
كتبت- ترياء البنا
بعد عامين من إقامة المسابقة، والتي واجهت العديد من المعوقات على كافة المستويات وخاصة الاجتماعية، لكنها نجحت في تحقيق التواجد على أرض الواقع، على أمل تأسيس قاعدة متينة وكوادر قادرة على المضي قدما وتحقيق تطور يضاهي دول الجوار على أقل تقدير ويضمن مشاركات خارجية مشرفة، جاء قرار الاتحاد العماني لكرة القدم بإلغاء دوري الصالات النسائي.
لم تظهر مسابقات الكرة النسائية للنور بسهولة، ولكنها أخذت حيزا كبيرا من الوقت والجهد والعمل على مستوى جميع الفئات المنتمية للعبة، واستنفذت جهودا مضنية حتى يتقبلها المجتمع، وكانت بمثابة طاقة نور لفتيات يعشقن كرة القدم واجهن كل التحديات لممارسة اللعبة التي وهبتها المسابقة الرسمية الشرعية المرجوة، لتتسع دائرة طموحهن بتحقيق إنجاز خارجي للسلطنة( بالطبع ليس منذ المشاركات الأولى)، لكن مع توالي المشاركات للمنتخب الذي تكون حديثا.
منذ خمسة أشهر تقريبا، قرر الاتحاد الاستغناء عن مها جنود مشرف المنتخبات ورئيس قسم الكرة النسائية، واتخذ قراره مبكرا بحلحلة البناء غير المكتمل بعد، بذلك يوئد ركنا أساسيا من أركان الرياضة، دون الالتفات إلى عواقب هذا القرار، وهذا برهان بين على سوء التخطيط.
إلغاء الدوري النسائي لا يتوقف تأثيره السلبي على اللاعبات فقط، فهناك أيضا الأجهزة الفنية والكوادر المرتبطة باللعبة، مدربات وحكمات كان من الممكن رؤيتهن في إدارة البطولات القارية، إذن ستكون المحصلة انهيار القاعدة التي تم تأسيسها خلال سنوات وتطورت (ولو بشكل بسيط) خلال الموسم الماضي الذي كان أفضل من سابقه.
كان من المؤمل رؤية لاعباتنا يمارسن كرة القدم في الملاعب المعشبة بدلا من الصالات، وبينما نتطلع إلى المستقبل وما يمكننا القيام به من تطورات تشمل المسابقات( الفئات السنية)، وتأهيل الكوادر، جاء قرار العودة إلى نقطة الصفر، لينسف كل الجهود التي بذلت منذ سنوات والمبالغ الهائلة التي أنفقت على تجهيز وإعداد عناصر اللعبة، التي لم يوضح القرار مصيرها.
جاء قرار الاتحاد قاطعا بإلغاء الدوري النسائي، وحل الجهاز الفني للمنتخب، بدلا من محاولة التفكير بتوفير بدائل تضمن الحفاظ على ما تم بناؤه، ودون أن يضع في الحسبان مستقبل اللاعبات ومستقبل مشاركات السلطنة بالاستحقاقات الخارجية، ليتم تسجيل فشل جديد للمنظومة الكروية العمانية، لأننا بذلك نحتاج سنوات أخرى طويلة إذا ما أردنا إحياء الكرة النسائية مرة أخرى.