كتب: محمد بن عبدات
بعد قرابة ثلاث سنوات عملنا خلالها ضمن فريق الإعلاميين المتطوعين لنقل استعدادات دولة قطر لمونديال 2022، وتشهد لنا بذلك المواقع والصحف وغيرها، ولا زلنا نقوم بهذا الدور الذي نعده شرفًا كبيرًا لكوننا بذلك نقف إلى جانب دولة عربية شقيقة تستعد لهذا الحدث الرياضي الكبير الذي يقام لأول مرة على أراض عربية.
كانت دوافعنا كبيرة لتقديم كل ما توافر لنا من جهد وإبداع، وسخرنا كثيرًا من وقتنا لمتابعة ورصد كل ما يتعلق بتنظيم المونديال، وأيضا كل الفعاليات والبطولات الرياضية التي كانت تستضيفها دولة قطر تمهيدا للاستفادة منها قبل انطلاق صافرة المونديال ليكون إخراجه بصورة تبهر العالم أجمع
ولهذا أصبح حلم حضور مونديال قطر يراود الجميع بقوة، فكل المؤشرات توحي إلى أن قطر ستقدم نسخة لا مثيل لها من قبل، وستظل الجماهير الرياضية في شتى أصقاع المعمورة تتذكرها طويلا.
لكن الشيء الذي لم يتخيله أو يتوقعه البعض وخاصة نحن الإعلاميين المتطوعين، أن هناك أمرا سوف يقف عائقا أمام طموحنا وتطلعنا لحضور المونديال، وهو أن الفيفا لم يفعل قناته الإعلامية كما يجب أمام طلبات الإعلاميين الذين قدموا طلباتهم خلال الفترة الزمنية المتزامنة مع الإعلان عن فتح باب منح التصاريح الإعلامية لتغطية كأس العالم قطر 2022، واكتفى ببيان قبول الطلب وخضوعه للمراجعة، دون ورود ردود بالموافقة الهنائية، وبالتالي لم تفتح القناة التي من خلالها يستطيع الإعلامي أن يدخل على باب التصاريح ويسجل لغرض الحصول على البطاقة الإعلامية ومتابعة تأشيرة دخول دولة قطر.
إضافة إلى طلب الفيفا رقم “الكود” الخاص بالتسجيل عبر الاتحادات الأهلية، وهو الشيء الذي زاد الأمر تعقيدا، فهذه الاتحادات لم تؤكد أو تنفي ذلك؛ كون ربما أن العدد محدد لكل اتحاد، وربما يسبب ذلك لها كثير من الإحراجات، والمحاباة هنا ستفرض نفسها بكل تأكيد.
ولهذا فإن المهم والأهم من كل ما تقدم أن المهلة المحددة لآخر يوم في التسجيل للإعلاميين من قبل الفيفا انتهت يوم الاثنين الفائت الموافق للخامس عشر من أغسطس الجاري، وبالتالي فإن كثيرًا من الإعلاميين سوف يحرمون من حضور مونديال قطر 2022.
حقيقة.. إن ذلك شيء يحز في النفس خاصة للإعلاميين المتطوعين الذي اشتغلوا منذ سنوات حبا في نقل وإظهار استعدادات دولة قطر لأكبر حدث رياضي كبير على مستوى العالم، وكان الحلم يراودهم لتكملة ذلك المشوار بحضور فعاليات ومنافسات المونديال؛ إلا إنه ورغم ذلك لا يمنعنا أن نظل أوفياء لهذه الدولة العربية الشقيقة وشعبها ونقف معها حتى الرمق الأخير لموعد انطلاق المونديال، ونستمر في نقل كل جديد لاستعداداتها لهذا الحدث الرياضي الكبير الذي يشرّف كل عربي بأن يرى هذا العرس المونديالي الكبير يقام لأول مرة في بلاد العرب، وإن كان في القلب غصة محب وهو يرى أن حلم حضور المونديال قد تبدد بصورة كبيرة.
*كاتب وناقد رياضي
وعضو الاتحادين الآسيوي والدولي للصحافة الرياضية
وعضو فريق الإعلاميين المتطوعين لنقل استعدادات قطر لكأس العالم