مونديال السيدات.. مكاسب بالجملة وإخفاقات مفاجئة للكبار

(د ب أ)-توووفه

يسدل الستار اليوم الأحد على فعاليات النسخة التاسعة من بطولة كأس العالم 2023 لكرة القدم للسيدات، والتي وصفها السويسري جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) بأنها “الأفضل في التاريخ”.

وعلى مدار شهر كامل شهدت البطولة، التي حققت رقما قياسيا جديدا في عدد المنتخبات المشاركة، العديد من المفاجآت؛ سواء كانت بظهور مستويات مميزة من بعض الفرق التي تركت بصمتها، أو بالمستوى المتراجع للبعض الآخر والخروج المبكر لبعض من أبرز المنتخبات المرشحة للفوز باللقب.

وفيما ودع جميع الأبطال السابقين للبطولة هذه النسخة قبل الوصول للمربع الذهبي، ستشهد البطولة اليوم مواجهة بين منتخبين يخوضان النهائي للمرة الأولى وهما المنتخبان الإسباني والإنجليزي.

وقدمت هذه النسخة معايير جديدة، خاصة على مستوى تطور المستوى الفني والبدني والاهتمام الجماهيري والإعلامي عالميا.

وشهدت هذه النسخة مشاركة 32 منتخبا، لتكون المرة الأولى في تاريخ مونديال السيدات، التي يتنافس فيها هذا العدد في نسخة واحدة.

وتسرد وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في هذا التقرير أبرز حالات التألق والبصمات الناجحة في هذه النسخة وكذلك أبرز الإخفاقات.

أبرز النجاحات:

المنتخب الأسترالي:

أثار المنتخب الأسترالي سعادة أنصاره في هذه البطولة، التي استضافتها بلاده بالتنظيم المشترك مع نيوزيلندا، وأكمل الفريق طريقه حتى الدور قبل النهائي، قبل الخسارة أمام المنتخب الإنجليزي بطل أوروبا.

وكان للمسيرة الناجحة للمنتخب الأسترالي دور بارز في تحقيق أرقام قياسية على مستوى الحضور الجماهيري في المدرجات، رغم أن كرة القدم لا تحظى بالشعبية الأولى بين الرياضات الجماعية في أستراليا حيث تسبقها رياضات أخرى مثل الرجبي والكريكيت.

وأنهى المنتخب الأسترالي مسيرته في البطولة بإحراز المركز الرابع بعدما خسر صفر / 2 أمام نظيره السويدي أمس السبت في مباراة تحديد المركز الثالث.

المستوى الرياضي:

كان أكثر الرابحين في النسخة الحالية من مونديال السيدات هو كرة القدم نفسها، حيث شهدت المباريات سرعة أكبر والتحامات بدنية أقوى، وطاقة أكبر في الأداء، إضافة للحماس الشديد وتنوع طرق اللعب، ما يؤكد التطور السريع في مستوى كرة القدم النسائية بكل أنحاء العالم.

ورغم هذا، لا تزال قضية “المساواة” مع اللاعبين الرجال هي الأمر الأكثر جذبا للاهتمام في معظم البلدان، وربما أكثر من الاهتمام بأمور البنية الأساسية لتطوير اللعبة على مستوى السيدات.

التجاوب العالمي:

أكد إنفانتينو: “حضر نحو مليوني مشجع في المدرجات. وبالإضافة لهذا، تابع نحو ملياري مشجع في العالم فعاليات البطولة ككل وليس فقط لمساندة وتشجيع فرقهم”. كما جنى الفيفا مكاسب من البطولة بلغت أكثر من نصف مليار يورو.

تألق المرشحين للإخفاق:

مع ارتفاع عدد المنتخبات المشاركة في البطولة إلى 32 منتخبا بهذه النسخة، تزايد الجدل خلال السنوات التي سبقت هذه البطولة بشأن إمكانية ظهور مستويات ضعيفة من عدة فرق.

وتزايدت هذه المخاوف بعد تأهل ثمانية منتخبات إلى النهائيات للمرة الأولى في تاريخهم، ما يمثل 25 % من المنتخبات المشاركة في البطولة، ولكن هذه المخاوف تبددت بشكل كبير بمجرد انطلاق فعاليات الدور الأول وظهور مستويات جيدة من معظم المنتخبات الجديدة، أو المنتخبات التي كانت مرشحة للإخفاق.

وخلال دور المجموعات على سبيل المثال، خسر منتخب هايتي صفر / 1 فقط أمام نظيره الإنجليزي بطل أوروبا، والذي يخوض النهائي اليوم، كما تعادل المنتخب النيجيري سلبيا مع نظيره الكندي المتوج بذهبية اللعبة في أولمبياد طوكيو قبل عامين فقط.

ووصل المنتخب النيجيري، مثل منتخبي جنوب أفريقيا والمغرب إلى الدور الثاني (دور الستة عشر)، كما بلغ المنتخب الكولومبي دور الثمانية في هذه النسخة.

أبرز الإخفاقات:

المنتخب الألماني:

على عكس الكثير من التوقعات التي سبقت البطولة بأن يكون من أبرز المرشحين للمنافسة على اللقب، أو على الأقل على مركز متقدم في هذه النسخة، ودع المنتخب الألماني البطولة من دور المجموعات باحتلال المركز الثالث في مجموعته برصيد أربع نقاط وبفارق نقطتين خلف منتخبي كولوبياوالمغرب.

وكان المنتخب الألماني بقيادة المدربة مارتينا فوس تيكلنبرج بحاجة للفوز على منتخب كوريا الجنوبية في المباراة الأخيرة بالمجموعة، ولكنه استسلم للتعادل 1 / 1 ليخرج صفر اليدين من الدور الأول على غرار منتخب الرجال الذي ودع مونديال 2022 في قطر من دور المجموعات، ليؤكد الفريقان أن المنتخبات الألمانية لم تعد ضمن الأفضل في العالم.

المنتخبان الأمريكي والبرازيلي:

رغم فوز المنتخب البرازيلي بلقب كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا 2022) للسيدات، لم يكن ظهور الفريق في المونديال الحالي بالمستوى المتوقع منه.

وخرج الفريق بقيادة لاعبته المخضرمة مارتا، التي خاضت بهذا آخر نسخة لها في المونديال، من الدور الأول بعد احتلال المركز الثالث في مجموعته خلف منتخبي فرنسا وجامايكا.

وبهذا فشلت مهمة المدربة السويدية الشهيرة بيا سوندهاج مع الفريق؛ حيث تولت قيادة الفريق في 2019 بعد بلوغه دور الستة عشر في النسختين الماضيتين من المونديال، ولكنها لم تصل بالفريق حتى إلى هذا الدور في النسخة الحالية.

ولم يختلف الحال كثيرا بالنسبة للمنتخب الأمريكي، الذي توج باللقب في النسختين الماضيتين عامي 2015 و2019، ولكنه ودع البطولة الحالية من دور الستة عشر بالخسارة أمام نظيره السويدي بركلات الترجيح، لتكون نهاية غير موفقة لمسيرة ميجان رابينو قائدة المنتخب الأمريكي.

وكانت رابينو أعلنت، قبل أيام من انطلاق البطولة الحالية، عن اعتزالها اللعب بنهاية الموسم الحالي.

وتسبب الخروج المبكر من المونديال الحالي أيضا في استقالة المدرب فلاتكو أندونفسكي من تدريب المنتخب الأمريكي.

الاستدامة:

تطلبت الرحلات الطويلة إلى أستراليا ونيوزيلندا والمسافات الطويلة بين المدن المضيفة لمباريات البطولة العديد من رحلات الطيران لأكثر من مليون مشجع وضيف.

وعلى الرغم من إعلان الفيفا قبل بداية البطولة عن شعار “استادات خضراء”، يتفق الخبراء على أن البطولة تبدو على النقيض وأنها تفتقد للاستدامة.

الطقس:

على الرغم من خوض اللاعبات للمباريات في درجات حرارة مناسبة بفصل الشتاء في أستراليا حاليا، كان الطقس باردا بالفعل أحيانا في نيوزيلندا للدرجة التي ارتدى فيها المشجعون والمشجعات المعاطف، وكذلك كان الحال بالنسبة للمدربين واللاعبات الجالسات على مقاعد البدلاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى