغم تقديرهما لمسيرته، وفي باريس لا يفكرون فيه أيضا وفق ما أكدت مصادر صحفية كثيرة، أما بخصوص الأتلتي فحدّث ولا حرج، جماهير “الروخي بلانكوس” أعلنتها صريحة من خلال لافتة في إحدى وديات فريقها: “كريستيانو أنت غير مرحّب بك”

كريستيانو الذي كان الجميع يجري وراء الفوز بخدماته، وكانت الأبواب تُفتح له طوعا، صارت كل الأبواب مغلقة في وجهه اليوم، ولكلّ سببه الذي علّل به الرفض.

كرة القدم كانت مجحفة في حق الكثير من الأساطير الذين قدّموا لها الكثير، وفرضت عليهم الخروج من الباب الصغير، وعشاق رونالدو يأملون ألا يكون البرتغالي أحد هؤلاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى