الزمالك والأهلي ورجب بحه

كتب- محمد بن عبدات

ظهر اسمه فجأة وصار حديث الناس في مصر وربما العالم العربي، رجل مصري بسيط يعمل وفقا لما صرح به عامل بناء، وأنه أمي لا يقرأ ولا يكتب وإمام لأحد مساجد قريته في الفيوم، كونه يحفظ من القرآن عن ظهر قلب.

أما القصة التي جعلته (ترند)، يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي عقب مباراة الزمالك والأهلي التي خسرها الأول، فهي حين طلع المستشار مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك وأوضح أن وراء هزيمة فريقه السحر وأن هناك شخص بعد كل مباراة للأهلي يفوز فيها يبعث له برسائل يؤكد أن ذلك بفعل السحر وأن من يقف خلف ذلك رجل اسمه رجب بحه، وهو من نفس منطقة مدير الكرة بالأهلي سيد عبدالحفيظ، في إشارة صريحة إلى اتفاق بين الاثنين تم، وذلك حسب كلام المستشار مرتضى منصور الذي قال في تسجيل فيديو ظهر فيه إنه عقب مباراة الأهلي وصن داونز الجنوب أفريقي التي خسرها الأهلي بنتيجة ثقيلة أبعدته بصورة كبيرة عن المنافسة والصعود عن مجموعته في أبطال أفريقيا، التي انحصر التنافس فيها بين الهلال السوداني وصن داونز، لكن أطهر الطاهر كابتن الهلاليب أضاع ضربة جزاء كانت كفيلة بصعود الهلال وأشار سعادة المستشار أنها من فعل ذلك السحر وصعد الأهلي وتلخبط حال كل الفرق التي قابلته بعد ذلك ومنها الرجاء المغربي والترجي التونسي، حين أصابها مشاكل داخلية مختلفة قبل مواجهة الأهلي وظل الأهلي لم يخسر حتى اللحظة، وكله بموجب كلام المستشار بفعل سحر رجب بحه، الذي طلع في بعض المواقع يرتعش ويرتعد ويقسم بالله أنه ليس له يد في ذلك ولا يعرف باب السحر.

إذن من سحر الزمالك والرجاء والترجي ومعهم أطهر الطاهر وجعل من الأهلي بطلا لا يخسر داخل أرضه وخارجها، كلام سوف يسخر منه البعض ويضحك منه البعض الآخر، وربما هناك من يصدق ذلك وواقعة كوماسي والأهداف الخمسة الشهيرة التي دخلت مرمى الحارس الزملكاوي عادل المأمور في نهائي كأس الكؤوس الأفريقية بغانا في الثمانينات، الكل اتهم سحر الأفارقة وأن المأمور لم يشاهد الكرات إلا وهي تسكن شباكه، فهل صبحي لم يشاهد كرات الشحات ومعلول وشريف؟، هنا السؤال الأول، أما السؤال الآخر الذي يطرح نفسه؛ أين كان رجب بحه حين فاز الزمالك ببطولة الدوري لموسمين متتاليين وبطولة كأس مصر وسيطرته على جميع الألعاب الجماعية سلة وطائرة ويد في موسم ضاع فيه الأهلي وابتعد عن كل البطولات، أم أن بحه ظهر لإيقاف زحف الزمالك نحو البطولات وعودة الأهلي إليها فذلك أراه أمرا محيرا للعقل وفيه من الغرابة الشيء الكثير، لهذا يجد المتابع للكرة المصرية نفسه في دوامة عجيبة غريبة تفقده الكثير من شغف متعة المتابعة ويصابه بما يسمع من ذلك دهشة وربشة، وربما فقدان التوازن الفكري حين تصل الأمور بعيدا عن فنون الكرة وأخلاقياتها ونسمع أشياء بعيدة عنها تظهر على السطح وتتناقلها وسائل الإعلام والتواصل، وتبح معها كثير من الأصوات في حين تصوب السهام بقوة نحو عامل البناء وإمام المسجد رجب بحه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى