كرتنا إلى أين؟

كتبت- ترياء البنا

مستوى لم يرق إلى سقف الطموح، جملة تصف حال كرة القدم بالسلطنة، فمع كل موسم جديد لا تظهر أية بوادر خطوات للأمام، وهو ما يفرض تساؤلا ملحا، ماذا فعل الخبراء الفنيون الذين أتى بهم الانحاد؟ أين بصماتهم؟، وإلى الآن ومنذ تولى مجلس الإدارة الحالي مر على هذا المنصب 3 خبراء، مصري( فتحي نصير)، مغربي( حسن حرمة الله)، وأخيرا صربي( سلوبودان)، والذي تم الاستغناء عنه مؤخرا، مع إعلان الاتحاد أنه سيستعين ببديل تونسي لم يتحدد اسمه بعد، فهل يتم اختيار الجنسية أولا ثم البحث عن الأسماء؟، وسبق ذلك خلال الفترات الماضية الاستعانة بأسترالي، ألماني، ماليزي، فهل ذلك من منطلق السير على نهج تنوع المدارس الكروية؟ أم ماذا؟ فنحن لا نعلم على أي أساس يتم اختيار الخبراء الفنيين، ولم يعلن عن المبالغ المالية التي تنفق بناء على برامجهم وخططهم التي لم يعلن أصلا عنها.

وعلى الجانب الآخر، أخطاء تحكبمية مستفزة، هذا باختصار ما يمكن أن يقال عما يحدث في مسابقاتنا المحلية تحكيميا، تدخلات خشنة بين اللاعبين تمر مرور الكرام، وأخرى عادية جدا ليست إلا مجرد التحامات شهدت إشهار البطاقة الحمراء، وركلات جزاء واضحة للعيان لا تحتسب، وأخرى مشكوك بصحتها وتحتسب، أندية تصعد وأخرى تهبط، أندية تتوج وأخرى تفقد لقبا حاربت من أجل التشبث به، بصافرة واحدة، (هي بالتأكيد أخطاء غير مقصودة لأنها تحدث في معظم اللقاءات، وتكون ضد ولصالح نفس النادي، فأنا هنا لا أشكك في حكامنا)، ألا يمثل ذلك بالنسبة إلى المسؤولين، أهمية قصوى من أجل تطوير كرتنا المحلية؟.

لقد استعان الاتحاد بخبراء تحكيم آخرهم السعودي علي الطريفي الذي جاء خلفا للأردني عمر بشتاوي، وهو من أفضل حكام آسيا، والذي منذ أتى إلى السلطنة في فبراير من العام الماضي، نوه إلى ضرورة تطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد، ماذا تنتظرون أن يفعل الخبير التحكيمي بمنظومة أصبحت تدار على المستوى الدولي بشكل مغاير تماما عما يحدث بالسلطنة.

عقدت المؤتمرات الصحفية واحدا تلو الآخر للحديث عن تطوير الحكام، وأقيمت الورش والمحاضرات المتعددة لنفس الهدف، ولم يظهر أي جديد، فخلال المؤتمر الصحفي الأخير للحديث عن تقنية VAR، صرح الخبير التحكيمي علي الطريفي والذي ربما لن يكمل المسيرة مع الاتحاد العماني، بأن تطبيق تقنية حكم الفيديو المساعد أصبح أمرا حتميا، فعدم تطبيقها لن يطور من مستوى المسابقات المحلية، كما يحرم الحكم العماني من التواجد على الساحة الآسيوية.

إذا كانت هذه التقنية الآن أمرا ملحا، والسلطة بدأت الاستعداد لها منذ 2012، كما أعلن الاتحاد، فأين تكمن المشكلة في عدم تطبيقها حتى الآن؟، ولماذا التسويف؟، ومن يتحمل مسؤولية ذلك الأمر، هل هو اتحاد الكرة الذي أصبحت الجماهير ساخطة على أدائه؟، أم أن الأمر يعود إلى الوزارة لأن التقنية بحاجة إلى مبالغ مالية ليست بالقليلة؟.

الخلاصة.. إذا أردنا تطوير كرة القدم بما يواكب رؤية السلطنة 2040، فعلينا التسريع من وتيرة عمل سبقتنا فيه بلدان كانت خلفنا منذ وقت قريب، حددوا أهدافكم وآلية تحقيقها واختاروا القادرين على تحمل مسؤولية إنجازها، وكل تلك الخطوات يجب أن تكون معلنة للجميع، بدلا من إبرام تعاقدات مع خبراء أجانب بمبالغ طائلة، وعقد مؤتمرات وحلقات ومحاضرات لا فائدة منها، وعلى جميع مؤسسات الدولة القيام بواجبها نحو رياضة السلطنة، والتي أصبحت في مكانة لا تليق بها على المستويين الإقليمي والآسيوي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى