عبدالرحمن فوزي.. الفتى الذهبي الذي قاد سفينة العرب الأولى بكأس العالم

تقرير- ترياء البنا

مع اقتراب صافرة انطلاق أولى مباريات نهائيات كأس العالم قطر 2022، سيتذكر المصريون تلكما المواجهتين الصعبتين أمام السنغال واللتين أطاحت نتيجتهما بحلم التأهل إلى النسخة الاستثنائية من البطولة، والتي تقام للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط في استضافة دولة عربية، كما أنهم أيضا سيتذكرون الفتى الذهبي المونديالي، الذي ظل حتى وفاته هداف بلاده في كأس العالم، وأول أفريقي يحرز هدفا بالمونديال العالمي، عبد الرحمن فوزي الذي ولد في 11 أغسطس 1909 في مدينة بورسعيد، وبدأ حياته الكروية داخل شوارع المدينة، والتحق بمدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية، وكون فريق النيل، وكان يتم لعب المباريات في ذلك الوقت مع عدد من المدارس الابتدائية والثانوية، وبعد النجاح الملفت لهذا الفريق تم تكوين ناد شعبي يحمل اسم نادي النيل.

جاءت بدايته الحقيقية عندما انتقل إلى نادي الشبان ببورسعيد، وقدم مستويات متميزة، ليراه سكرتير عام النادي المصري بالصدفة فيقرر ضمه، حيث لعب إلى جانب محمد حسن نجم المصري البورسعيدي وأحد أساطير الكرة المصرية، وقد انضم للفريق البورسعيدي عام 1927 إلى نهاية كأس العالم 1934، لينتقل بعد ذلك لنادي الزمالك.

خلال فترة تواجده مع النادي المصري، كان عبد الرحمن فوزي قريبا من المشاركة مع منتخب مصر في أولمبياد 1928، ولكنه لم يتمكن من المشاركة بسبب صغر سنه، كما لعب لمدة عام مع النادي الأهلي، حين انتقلت أسرته إلى القاهرة عام 1932، بعدما رشحه مصطفى كامل منصور، وبعد ذلك استجاب لدعوة محافظ القنال في ذلك الوقت حسن فهمي، وعاد لصفوف النادي المصري، وبعد المشاركة في بطولة كأس العالم وتقديم مستويات رائعة انضم لصفوف نادي الزمالك واستمر معه حتى اعتزاله عام 1947،، وقرر رئيس النادي تعيينه مدربا للفريق.

حقق عبد الرحمن فوزي مع النادي المصري البورسعيدي بطولتي كأس السلطان حسين، عامي 1933، 1934، وهما أول الألقاب التي تدخل خزينة النادي البورسعيدي، خدمه الحظ حين شارك خلال أول مباراة له مع المصري، بسبب غياب مهاجم الفريق الأساسي للإصابة، ليقرر المدير الفني إشراكه ويتمكن من تسجيل هدفين خلال اللقاء، لتبدأ المسيرة الخالدة له بالملاعب المصرية منذ ذلك الوقت.

اشتهر عبد الرحمن فوزي بأنه مسدد القذائف الصاروخية، حيث كان يتدرب بشكل مستمر على التسديد بعيد المدى بطرق مختلفة، من أجل الظهور بشكل جيد خلال المباريات، فكان يضع الكرة في الماء لفترة طويلة حتى يزداد ثقلها، ثم يصوبها بعد ذلك في التدريبات، وكان الهدف الثاني له في شباك المجر ببطولة كأس العالم إيطاليا 1934، أتي من قذيفة صاروخية، لتسكن الكرة الشباك من هداف القذائف الصاروخية، يذكر أن فوزي أحرز الهدف الثالث أمام المجر بمونديال 1934، حين كانت النتبجة 2/2، ولكن الحكم ألغاه بداعي التسلل رغم أن فوزي انطلق بالكرة من منتصف الملعب.

استمر عبد الرحمن فوزي في قيادة القلعة البيضاء حتى عام 1956، ثم خاض تجربة احتراف تدريبية مع الكرة السعودية، وتولى تدريب الأخضر السعودي، كأول مدرب على رأس القيادة الفنية له، واستمر معه لخمسة مواسم كاملة، وكان في ذلك الوقت يقوم بشرح طريقة اللعب مستعينا بأغطية زجاجات الكوكاكولا، لتسهيل شرح خطة المباريات وتحركات اللاعبين داخل الملعب.

كما أن فوزي هو أول مدرب مصري يدرب ناديين مختلفين في وقت واحد، عندما قاد غزل المحلة عام 1956 وقت إدارته لنادي الزمالك، كما درب نادي السكة الحديد، وكان من أعضاء اللجنة الفنية التي تولت تدريب منتخب مصر في الفترة من 1953 إلى 1954.

كان عبد الرحمن فوزي أول مدرب يقوم بالمساهمة في صعود غزل المحلة لدوري الأضواء والشهرة في منتصف الخمسينيات، حيث تميز بالعين الثاقبة في اختيار أفضل اللاعبين، وكان من أشهر اللاعبين الذين اكتشف موهبتهم، عصام بهيج، وعلاء الحامولي، ثم قاد الزمالك مرة أخرى، ثم مسؤلا إداريا حتى وفاته في 16 أكتوبر 1988، عن عمر يناهز 77 عاما، ليرحل أحد أساطير كرة القدم المصرية، أفضل جناح أيسر في كأس العالم 1934، وأحد عناصر منتخب العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى