مساحة روسيا.. التحدي الكبير لمنتخبات المونديال ومشجعيها

 

عندما تنطلق فعاليات بطولة كأس العالم 2018 لكرة القدم بروسيا ، ستكون الفرق المشاركة والمشجعين بدأوا بالفعل التحدي الكبير الذي يواجهونه في هذه النسخة من البطولة والتي تقام في أكبر دولة بالعالم من ناحية المساحة.

ويبدأ المشجعون والمنتخبات المشاركة هذا التحدي حتى قبل ضربة البداية في المباراة الافتتاحية للبطولة على استاد “لوجنيكي” بالعاصمة موسكو بين المنتخبين الروسي والسعودي.

ويتمثل هذا التحدي في المسافات الهائلة التي ستقطعها الفرق المشاركة وكذلك المشجعين للتنقل بين المدن المضيفة للبطولة والمشاكل اللوجيستية التي قد تؤرق المشجعين على الأقل لإيجاد وسائل نقل سريع بأسعار مناسبة في هذه الدولة مترامية الأطراف.

ولحسن حظ الفرق والمشجعين ، لا يتضمن جدول مباريات أي فريق مباراتين بمدينتي كاليننجراد وإيكاترينج سويا ما يعني أن أي فريق سيخوض مباراة في إحدى المدينتين لن يخوض مباراة في الأخرى علما بأن المدينتين هما الأبعد عن بعضهما من حيث المسافة التي تفصل بين أي اثنتين من المدن الـ 11 المضيفة.

وتبلغ المسافة الفاصلة بين المدينتين 3000 كيلومتر.

وتطل كاليننجراد على بحر البلطيق وهي أبعد مدينة غربا من بين جميع المدن المضيفة للبطولة فيما ستكون إيكاترينبرج هي الأبعد شرقا من بين هذه المدن حيث تقع على جبال الأورال.

وتستخدم المنتخبات المشاركة بالبطولة الطائرات في معظم تنقلاتها ولكن عددا هائلا من المشجعين سيكون عليه الاقتصاد في نفقاته.

ومن أجل مساعدتهم في حل هذه المشكلة ومواجهة هذا التحدي ، قدمت اللجنة المنظمة للبطولة خدمة التنقل بالقطارات مجانا بين المدن المضيفة لكل من يحمل تذاكر المباريات.

وفي المقابل ، ذكرت خطوط طيران “إيروفلوت” الروسية أن المشجعين “الروس” يمكنهم شراء تذاكر طيران لحضور مباريات المنتخب الروسي بمقابل رمزي لا يتجاوز 5 روبل (نحو 08ر0 دولار) .

وتمثل العودة إلى كأس العالم بعد غياب دام 36 عاما جائزة كبيرة لمنتخب بيرو. ولهذا ، لن يشكو الفريق ولن يعرب عن تذمره من قطع أطول رحلة داخل روسيا من بين جميع المنتخبات المشاركة في البطولة.

وبعد خوض مباراته الثانية في دور المجموعات ، أمام المنتخب الفرنسي ، في إيكاترينبرج ، سيخوض الفريق مباراته التالية أمام أستراليا في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود.

ويبلغ طول الرحلة بين المدينتين 2785 كيلومترا ولكن سيتخللها توقف الفريق في موسكو للإقامة بها خلال الأيام الفاصلة بين المباراتين حيث يقيم الفريق خلال البطولة في مكان قريب من موسكو.

وقال نيستور بونيو الممرن البدني لمنتخب بيرو : “لماذا اخترنا موسكو ؟ قبل القرعة ، لم نكن نعلم المدن التي سنخوض فيها المباريات ، ولكننا كنا نعلم أن أطول مسافة من موسكو إلى أي مدينة أخرى تستغرق ساعتين. ولهذا ، اخترنا موسكو”.

ولم تعد الرحلات الطويلة أمرا غريبا على بطولات كأس العالم. في الحقيقة ، اعتادت الفرق على هذا التحدي في النسختين الماضيتين من البطولة.

وفي الطريق إلى تتويجه باللقب على استاد “ماراكانا” العريق في ريو دي جانيرو ، حيث أقيمت المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل ، قطع المنتخب الألماني (مانشافت) 8263 كيلومترا كمسافة إجمالية لرحلاته بين المدن المضيفة ومقر إقامته بداية من مباراته الأولى في سالفادور إلى المباراة النهائية أمام التانجو الأرجنتيني في ريو دي جانيرو.

وخلال هذه الرحلات ، تنقل المانشافت بين عدة مدن مثل مدينة ريسيفي التي خاض فيها مباراته الثالثة الأخيرة في دور المجموعات أمام المنتخب الأمريكي والتي انتقل منها إلى مدينة بورتو أليجري لمسافة 3837 كيلومترا ليخوض مباراته أمام الجزائر في دور الستة عشر للبطولة.

وإذا أراد المانشافت الدفاع عن لقبه في المونديال الروسي أو الوصول على الأقل للمباراة النهائية على استاد لوجنيكي بالعاصمة موسكو ، سيكون الفريق بحاجة لقطع مسافة مشابهة.

وإذا تصدر المانشافت مجموعته في الدور الأول ، ستصل المسافة الإجمالية التي يقطعها في تنقلاته بالبطولة حتى المباراة النهائية في موسكو إلى 8037 كيلومترا رغم أن الفريق لن يحتاج لمغادرة موسكو خلال الفترة بين الدورين قبل النهائي والنهائي.

وفي المقابل ، ستكون المسافة الإجمالية التي يقطعها المنتخب الأرجنتيني ، وصيف حامل اللقب ، لبلوغ النهائي في موسكو يوم 15 يوليو المقبل نحو 6136 كيلومترا في حال تصدر الفريق مجموعته بالدور الأول.

وفي حال أنهى المنتخب الأرجنتيني الدور الأول في المركز الثاني بمجموعته ، سيقطع الفريق مسافة إجمالية خلال مباريات الأدوار الفاصلة حتى النهائي تبلغ 1540 كيلومترا.

ويمثل هذا تحسنا هائلا بالنسبة لمنتخب التانجو الذي قطع 14 ألف كيلومتر في غضون 20 يوما فقط هي إجمالي تنقلاته في بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا 2016) بالولايات المتحدة والتي وصل فيها الفريق المباراة النهائية لكنه خسرها بركلات الترجيح أمام منتخب تشيلي.

وكان الفريق بدأ مسيرته في البطولة القارية بمواجهة نظيره التشيلي في سان خوسيه في الساحل الغربي للولايات المتحدة وأنهى البطولة بمواجهة نفس الفريق في إيست راذرفور في الساحل الشرقي.

وفيما بين المباراتين ، خاض نجم كرة القدم الأرجنتيني ليونيل ميسي ورفاقه مباريات أخرى في شيكاغو وسياتل وبوسطن كما اضطر الفريق للسفر إلى هيوستن بولابة تنيسي جنوبا.

وإذا كان هناك من فريق واحد يمكن أن يعتبر نفسه محظوظا فيما يتعلق بطول رحلاته بالطائرة فإنه المنتخب الكولومبي الذي يمكنه قطع مسافة إجمالية تبلغ أقل من 4000 كيلومتر فقط إذا بلغ المباراة النهائية.

وأوقعت القرعة المنتخب الكولومبي في أسهل مجموعة من حيث طول مسافات الطيران بين المدن في الدور الأول حيث يحتاج الفريق بقيادة مديره الفني الأرجنتيني خوسيه بيكرمان لقطع 783 كيلومترا فقط لخوض مبارياته الثلاث في مجموعته بالدور الأول.

وإذا تصدر الفريق مجموعته ونجح في بلوغ المباراة النهائية للبطولة ، ستبلغ المسافة الإجمالية لرحلاته خلال البطولة بأكملها 3987 كيلومترا مع إضافة أفضلية خوض مباراتي الدور قبل النهائي والدور النهائي في موسكو.

ويبدو الوضع مختلفا تماما بالنسبة للمنتخب الإسباني. وإذا احتل الفريق المركز الثاني بمجموعته في الدور الأول ، سيحتاج الفريق إلى قطع مسافة إجمالية لرحلاته خلال البطولة تبلغ عشرة آلاف و221 كيلومترا إذا بلغ المباراة النهائية ليكون صاحب أطول مسافة إجمالية لرحلات البطولة من بين جميع المنتخبات الـ 32 المشاركة بهذه النسخة.

وإذا تصدر الفريق مجموعته بالدور الأول ، سيوفر على نفسه 1600 كيلومتر لتبلغ المسافة الإجمالية التي سيقطعها بين مدن المونديال الروسي إذا بلغ النهائي 8628 كيلومترا.

وبالنسبة للمنتخب البرازيلي ، لن تكون المسافات مشكلة في المونديال الروسي ، سواء تصدر الفريق مجموعته أو حل ثانيا ، لأن إجمالي المسافات التي سيقطعها الفريق في جميع مبارياته بالبطولة إذا بلغ النهائي سيكون 6136 كيلومترا إذا تصدر المجموعة و6049 كيلومترا إذا حل ثانيا.


توووفه

(د ب أ)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى