
كتبت- ترياء البنا
المستحيل ليس عربيا، جملة غابت عنا لعقود طوبلة وأصبحت تتردد كثيرا على مسامعنا منذ انطلاق النسخة العربية لكأس العالم، بداية من قطر التي أبهرت العالم بما أنجزته من ملاعب ومرافق وبنى تحتية وكل ما يمكن أن يتوفر من مقومات إنجاح الحدث العالمي، فلم تترك قطر شيئا إلا وقد وضعته في الحسبان، ومع كل يوم وتوالي الأحداث المونديالية ومشاهدة ما فعلته وتفعله الدوحة لزوارها من أنحاء دول العالم، نجد لسان حالنا يقول إن المستحيل ليس عربيا.
لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، حيث أراد الله أن يحقق العرب انتصارات على المستوى الكروي، حتى لا نكون ضيوف شرف ننظم ونشاهد فقط، فنجح صقور السعودية في تحقيق فوز على المرشح الأقوى لنيل اللقب وساحره ليونيل ميسي، لتتعالى أصوات العرب في كل مكان بأننا نستطيع، فمن كان يتوقع فوز السعودية على بطل أمريكا الجنوبية، فالمستحيل ليس عربيا.
وجاءت تونس لتحقق فوزا أيضا لم يكن متوقعا على أبطال مونديال 2018، المنتخب الفرنسي الذي يعج بنجوم هم الأقوى والأشرس والأكثر نجومية، ولكن الفوز لم يسعف النسور بحسابات المجموعة، وتبخر حلم التأهل إلى دور الـ16، عقب التعادل مع الدنمارك ثم الخسارة أمام أستراليا، ولكن الفوز على فرنسا بطل العالم لم يستحل على العرب.
ثم جاءت المغرب لتفعل المستحيل بعينيه، حيث لم تنجح فقط في التأهل إلى الدور الثاني من المونديال، ولكنها واصلت النجاح بتخطي إسبانيا إلى دور الـ8، ثم البرتغال إلى دور الـ4، في سابقة عربية لم يتخيلها أصحاب الخيال الواسع والأحلام الوردية، وكتب أسود الأطلس تاربخا جديدا للكرة العربية، مسجلين أسماءهم مع المدرب الوطني العربي الذي تفوق على عتاولة التدريب العالميين، بحروف من ذهب، ومحفقين إلى الآن إنجازا للتاريخ حيث أصبح المغرب أول منتخب من خارج قارتي أوروبا وأمريكا الجنوبية يصل إلى هذا الدور، وأيضا لم تهتز شباك أسود الأطلس إلا في مناسبة واحدة وبنيران صديقة، فلم يستطع أي منافس حتى الآن زيارة شباك السد المغربي العظيم ياسين بونو، وهو ما يرفع سقف طموح العرب الذين نجح المغرب في توحدهم والتفافهم حوله باعتباره رمز الفرحة العربية الأوحد، حالمين بأن يواصل التألق بإقصاء بطل العالم خاصة بعد نجاح نسور قرطاج في الفوز عليه، والتأهل إلى النهائي الحلم، ليؤكد أسود الأطلس أن المستحيل ليس عربيا.