مدينة السُّلطان هيثم.. إِرْثُ المستقبل

توووفه – العمانية

مدينة السُّلطان هيثم أيقونةٌ عمرانيةٌ وإِرْثٌ للمستقبل وهديّةٌ مستدامةٌ من لدن حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظهُ اللهُ ورعاهُ – للأجيال القادمة ولجميع شرائح المجتمع.

وتأتِي مدينة السُّلطان هيثم نتاجًا لرحلة التحوّل الشامل التي تنتهجها وزارة الإسكان والتخطيط العمراني نحو تنمية عمرانية مستدامة لمجتمعات مزدهرة من خلال تنفيذ المشروعات الاستراتيجية الوطنية للتنمية العمرانية بالتوافق مع رؤية عُمان 2040، وتمثّل مدينة السُّلطان هيثم أهمية خاصة باعتبارها اللبنة الأولى للمشروعات القادمة ونموذجًا جديدًا لبناء مدن مستدامة تحاكي الحياة العصرية وتطلّعات الشباب في سلطنة عُمان.

وخُطّطت المدينة على مساحة 14 مليونًا و800 ألف متر مربع، تخطيطًا عمرانيًّا مستدامًا يرتكز على استغلال المساحات الخضراء التي تأخذ حيّزًا بمساحة مليونين و900 ألف متر مربع، وتضمّ 100 ألف نسمة، بمعدل 20 ألف وحدة سكنية تنوّعت بين فلل منفصلة، وفلل شبه متصلة، وتاون هاوس، وشقق.وتتوزّع الوحدات السكنية على 19 حيًّا متكاملًا بمختلف المرافق والخدمات التي تلبّي حاجات القاطنين، حيث تضمّ 23 مسجدًا وجامعًا كبيرًا.

أما مرافق الرعاية الصحية فقد بلغ عددها 11 مرفقًا مختلفًا، توزّعت بين مركزين صحيين بطاقة استيعابية تبلغ 20 ألف مراجع، و6 مراكز صحية بطاقة استيعابية تبلغ 10 آلاف مراجع، وتحتوي على مستشفى مرجعي بطاقة استيعابية تبلغ ألفًا ومائتي سرير، ومستشفى خاص ومركز رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السنّ.كما بلغ عدد المدارس بالمدينة 39 مدرسة، تنوّعت بين الحكومية والخاصة والشاملة لجميع المراحل الدراسية.

وترتكز المدينة الجديدة على 12 معيارًا عالميًّا من معايير جودة الحياة ورفاهية العيش بدءًا من التكلفة المناسبة والمرافق المتكاملة، وصولًا إلى أسلوب الحياة الحديث والأنظمة المستدامة، وهي أهداف تم على أساسها تقييم المُخطط الرئيس للمدينة.

وتحتوي المدينة على شبكة داخلية للتنقل، من توزيع شبكة الطرق والمرافق المجتمعية والخدمات ضمن مسافات متقاربة تراعي إمكانية الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المرافق المتنوعة وتستوعب مختلف أنواع أساليب التنقل، مثل المواصلات العامة والخاصة بطريقة مترابطة تصل بين جميع أحياء المدينة ومركزها ومرافقها المختلفة، مُعزّزة بأساليب الراحة والأمان، كما تنتشر المساحات والمسطّحات الخضراء فيها والمسارات المظللة حيث تم تصميمها بطريقة تسمح بمرور النسمات اللطيفة بين أروقتها وممراتها؛ لتحسين الجو العام داخلها.

كما أن المدينة مزوّدة بمسارات المشاة والدراجات لتنويع أساليب التنقل الصحي فيها، وتراعي استدامة البيئة من خلال استخدام الطاقة المتجددة والتدابير الخاصة بحفظ المياه ومعايير البناء المستدامة للحفاظ على البيئة، إضافة إلى طابعها الاجتماعي المُعزز للتفاعل والاتصال بين أطياف المجتمع من خلال المساحات المشتركة وتصاميم الأحياء السكنية.

