حكاية الزمالك والدوري الأصعب

كتبت- ترياء البنا

أن يفوز الزمالك بلقب الكأس قبل أسابيع قليلة على حساب الأهلي، ثم يتبعه بالدوري أمر بديهي، وأن يتألق لاعبوه شيء طبيعي، فهو أحد قطبي الكرة المصرية وواحد من أعرق الأندية الأفريقية، ولكن تحقيق لقب الدوري موسم 2021/2022، قبل النهاية بثلاث خطوات، والتأكد بنسبة كبيرة من قدرته على تحقيقه قبل 8 جولات، حدث استثنائي قد يمثل إعجازا تخطى حدود الممكن، لأن المعطيات لم تكن أبدا لتؤدي إلى تلك النتيجة، وهو ما يسمى خلل في المعادلة.

بدأ الزمالك الموسم بشكل سيئ رغم أنه بطل النسخة السابقة، ولم يتوقع أكثر المتفائلين هذه النهاية السعيدة، حيث خرج من دور المجموعات بدوري الأبطال، وتلقى هزيمة من الغريم الأهلي في الجولة الثالثة من المسابقة 5/3، ومع رحيل باتريس كارتيرون كان يحتل المركز الثالث خلف الأهلي وبيراميدز.

ليس هذا فحسب، بل ما مر به النادي من ظروف صعبة، كان مؤشرا قاطعا بأنه يواجه موسما كارثيا، بدأ بالحرمان من تدعيم صفوفه، بسبب عقوبة المحكمة الرياضية الدولية بحرمانه من قيد لاعبين جدد لفترتي قيد، على خلفية مخالفة قيد حسام أشرف، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، ففقد أهم لاعبي الوسط والسبب الأبرز في تحقيق الدوري السابق، فرجاني ساسي الذي فضل الرحيل وعدم التجديد في ظل الأزمة المالية، وهو الذي ساهم في 33 هدفا خلال 103 مواجهات رفقة الفريق، ثم ازدادت الأمور سوءا برحيل مجلس الإدارة بقيادة مرتضى منصور، بدعوى مخالفات مالية( وتمت تبرئته فيما بعد)، وقامت وزارة الشباب والرياضة بتعيين لجنة مؤقتة لإدارة النادي.

وبعد الجولة الـ11 تعرض الزمالك لهزة أخرى برحيل كارتيرون بسبب سوء النتائج خاصة في أفريفيا، ليقرر مرتضى منصور عودة البرتغالي جوزوالدو فيريرا لولاية ثانية بعد ولاية أولى ذهبية حقق خلالها الثنائية موسم 2014/2015، وهي الصفقة الوحيدة التي عقدها النادي في الوقت الذي أنفق خلاله المنافسون الملايين في جلب لاعبين دوليين، وكان الجميع موقنا بأن الأجزاء الثانية لن تكون أبدا بجودة الأجزاء الأولى.

ولم يتوقف الأمر عتد هذا الحد، فاصطدم فيريرا بفقدان أهم عناصر الفريق، الحارس محمد أبو جبل( بعد التألق في أمم أفريقيا قرر الرحيل إلى النصر السعودي وتغيب عن حضور التدريبات)، كذلك طارق حامد الذي قرر خوض تجربة احترافية باتحاد جدة السعودي، ليتبع ذلك رحيل أشرف بن شرقي بعد انتهاء عقده وتفضيله خوض تجربة أخرى في وقت صعب للغاية وقبل انتهاء الدوري بـ9 جولات بسبب تأخر الموسم في مصر بالإضافة إلى مواطنه محمد أوناجم.

وجد فيريرا نفسه مكتوف الأيدي، ولكن أبناء الزمالك دائما حاضرون، فكان القرار بالاعتماد على فريق الأمل، وهو الفريق الذي تكون بمقترح من المدرب العام للنادي أسامة نبيه، ويضم أفضل ناشئي الزمالك، وترمى الكرة في ملعب فيريرا في كيفية استخدام تلك العناصر، والرجل بدوره لم يعد إلا ببناء فريق شاب قادر على المنافسة في المواسم القادمة، وبالفعل قدم فيريرا عملا كبيرا فاضطر إلى تغيير طريقة اللعب أكثر من مرة خلال المباراة الواحدة، ولجأ إلى تغيير مراكز بعض اللاعبين، ولكن المفاجأة أن أبناء الزمالك أثبتوا أنهم كبار رغم حداثة سنهم، راهن عليهم فيريرا والجماهير، وكسبوا الرهان، بالطبع ساعد في ذلك هبوط مستوى المنافسين، وعدم تحلي بيراميدز المنافس الأقرب بالنفس الطويل ليخسر لقاء فيوتشر قبل 3 جولات على النهاية ويهدي الزمالك اللقب الأغلى، ليكون أجمل بداية لهذا الجيل الناشيء الذي سيتذكر دائما موسمه الأول الصعب الذي تربع على عرشه بطلا، مع أول مرة تطبق قيها تقنية VAR بشكل كامل في مصر والتي تساهم بنسبة كبيرة في تحقيق العدالة.

الخلاصة.. حين يكون لديك قاعدة من الشباب مؤسسة بشكل جيد، مع مدير فني جيد تستطيع أن تتخطى حدود المألوف وتحقق ما لم يكن يتوقعه أحد لتكون نجما فوق العادة، فكرة القدم عمل وفكر ومن يواجه التحديات هو من يتخطى كل الحواجز ويصل خط النهاية قبل الآخرين، شريطة ألا ينظر خلفه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى