
توووفه- ترياء البنا
ردود فعل متباينة عقب فشل منتخبنا الأولمبي في التأهل إلى كأس آسيا قطر 2023، بين متوقع لهذا الإخفاق عطفا على الوضع الكروي الداخلي فيما يخص فئات المراحل السنية، وغاضب على عمل الجهاز الفني بقيادة المدرب الوطني أكرم حبريش.
توووفه التقت المدرب الوطني هلال العوفي للحديث باستفاضة من وجهة نظر فنية عن حال المنتخب الأولمبي.
واستهل العوفي: لا أحب أن أسمي عدم التأهل فشلا، هذه الكلمة لا أذكرها في قاموسي خاصة في فئة المراحل السنية، فالإنجاز والنجاح بها غير مقرون بالحصول على بطولة، وإنما في نوعية العمل وتطوير المواهب ابتداء من مرحلة البراعم وصولا إلى المرحلة الأهم بالنسبة لنا وهي الفريق الأول، دائما هناك إخفاقات في مراحل البناء، النجاحات تقدر بالإنجازات والبطولات فقط مع مرحلة الفريق الأول، أما فيما قبل ذلك فهو أساس لبناء وتطوير لاعبين جيدين يمثلون دعامة قوية للمستقبل بالنسبة للفريق الأول، يمكن أن نقول إن هناك قصور في عمل معين أو حتى في تحقيق هدف.

وبسؤاله عمن يتحمل المسؤولية الأكبر في ذلك العمل المتواضع: بالتأكيد المسؤول الأول والأخير هو الاتحاد العماني لكرة القدم، بما أن النجاح أو عدم تحقيق الأهداف هو الأساس بكرة القدم، ولكن يجب أن نعترف بأن الاتحاد قدم الكثير للمنتخب الأولمبي، حيث شارك في عدة بطولات دولية، في السعودية، قطر، العراق، الجزائر، بالإضافة إلى معسكرات تركيا والإمارات، ولكن قصور الاتحاد في جانب مهم جدا وهو أن عملية التواصل في المراحل السنية معدومة، لأنه من المفترض أن يسبق المنتخب الأولمبي 6 سنوات من العمل على تكوين اللاعب، عامان في البراعم، ومثلهما في الناشئين، ومثلهما في الشباب، ثم يتم تصعيد اللاعب للمنتخب الأولمبي.
وتابع: اليوم عندما ننظر على سبيل المثال لمنتخب الناشئين السابق، الآن المفترض أنهم يقومون بالعمل في منتخب الشباب، ولكن قد مضت سنة كاملة بدون أي تجمع لهذه المواهب على أساس ان تكون في مرحلة الشباب، وإذا نظرنا للمنتخب الأولمبي الحالي نجد أن بعض اللاعبين منهم لعب أول مباراة دولية، لم يلعب في المراحل السنية، وإن كان لعب في بعض المباريات فهناك توقفات طويلة حدثت بين الناشئين إلى الشباب حتى وصوله إلى الأولمبي، فليست هناك استمرارية في العمل، وهذا ينقص من الجانب التطويري للاعب، إضافة إلى أن مسابقاتنا المحلية بكل مصداقية ضعيفة لا تغني ولا تسمن من جوع، لذلك وجب على الاتحاد أن يعوض النقص الموجود في المسابقات والمباريات باستمرارية المنتخبات لفترة أطول، بغض النظر عن تحقيق بطولة معينة، نحن للأسف الشديد نعمل على بطولة معينة، مثلا بطولة الناشئين نعمل قبلها ب7 أشهر، أتمنى أن يبتعد الاتحاد عن تفكيره بالبطولات في المراحل السنية، لا يجب أن يقرن عمله بالبطولات الخارجية، يجب أن يكون هناك استمرار في العمل، لذا الاتحاد هو المسؤول الأول.
وحول عناصر اللاعبين في المنتخب الأولمبي: للاسف الشديد لا أعرف هل ظلموا أم ظلموا أنفسهم، بالرجوع إلى القائمة نجد أغلب اللاعبين لا يلعبون في في مستويات تنافسية قوية، بعضهم ليس لديه ناد، والبعض لا يلعب أساسيا مثلا في أندية النخبة، المفترض أنه في هذا العمر 23 سنة يكون اللاعب وصل إلى مرحلة النضج التكتيكي والفني، وأن يكون أساسيا على أقل تقدير في أندية الدرجة الأولى.
وأردف: 5 أو 6 لاعبين فقط يلعبون في أندية دوري عمانتل أو الدرجة الأولى، فلذلك هذا عنصر غير فعال بالنسبة لتطوير اللاعب في الأولمبي اقتصاره فقط على المنتخب أو على الاتحاد في التطوير شيء مرفوض، العمل الأساسي في الأندية، أكثر فترة يظل فيها في النادي وهذا المتعارف عليه على مستوى العالم.
وعن مدى نجاعة الجهاز الفني في اختيار اللاعبين: شخصيا تابعت مباريات المنتخب الأولمبي وكذلك فترة الإعداد، العناصر الموجودة خامات جيدة، الكابتن أكرم والجهاز الفني وفقوا بشكل كبير جدا في اختيار العناصر المناسبة، قد يختلف البعض في عنصر أو عنصرين ولكن هناك اتفاق على أن اللاعبين الذين تم اختيارهم عناصر فاعلة ومبشرة للمستقبل، ستكون رافدا حقيقيا للمنتخب الأول مستقبلا إذا وجدت الرعاية والاستمرارية في التدريب سواء عن طريق الأندية أو المنتخبات الوطنية،
راض كل الرضا عن اللاعبين وعما قدموه خاصة في مجموعة كانت صعبة، تضم الأردن وسوريا، فريقان قويان جدا بدنيا وفنيا.
وحول النسبة التي يتحملها الجهاز الفني من الإخفاق خلال التصفيات: دائما في العرف الكروي أي نجاح يكون للجهاز الفني وأي إخفاق أيضا، ولكن بكل أمانة ومصداقية الجهاز الفني عمل بكل جد وإخلاص، نعم لم تتأهل وهذه حال كرة القدم، قدموا مباريات مرضية على المستوى العام، بعض الأمور لم يحالفنا الحظ فيها، خاصة في مواجهة الأردن، المنتخب قدم كل ما عنده وفق الإمكانيات، أقصد إمكانيات اللاعبين السابقة، ما قدمه الجهاز الفني يعتبر شيئا مميز بغض النظر عن عدم التأهل، شاهدنا جوانب فنية جيدة على مستوى الجانب الدفاعي أو التنظيمي، والهجومي، نقول لهم شكرا على ما قدمتوه، وأتمنى استمرار الجهاز الفني الكابتن أكرم والكابتن مجيد ليس مجاملة ولكن عن تقييم العمل الذي رأيناه، ولكن كما نكرر هناك نواقص، والجهاز الفني يتحمل بعض الجزيئات ولنقل حتى بنسبة 10% في بعض الجوانب، حتى وإن كان أجبر على ارتكابها نظرا للظروف المحيطة، ولكن في المجمل العام الجهاز الفني قام بدوره كاملا، وأعتقد أن هناك رضا كبيرا للشارع الرياضي وكذلك للفنيين المتابعين للفريق، فالفريق في تطور وتحسن، يضم لاعبين جيدين يمكن الاعتماد عليهم في المستقبل وهذا هو الأهم.