ابتسامة زيدان الأخيرة مع ريال مدريد

 

(إفي) – توووفه 

 

قرر الفرنسي زين الدين زيدان أن تكون الابتسامة التي رسمها على وجه جماهير ريال مدريد في كييف هي الأخيرة حين أعلن اليوم الخميس رحيله عن الإدارة الفنية للفريق بعد أن قاده للتتويج بتسعة ألقاب من أصل 13 نافس عليها خلال العامين ونصف الماضيين.

فالمدرب صاحب الـ45 عاما نجح في الفوز ثلاث مرات متتالية بدوري أبطال أوروبا، ليدخل في مصاف المدربين العالميين، إضافة للفوز بالدوري الإسباني مرة وكأس السوبر الأوروبي مرتين ومونديال الأندية مرتين وكأس السوبر الإسباني مرة.

وعرف “زيزو” كيف يمزج بين الحزم والدبلوماسية للتعامل مع فريق مليء بالنجوم. حين أعلن ريال مدريد عن رغبته في تعيين زيدان مدربا كان النبأ له وقع القنبلة على الجميع، فلم يتخيله أحد مدربا يوما ما.

وكان يبدو الدولي الفرنسي السابق شخصا باردا قليل الكلام وبعيد المنال، وعلى الرغم من ذلك، قوض زيدان كل هذه الشكوك مع أول ظهور له في المؤتمرات الصحفية التي لطالما قابل فيها الصحفيين بابتسامة آسرة، ليحقق مع مرور الوقت عددا من الأرقام القياسية منها تسجيل أطول سلسلة مباريات دون خسارة في تاريخ النادي، بعدما صمد الميرينجي 40 مباراة في جميع المنافسات دون أن يُمنى بهزيمة، بين أبريل 2016 ويناير 2017 ، في إنجاز غير مسبوق لمدرب آخر في تاريخ الريال.

وعلى أرض الملعب، بدأ يدحض الأحكام المسبقة التي صدرت ضده واحدة تلو الأخرى. قالوا إن الثلاثي الهجومي للريال “بي بي سي” (البرتغالي كريستيانو رونالدو والويلزي جاريث بيل والفرنسي كريم بنزيمة) لا يمكن المساس به، لكنه أجلسهم على مقاعد البدلاء حين تطلبت خططه ذلك.

واعتمد المدرب الفرنسي مع الريال فلسفة حكم الجدارة بإعطاء الفرصة للأصلح، علما بأن إسعاد 22 لاعبا، بينهم نجوم كبار، على مدار موسم بأكمله تحد كبير وليس بالأمر السهل.

وفي عهد زيدان، لعب إيسكو ألاركون وخاض الشاب ماركو أسينسيو مباريات كبرى وهامة، كما وضع “زيزو” ثقته العمياء في الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس، وكون خط وسط قوي مكون من الكرواتي لوكا مودريتش والبرازيلي كاسيميرو والألماني توني كروس، في حين أدار بيده الأخرى نوبات غضب كريستيانو.

وعقب نحو ثلاث سنوات، رأى زيدان أن الفريق، الذي حقق معه أيضا أكبر عدد متتالي من الانتصارات في الليجا (16) ليعادل رقم بيب جوارديولا القياسي مع برشلونة قبل سبعة مواسم، يحتاج للتغيير.

ولطالما كان الفرنسي سيد قراره، ورئيس ريال مدريد، فلورنتينو بيريز كان أكبر المدافعين عنه ووضع ثقته الكاملة فيه منذ البداية، وثبت أن ثقته كانت في محلها.

وحين كان زيدان لاعبا، اعتزل وهو في القمة ويرحل الآن كمدرب وهو في أوج مجده بعد أن حقق عدد كبير من الألقاب مع الريال في وقت قصير.

وعرف “زيزو” كيف يتعامل مع اللاعبين وكيف يكون يد من حديد في قفاز حريري. هناك نظرية كروية ضمنية تقول إن المدرب لا يمكن أن يظل على رأس الإدارة الفنية لفريق لأكثر من ثلاثة مواسم، وزيدان أثبت اليوم هذه النظرية ووضعها آية في كتب كرة القدم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى