واقع يوئد حلم المونديال

كتبت- ترياء البنا

التأهل إلى نهائيات كأس العالم، كان ولا زال وسيبقى طموحنا الكروي، ليس لدينا فقط، بل في جميع دول العالم، فالمجد الكروي مرهون بتحقيق الكأس القارية والتأهل للمونديال، ولكن أين نحن من ذلك؟.

في كرة القدم، الجميع يتمنى الفوز وحصد البطولات، لاعبون، أندية، ومنتخبات، ولكن هل سبق أن حقق ناد أو منتخب لقبا بالتمني، هل تأهل منتخب إلى نهائيات كأس العالم بالتمني؟، بالطبع كلا، إذا أردت النجاح فعليك أن تذاكر منهجك جيدا، منتبها لكافة التفاصيل الهامة، وتركز بشدة على ما يأتي في الاختبارات مرارا وتكرارا، لتكون وقت الاختبار في أتم الجاهزية، هذا هو المنطق الذي نسير وفقه مع أبنائنا ليحققوا النجاح ويصلوا لأعلى المراتب.

في العملية التعليمية التي هي أهم مرتكزات الحياة، والأساس الذي تبنى عليه جميع سياسات التطوير في شتى المناحي، يكون هناك عناصر أساسية هي الطالب، المنهج، المعلم، والمدرسة، لا يمكن بأية حال إغفال أي منها لتستقيم الأمور وتسير في درب سلامتها الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى الهدف المنشود، وبمقارنة بسيطة مع كرة القدم، نجد تشابها كبيرا،( حتى لو تخيرنا أي حقل آخر سيكون التشابه متواجدا)، فالمنظومة الرياضية لها عناصر أساسية، هي اللاعب، الإعداد، المدرب، والبيئة الحاضنة، لا يمكن تحقيق أي إنجاز دون أحد هذه العناصر.

في كرة القدم، اللاعب هو الأساس الذي تدور في فلكه كل العناصر، ومع توفر الإعداد المدروس والمدربين الأكفاء، والبيئة الصحية، نستطيع أن نجني من خلاله أفخر الثمار، الأمر ليس فلسفة، ولكنه منطق يدركه الصغير قبل الكبير، فهل تتوفر لدينا تلك العوامل التي تقود لتحقيق الإنجازات والبطولات؟.

بعد مباراتي فلسطين وأمريكا، تباينت ردود الأفعال حول قدرة برانكو إيفانكوفيتش على الصعود بالمنتخب الوطني إلى كأس العالم، والمنافسة على كأس آسيا( التي لم نصل فيها قبلا إلى ما هو أبعد من الدور الثاني)، وأنا هنا لست في معرض الدفاع عن الرجل( الذي هو قامة فنية لا غبار عليها، استطاعت أماكن أخرى الاستفادة منه بشكل كبير)، سواء هو أو من سبقه، ولكن هل تتوفر لدينا أحجار الأساس لبناء قصر الأحلام والطموحات التي تغزو مخيلتنا؟.

هل لدينا اللاعب الذي يمتلك العقلية الاحترافية في ممارسة كرة القدم( بالطبع ليس بالتمني)؟، هل يجد اللاعب العماني أدوات البناء الأساسية التي تجعله في مستوى نظرائه بالمنتخبات المجاورة على أقل تقدير؟، هل تحيط باللاعب العماني البيئة الخصبة لصناعة نجم كرة قدم؟، علينا أن نكون أكثر وضوحا مع أنفسنا، لأن المدرب، أيا كان اسمه، ليس ساحرا، هو مجرد شخص لديه فلسفة يعمل على تطبيقها ليصل إلى هدف صاحب الطموح( أولا)، ثم هدفه الشخصي بتحقيق نقاط مضيئة تضاف إلى صفحة سيرته الذاتية.

نعم لدينا خامات لا بأس بها، ولكن ينقصها كل شيء، البداية المبكرة للعمل على تشكيلها، الكوادر القادرة على البناء( فنيا وطبيا)، التدرج الطبيعي لمراحل التكوين البدني والفني، وهذا أمر لا يحتاج لمجادلة، كيف نحمل شخصا مهمته فنية بحتة مسؤولية إخفاق؟، بلى هو يتحمل الجزء الأكبر، لكنه دائما، وإحقاقا للحق، يعمل وفق المتاح، وهذا ينطبق على مدربي جميع منتخباتنا الوطنية، لأن جهازي المنتخب الفني والطبي بعيدون تماما عن برنامج اللاعب في ناديه، وهذه الفجوة وحدها كفيلة بهدم أي تطور محتمل للاعب دولي.

التأهل إلى كأس العالم، والمنافسة على كأس آسيا، وأية بطولة قارية أو عربية، لا تتأتى بالكلام والأحلام، لأننا وفق ما نعيشه لن نتأهل إلى المونديال القادم، ولن ننافس على الكأس القارية، ليس تشاؤما، وإنما نتائج لمعادلة مخاض صعبة تعيشها كرة القدم العمانية، تحتاح إلى وضع اليد على مكامن الألم سريعا، ومعالجتها، لنصل إلى ما نصبو إليه يوما ما، فأن تأتي متأخرا أفضل من ألا تأتي أبدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى