الرغبة وحدها لا تكفي

كتبت- ترياء البنا

أن يكون لديك طموح، فهذا أمر مشروع للجميع- أفراد وجماعات-، والبديهي أن لكل إنسان يعيش ويتنفس، هدفا في الحياة يرجو تحقيقه، البعض يصل لمبتغاه والبعض الآخر لا يحقق شيئا، فلماذا؟، أن تحلم أمر لا يد لك فيه، ولكن أن تحقق حلمك فهذا بيدك، المعادلة منطقية تريد تحقيق نجاح عليك بالعمل، ولكن بهذه الجملة في حد ذاتها لا تستقيم المعادلة، حيث ينقصها الركن الأهم( العمل المدروس والمنظم)، فليس كل من يعمل يستطيع النجاح، خاصة إذا كان عمل الغالبية بلا ملامح، فالعمل الفوضوي لا يسمن ولا يغني من جوع.

كلمات أعيدت مرارا وتكرارا من قبل كل من له صلة بالعمل الرياضي، لكي ننجح ونحقق إنجازا علينا وضع أجندة محددة الأهداف( قصيرة، طويلة المدى)، وتحديد عوامل تنفيذها بنجاح، واختيار الكوادر البشرية المؤهلة للعمل عليها، القادرة على الابتكار الفكري بما يواكب عجلة التطور المتسارعة من حولنا، فالقطار لم يعد عاديا يمشي على الأرض بل أصبح قطارا طائرا.

الجميع من حولنا بدأ العمل منذ سنوات، والآن يجني الثمار، ولا زلنا نسير في ذات النهج، نهتم بقمة الهرم ونبني الآمال والطموحات ونحلم بتحقيق الإنجازات، ولكن القمة لا تثبت على الأرض دون قاعدة قوية، وكلما كانت القاعدة متجذرة تعلو القمة بلا خوف من أي تعثر.

نحلم بالوصول بعيدا في كأس آسيا( لمرة أولى)، والتأهل لأول مرة إلى كأس العالم، ونتمنى بلوغ نهائيات آسيا للمنتخبات الأولمبية ويا حبذا لو استطعنا التأهل إلى أولمبياد باريس، ولكنها تظل في النهاية أمنيات، فماذا أعددنا لتحقيق ذلك؟.

كيف نصل بعيدا في منافسات الكأس القارية والفجوة كبيرة جدا بين مستوى لاعبينا ونظرائهم بالمنتخبات الآسيوية( فقط إذا قارننا عدد المحترفين العمانيين والمحترفين في المنتخبات المنافسة)، ناهيك عن أننا لا زلنا نتخالف في الرأي حول الأسماء التي تضمها القائمة النهائية المختارة للمنتخبات جميعها في كافة المشاركات.

بالأمس خسر منتخبنا الأولمبي مواجهة الجولة الثانية بتصفيات كأس آسيا أمام الأردن بهدف قاتل في الدقائق الأخيرة، تبخرت معه آمالنا بالقدرة على التأهل المباشر والوصول إلى الأولمبياد، رغم البداية الجيدة للأحمر الذي فاز على سوريا 2/0 في المباراة الأولى، وهذا السيناريو ليس جديدا، نبدأ بشكل جيد ثم يحدث الانهيار، نستهل المشاركات بإرادة وعزيمة ونحقق القوز ولكن الأمر ليس فقط إرادة نحن في أمس الحاجة إلى خبرات تراكمية ومعدلات موازية للخصوم من اللياقة البدنية، وهذه لا تأتي إلا من خلال انغماس اللاعب منذ سنواته الأولى في مسابقات محلية متدرجة القوة، يثقلها فيما بعد عمل الجهاز الفني للمنتخب بالوديات القوية والاحتكاك بمنتخبات أعلى فنيا لاكتساب خبرات جديدة من مدارس مختلفة، فكيف يكون لدينا منتخب مطالب بالتأهل لكأس آسيا والأولمبياد واللاعبون لا يخوضون مباريات محلية، فليس لديهم دوري خاص ولا يشاركون رفقة أندية دوري عمانتل بشكل أساسي؟.

قبل أن نضع سقفا عاليا لطموحنا علينا أولا النظر تحت قدمينا للتأكد من صلابة الأرض التي نقف عليها، حتى لا تذهب أحلامنا أدراج الرياح التي نثرت طيلة سنوات طويلة سابقة طموحات وآمالا مماثلة، لأن لاعبينا ومدربيهم يجتهدون وفق الإمكانيات المتاحة والتي يعلم جميعنا أنها لا تكفي للوصول إلى منصة تتويج، ونتمنى أن تخدم الحسابات المعقدة منتخبنا الوطني وأكرم حبريش لمحاولة أخيرة لتدارك الأمر والصعود ضمن أفضل مركز ثان، وإلم يحدث ذلك فلا عتب على اللاعبين والجهاز الفني، ولكن علينا حينها البدء من الصفر لبناء منظومة كروية على أسس سليمة يمكنها فيما بعد تحقيق كل ما نصبو إليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى