
كتبت- ترياء البنا
مع تدشين بطولة دوري عمانتل لهذا الموسم، أعلن الاتحاد العماني عن عديد الجوائز، مثل الأفضل، على مستوى اللاعبين،الحراس، المدربين، الحكام، الهداف، وكذلك الفريق المثالي، وهي الجوائز التي كان معمولا بها في فترات سابقة، مضيفا إليها جوائز للمشجعين، ومجالس جماهير الأندية الرسمية، والأهم الإعلان عن سحوبات على 12 سيارة على مدار الموسم للجمهور.
بالطبع يهدف الاتحاد من كل هذه الجوائز إلى إضفاء المتعة المفقودة على البطولة الحالية من خلال الزخم الجماهيري، حيث يمنح الحضور الجماهيري الكبير أية بطولة شرعية فنية ليكون جواز سفرها إلى الإثارة والمتعة والقيمة، ولكن مع نهاية الجولة الخامسة من منافسات الدوري، لم نلحظ أي جديد، فباستثناء جمهور السيب وصحار، الذي يحضر على استحياء( بأعداد ليست بالتي تملأ المدرجات)، خلت مبارياتنا من الجمهور الذي هو ملح البطولات وسكرها، فماذا يعني ذلك؟
كرة القدم بالنسبة للجمهور ليست سحبا يجرى على الفوز، حتى ولو كانت الجائزة سيارة، كرة القدم لأي مشجع عشق كبير، فهي كفيلة في مدة 90 دقيقة أن تفعل ما لا يستطيع الأطباء النفسيون فعله، يعاني المشجع كثيرا حتى يتواجد بالمدرجات فقط كي يستمتع بفنون وجنون كرة القدم، لذلك أرى أن أكثر الجماهير حظا هذا الموسم على مستوى العالم العربي، هي الجماهير السعودية، التي منحت هذا الموسم ما لم يحصل عليه أي جمهور عربي، فمثلا إذا نظرنا فقط لمباراتين بدوري روشن، الهلال والاتحاد، النصر والأهلي، هاتان المباراتان مع 14 هدفا، كانتا وجبتين دسمتين بكل معنى الكلمة لأي متابع، حتى إننا أمام التلفاز لم نحرك ساكنا طيلة دقائقهما، 180 دقيقة مفعمة بفنون وإثارة ومتعة وجنون الكرة، ما جعلنا نجزم بأن الجمهور السعودي الأكثر حظا وربحا مما تشهده الكرة السعودية هذا الموسم.
في كرة القدم، الأمر لا يتعلق أبدا بربح مادي، وإلا ما تركت الجماهير أعمالا مهمة من أجل مشاهدة مباراة، بل يتعدى ذلك، فالكرة غذاء للعقل والروح مثل الموسيقى، وغياب الجمهور العماني عن المدرجات دليل دامغ على أن تطوير اللعبة في كافة عناصرها هو الأهم، لأنه المغناطيس الذي يجذب الجميع بقوة نحو الملاعب.
إن فقد المسابقة لناديي السويق والمصنعة، أثر على مستواها الفني، وهذا، بلا أدنى شك، الواضح جليا إلى الآن، فمع 12 فريقا، تبلورت الصورة إلى حد ما بمنافسة 3 أندية على القمة، وبقية المباربات الهدف الأسمى منها البقاء ضمن المنطقة الدافئة خشية الهبوط، مسابقة بهذا الشكل بالتأكيد لن تفرز لاعبين بقيمة مقنعة لتمثيل المنتخب الوطني الذي ينتظره الاستحقاقان الأبرز، كأس آسيا والتصفيات المزدوجة، ومن الصعب إقناع جمهور يتابع عبر الشاشات مباراة تشهد تسجيل7 أهداف مع أهم نجوم الكرة، أن يخرج من منزله ليحضر مباراة بدوري عمانتل.