واعتمدت المدينة تصاميم ذكية ومتكاملة توفر مستويات غير مسبوقة من الخصوصية في الوحدات السكنية، وتقديم مجموعة من الخيارات التي تجمع بين الكثافة العالية والمنخفضة لتتماشى مع كافة مستويات الدخل وتتجاوب مع المتغيرات المناخية وتنسجم مع التطورات المستقبلية؛ حيث تم تصميم البنية الأساسية بمرونة هندسية تراعي التكيّف المطلوب لاحتياجات النمو السكاني مستقبلًا، وتكلفة الصيانة.

وتحوي المدينة أفراد المجتمع كافة بتنوع فئاتهم الاجتماعية والثقافية، وتتيح لهم الوصول إلى جميع مرافقها الاجتماعية والترفيهية بسهولة تامة، وتشعرهم بالانتماء والتمكين؛ حيث صُمم المخطط الرئيس للمدينة بدقة وعناية تامة ليوفر مجموعة واسعة من خيارات السكن للمواطنين العُمانيين ويرحّب بالجميع ويحتفي بكل الثقافات.

وتشتمل مدينة السُّلطان هيثم على مرافق مجتمعية متطورة ذات مواقع استراتيجية تم اختيارها بدقة فائقة كي تتيح للسكان إمكانية الوصول إليها بسهولة تامة ويقوم تصميمُها على مفهوم مبتكر يتبنّى استراتيجية “التجمّع”، حيث يتم جمع الأماكن والوجهات التي تقدم خدمات متشابهة في مكان واحد، كما أن هذه الاستراتيجية تتيح للسكان الاستخدام المشترك للمرافق العامة مثل مواقف السيارات والملاعب والمتنزهات، وتسهم في تحقيق الاستخدام الأمثل للمساحات وبناء مراكز مجتمعية في قلب المجتمعات السكنية وتوفر للسكان تجربة تواصل فاعلة.

وتعتمد تصاميم المناطق الخارجية للمدينة على الظل الطبيعي للأشجار في أوقات النهار بالانسجام مع طبيعتها المعمارية عبر تحديد جهات الأبنية العمرانية، وتوفير الأماكن الطبيعية في الهواء الطلق، وتوزيع كثافة وارتفاع الأبنية، وتصميم الشوارع.والمدينة مستدامة ومُصمّمة لرفع جودة الحياة بالاعتماد على استخدام الطاقة الشمسية باعتبارها مصدرًا مستدامًا، وإدراج أنظمة إنتاج الطاقة من النفايات، ومعالجة مياه الصرف الصحي واستخدامها بصفتها مياهًا رمادية، وتطبيق نظام الاستدامة لحماية الموارد والتقليل من كميات النفايات وإعادة استخدام أو تدوير أو توظيف المواد.

وتُرسي المدينة رحلة أخّاذة وآسرة نحو غدٍ مليءٍ بالسعادة والرخاء، ومستقبلٍ بهيج وجميل يحمل أجلّ القيم والآثار عبر إحياء التراث العريق، وبناءِ تصوّرٍ لكل مقوّمات الحياة العصرية والمبتكرة في سلطنة عُمان، وتعكسُ إرثًا عريقًا يزدانُ تألقًا مع مرور الزمن، يعملُ على تشكيل قاعدة راسخة ورصينة لمجتمع مستقبلي مبتكر وشمولي، ويجمعُ بين تناغم كافة الأجيال وأنماط الحياة ويتخطّى حواجز الثقافات.

هذه المدينة تتجاوزُ مفهوم الحياة الحضرية المعتاد، وتحوي مجتمعًا متمدّنًا ومتحضّرًا يبني الحاضر ويرسم مستقبلًا أكثر نماءً وإشراقًا… مجتمعًا يؤمن بأن الحياة رحلة دائمة ومستمرة يجب استثمار حاضرها من أجل الغد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى