مناصب للوجاهة؟

كتبت- ترياء البنا

في انتخابات الاتحادات القارية دائما يسارع الجميع لنيل مقعده، لا أعني بالجميع هنا أشخاصا وإنما أعني بلادا، فمقعد في اتحاد قاري يعني الكثير والكثير للكرة المحلية وكذلك على مستوى جميع الأصعدة المرتبطة بالرياضة.

في انتخابات المجلس التنفيذي للاتحاد الآسيوي 2019، تم انتخاب رئيس الاتحاد العماني الشيخ سالم الوهيبي عضوا، محققا أعلى نسبة تصويت( 39 صوتا)، وهو ما كان يعني وقتها أننا نمتلك القدرة والقوة ولنا تأثير قوي، لأننا نعلم جميعا آلية هذه الانتخابات وكيف يتم التسكين بالمناصب، ولكن رغم ذلك لم تستفد السلطنة شيئا، حتى إن حكمنا الدولي أحمد الكاف أحد أبرز الحكام على مستوى آسيا لم يدرج اسمه ضمن حكام مونديال قطر، وفي اعتقادي أنه كان من الممكن ذلك إذا أردنا.

وقبل انعقاد الكونجرس الآسيوي لانتخاب أعضاء المكتب التنفيذي، فقدت السلطنة مقعدها لتغيب عن المشهد حتى 2027، حيث أعلن الشيخ سالم الوهيبي انسحابه من السباق معللا ذلك (بظروف)، وأعتقد أن ذلك ليس منصبا شخصيا يتعارض مع بعض المهام أو الأعمال فنعتذر عنه، هذا مقعد باسم السلطنة، وله أهمية كبرى وإلا ما كان تقاتل عليه الجميع ممن يريدون تطور كرة بلدانهم وظهور أسماء مواطنيهم على الساحة الآسيوية بشكل كبير، ولكن من الواضح أن رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم فقد دعم تكتل آسيا الموحدة، والذي لم يعلن دعمه للوهيبي حين أعلن ترشحه مع بداية العام، خاصة بعد إسناد رئاسة لجنة التطوير الفني بالاتحاد الآسيوي إلى الوهيبي، وخلال فترة رئاسته لم تقم اللجنة بدورها ولم تحقق أيا من أهدافها نظرا لغياب الرئيس عن الاجتماعات وعدم التزامه بدوره في خدمة الاتحادات الناهضة والفقيرة وهو ما أعطى الفرصة والمساحة لمدير المكتب الفني بالاتحاد للقيام بهذا الدور، ما أفقد رئيس الاتحاد العماني فرص تعزيز علاقاته بالاتحادات.

كما أن الشيخ سالم الوهيبي تقدم بأوراق ترشحه، ثم اتخذ القرار بالانسحاب بعد أيام، دون عقد أي اجتماع تشاوري مع مجلس الإدارة الذي ربما كان قدم عضوا آخر من السلطنة، حتى لا تغيب السلطنة عن مركز صنع القرار لتلك الفترة القادمة وربما لفترات أخرى تالية، لأن من يفوز بهذه المناصب لن يفرط فيها بسهولة نظرا لأهميتها المعلومة لمسؤولي الاتحادات الوطنية.

إلى متى ستظل السلطنة الضلع المقدور عليه وسط الأخوة والأشقاء؟، ولنا فيما حدث بالبصرة عبرة وعظة، فتخيلوا لو أن منتخبا آخر غير عمان في نهائي كأس الخليج، ووقع ما وقع من أحداث، هل ستكون نفس ردة الفعل التي اتخذناها نحن، فقط لتختتم البطولة خير ختام ويذكر للعراق حسن التنظبم؟، هل هذه القرارات التي نتخذها وتبعدنا عن مراكز صنع القرار على المستوى القاري تخدم رؤيتنا التطويرية؟، هل تلقي خيبات الاتحاد العماني لكرة القدم على المستوى المحلي بظلالها على مكانة السلطنة في المحفل الآسيوي، حيث لم يعد لدى رئيس الاتحاد على المستوى الإقليمي سوى منصب نائب رئيس الاتحاد الخليجي، والتساؤل الأهم: هل هناك قرارات أخرى مماثلة ستعلن قريبا؟ وفي ظل غياب الحضور المؤثر على المستويين الإقليمي والقاري يتبادر إلى الذهن سؤال مهم وهو، هل المناصب التي حظينا بها كانت للوجاهة فقط؟ أم أننا نافسنا عليها لأمر آخر لا يعلمه إلا الله وإدارة اتحاد القدم؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى