لجنة التطوير.. إلى أين؟

كتبت- ترياء البنا

الإنجازات لا تحققها الطموحات، والنجاح يتطلب عملا جادا غير قائم على العشوائية وإنما يرتكز على ركائز قوية، تأتي فتدرس الأوضاع وتدرك حجم الإمكانيات وبناء عليه ترسم الأهداف( التي تستطيع تحقيقها فقط على أرض الواقع)، ثم تضع الاستراتيجية وفق رؤية المختصين القادرين على رؤية الأمور بشكل جيد من جميع الجهات، من ثم تحديد آلية العمل واختيار عناصره.

ببساطة هذا منهج من يريد النجاح، أما ما هو غير ذلك فمجرد عبث وإهدار للمال العام، خاصة إذا كنا نتحدث عن المصلحة العامة للرياضة العمانية وخصوصا كرة القدم التي أصبحت( ليس الآن فقط)، صناعة تدر من ورائها معظم البلدان المليارات( علينا فقط أن نبحث عما تستفيده بريطانيا من منافسات الكرة، لنعلم حجم وقيمة كرة القدم).

منذ مايو الماضي أعلن الاتحاد العماني لكرة القدم عن مشروع لتطوير الكرة، وأكد أن ملفه جاهز وينتظر فقط الإعلان الرسمي، موضحا أن مشروع التطوير يجيء وفق رؤية الاتحاد التي ترتكز على وضع نهج تشاركي قائم على الإنصات إلى كل من له صلة، واتخاذ القرارات بتغليب المصلحة العامة، لتكون الكرة العمانية موازية لمسار التنمية الشاملة وفق رؤية السلطنة 2040، مؤكدا أن الخطة تعتمد على وضع الخطط لتعزيز جوانب القوة ومعالجة القصور في نظام المسابقات، لتحقيق تطور فعلي وملموس في منظومة الكرة.

وكان ضمن رؤية الاتحاد الخاصة بالتطوير لثلاثة أعوام قادمة، العمل على القطاع الحيوي والأكثر أهمية وتأثيرا، وهو المراحل السنية، حيث أكد على الاهتمام بالمراحل السنية، لإعداد أجيال قادرة على الوصول إلى أقصى النقاط وتحقيق الإنجازات على المستوى الخارجي، وكذلك تعزيز العناية بالمجيدين من خلال توفير برامج خاصة تساهم في تطويرهم بما يضمن الاستفادة منهم.

كما تضمنت رؤية الاتحاد تطوير الأكاديميات والمدارس الكروية ودعمها فنيا بتوفير مدربين وطنيين سيتم تأهيلهم وفق توجهات الاتحاد الآسيوي، وكذلك تأهيل الكوادر البشرية في التخصصات المرتبطة بهذا القطاع مثل المحللين الفنيين، مديري الأندية والمنتخبات، المسعف وأخصائيي العلاج وغيرها.

بالطبع لم نلمس شيئا من ذلك، ولكن بالفعل أعلن الاتحاد عن إنشاء لجنة فنية للتطوير ضمت أسماء عولنا عليها الكثير، ومع غياب وتأخر النتائج المرجوة من اللجنة، سألت أحد أعضائها وهو الدكتور عبدالرحيم الدروشي، فأكد أن اللجنة بالفعل أنجزت العديد من الأعمال المبشرة وسيعلن الاتحاد عنها قريبا، في الوقت الذي تؤكد فيه مصادر مطلعة أنه رغم تواجد أسماء اعتبرها الكثيرون مبشرة إلا أنه ليس بيدهم اتخاذ أي قرار، وما تم فقط هو عقد عدة اجتماعات، ومن ثم توقف العمل ليومنا هذا.

كما أكد المصدر أن اللجنة اوصت أن يكون دوري المراحل السنية لأربع فئات ولكن في النهاية كان القرار بفئتين فقط، كما أوضح أنه تم طرح مقترح بتنظيم دوري لفئة تحت 14 عاما كدوري مدارس، ودوري تحت 12 عاما كدوري للأكاديميات، ولكن لم يم اتخاذ أي قرار حتى الآن.

فيما أوضح مصدر آخر أن اللجنة مهمشة وليس لها أية صلاحيات، وأن القرار تختص به اللجنة الفنية بالاتحاد( الرئيس، النائب، والأمين العام)، حيث أكد أن كل عمل في الاتحاد فني أو إداري مبني على قرار اللجنة الفنية وباقي اللجان والمسميات مجرد ديكور( على حد قوله)، معللا بأن الاتحاد يعمل بدون نظام إداري واضح.

والتساؤل… إلى متى سنظل محلك سر؟ متى سنخطو ولو خطوة في مشوار تطوير كرتنا ونحن نرى منتخباتنا في كل مشاركة تتذيل الترتيب، في الوقت الذي تسبقها منتخبات أخرى لا تتوفر لديها أية إمكانيات؟ متى سيظهر للعلن مشروع واضح المعالم يتكاتف الجميع على إنجاحه، ويحاسب كل مقصر؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى