
مسقط- توووفه
كشف مدرب حراس مرمى نادي العربي القطري شاكر بن محمد البلوشي عن ارتياحه للعمل الذي قام به مع ناديه الجديد ورغبته في استمرار العقد المبرم بين الطرفين، وقال البلوشي خلال الحوار الذي اجرته معه توووفه قبيل مغادرته لحضور حفل ختام الموسم الكروي في قطر: “عندما قررت خوض التجربة القطرية كان هدفي تمثيل سلطنة عمان وكرة القدم العمانية، وفور وصولي إلى العربي كان الفريق يعاني كثيرا ولم يكن في رصيده سوى 8 نقاط فقط في القسم الأول من الدوري والشباك استقبلت 24 هدفا، ولكن كوني أقبل التحدي قررت عمل الكثير من اللمسات من أجل أن يتغير الوضع وفعلا وجدت تعاونا من الجميع في النادي ومن كل الأمة العرباوي”.
مضيفًا: “الجميع في العربي كان يتحدث على أن قدومي سيكون فأل خير على النادي حيث ربط الغالبية من الأمة العرباوية تتويج منتخبنا بلقب خليجي 23 بقدومي، وهذا ما حدث فمستوى الفريق بدأ في التحسن والنتائج تتطور من مباراة لأخرى، ولعل أبرز مثال على التطور أن نادي الدحيل بطل الدوري والكأس لم يفز على العربي إلا بهدف يتيم، بينما كان يسجل أهدافا كثيرة على الفرق الأخرى، وفي الجولات الخمس الأخيرة من الدوري تمكنا من الفوز بأربع مباريات، تجاوزنا الغرافة والريان وتمكنا من الفوز على المرخية والخريطيات”.
وأوضح شاكر أن العربي لم يكن لديه مشكلة مع حراس المرمى وليس ذلك السبب في تدني نتائج العربي، ولكن المشكلة من وجهة نظره في المنظومة وكيفية توظيف اللاعبين داخل الملعب، كما يعرف الجميع فالعربي فريق بطولات ولذلك وبعد مجيء المدرب الكرواتي لوكا بدأ في حل هذه الاشكالية وبدأ الفريق في الصعود على حد تعبيره.
تجاوب الحراس
ويحيي شاكر تجاوب حراس المرمى معه ويقول: “بداية من الحارس الفذ مسعود زراعي الذي بالرغم من تجاوزه الخامسة والثلاثين إلا أنه في قمة عطائه، إذ كان في تشكيلة الأسبوع لأكثر من 6 جولات، ومعي أيضا مهند نعيم حارس مرمى المنتخب الأولمبي وراهنت على الحارس الثالث في الفريق وهو لؤي عاشور من مواليد 96 وهو لم يخض ولا مباراة مع الفريق الأول قبيل حضوري، بل بالعكس عندما جئت لعب مباراة ودية مع الفريق الأول ومنحته الفرصة للعب 10 مباريات مع فريق تحت 23، بالتأكيد لا خوف على مستقبل العربي في حراسة المرمى فالعديد من حراس النادي ينشطون مع المنتخبات الوطنية وبعضهم في أكاديمية التفوق الرياضي اسباير، لذلك أعتقد أن حراس المرمى راضون عن عملي”.
الحضور باكرًا
يفضل شاكر الحضور مبكرًا للملعب حيث يقول: “الفريق يتجمع في الخامسة والنصف أما أنا فأصل قبل ذلك بفترة كافية، كما أن هنالك بعض الأسباب منها متابعة تدريبات فرق المراحل السنية في النادي كفريق الشباب وفريق الناشئين وفريق البراعم حيث يتدرب فريق الشباب والناشئين مع بعض فيما يتدرب فريق البراعم على حدة، وفريق الأمل أيضا، وفريق الواعدين والأشبال، في العربي يتواجد 5 مدربين حراس للمرمى لكل فئة وكل مدرب له برنامج خاص وطبعا البرنامج من إعداد اللجنة الفنية في الاتحاد القطري بحيث تسير كل الأندية في مسألة تدريب حراس المرمى على نفس النهج، كما تقيم اللجنة الفنية حلقات عمل شهرية لمدربي حراس المرمى لاطلاعهم على الجديد ما يعني أن هنالك ثقافة خاصة في التعامل مع المدربين، نحن في السلطنة نفتقد لهذا الأمر، حيث لا يمكن تجميع جميع المدربين شهريا في محافظة مسقط مثلا ولا يمكن بالتالي ذهاب أعضاء اللجنة الفنية بالاتحاد إلى المحافظات شهريا”.
مستوى حراس العربي
وحول سؤاله عن مستوى حرّاس مرمى العربي في الدوري القطري ذكر شاكر أنه تمت دعوة المنتخب القطري لخوض مباراة ودية مع المنتخب العراقي في العراق بمناسبة افتتاح أحد الملاعب هناك، ويقول: “سمعت أحاديث في الشارع الرياضي تتساءل لماذا لم يتم استدعاء حارس مرمى العربي للمنتخب وهو الذي تألق في الدوري تلك الفترة ولا يزال، أخبرتهم إن سياسة المنتخب القطري ربما هكذا يريدون التجديد والإحلال على الرغم من أن الحارس الثاني والثالث للمنتخب القطري الحالي لا يلعبون أساسيين مع أنديتهم، أعتقد هذه سياسة الجهاز الفني للمنتخب ربما التفكير للمستقبل، وبالنسبة لعدم استدعاء مسعود زراعي فيعود من وجهة نظري إلى العمر الافتراضي للحارس، لكن تخيل أن زراعي أنهى لغاية الآن كل دورات مدربي حراس المرمى وهو لا يزال يلعب، فحتى لو قرر الاعتزال غدا فلن يلاقي أية صعوبة في مواصلة مشواره الرياضي. لاحظ الفرق معنا بالنسبة للاعبين عماد الحوسني وأحمد كانو نجمي المنتخب الأول الآن فقط فكرا في طرق أبواب التدريب من خلال الالتحاق بالدورات بعكس النجم بدر الميمني الذي خطط لمستقبله بالشكل الصحيح مبكرًا.
منتخب الناشئين
وعن الفترة التي قضاها شاكر مع منتخب الناشئين كمدرب لحراس المرمى يقول: “لا أحكم على عملي لكن المتابعين هم من يفعلون والحمد لله خلال السنوات الست الماضية استطعت إبراز العديد من حراس المرمى وهاهم ينشطون الآن في دوري عمانتل، أتابع مباريات نادي العروبة ونادي عمان بشغف لوجود إبراهيم المخيني مع المارد العرباوي ووجود بلال البلوشي مع العميد نادي عمان والسنة الفائتة كنت أتابع مباريات نادي الشباب لوجود فارس الغيثي، أتمنى فقط أن يتم مراقبة اللاعبين الناشئين خصوصا في برامج التواصل الاجتماعي”.
مضيفًا: “أحيي العمل الذي يقوم به الجهاز الفني للمنتخب بقيادة الكابتن يعقوب الصباحي ومعاونه هلال العوفي هما مربيان قبل أن يكونا مدربين، أؤكد لك أن الصباحي مكسب للكرة العمانية فهو يعشق التدريب ويسري في دمه وأنصح المسؤولين في الاتحاد بعدم التفريط في هذا المدرب فهو قادر على إيصال المنتخب إلى منصات التتويج وما يحدث من أمور أخرى هو ليس بمسؤول عنها، وهنا أعني أنه لا ينبغي عليه أن يقوم بعمل الأندية بل يفترض أن يكون مكملا لها في مسالة إيصال اللاعب إلى المنتخب، سأذكر أمرا في إحدى السنوات خضنا بطولة ودية في اليابان وكان حاتم الروشدي من ضمن الفريق يومها كان الأفضل على المستوى الخليجي وبعد المباراة الأولى جاءني يقول كأنني ألعب كرة القدم للمرة الأولى في حياتي”.
ويؤكد شاكر على أنه للأسف معنا المسابقات لا تخدم المنتخبات بتاتا، ومن هذا المنبر ـ كما يقول ـ: “أناشد الاتحاد العماني لكرة القدم بأن يكون لمنتخبات المراحل السنية وخاصة الناشئين وضع خاص واهتمام غير عادي لأن هذا المنتخب هو النواة والاستمرارية لكرة القدم العمانية، في قطر هنالك 8 مسابقات وكل الأندية ملزمة بالمشاركة، أذكر موقفا حصل مع أحد حراس المرمى عندما كنت مع المنتخب حيث أقمنا معسكرا في مسقط لمدة أسبوع، وبعدها سافرنا إلى إسبانيا وقبل عودتنا كان أحد الحراس يبكي والسبب هو اشتياقه لأمه وأبيه، لذلك من الصعب التعامل مع اللاعب الناشئ، وعلى الأندية تدريب وتثقيف اللاعبين قبيل وصولهم للمنتخبات. التعامل مع المراحل السنية علم منفرد بذاته؟ بالنسبة للصباحي فقد حقق العديد من الإنجازات حيث أوصل المنتخب في ثلاث مناسبات إلى نهائيات كأس آسيا كما فاز ببطولة الخليج، لذلك لي أمنية سأذكرها لك وهي أتمنى من هؤلاء المدربين مواصلة العمل مع الفئات السنية وعدم التفكير في التحول إلى تدريب الفرق الأولى، وهم أيمن العويسي مدرب نادي الشباب ومصعب الضامري مدرب نادي السيب وخالد العلوي مدرب السويق ولي أمنية أخرى أتمنى أن تصل إلى مسامع الكابتن أيمن العويسي وهي أن يستمر مدربا للمراحل السنية ولا يفكر بالانتقال إلى تدريب الفريق الأول بالنادي”.
مونديال الصغار
وعن حظوظ منتخب الناشئين الحالي يقول شاكر: “تابعت المنتخب الحالي وشاهدت له بعض المباريات لكن كنت أتمنى أن يلعب الكثير من المباريات الودية مع منتخبات قوية من أجل اكتساب الخبرة وإزالة الرهبة والاحتكاك وصقل المهارات، أنا لا أجيد التوقعات لكن أمنيتي أن يصعد المنتخب إلى العالمية وأنا فخور بهذا المنتخب وبالكادر الوطني الموجود لكن التأهل لا بد من العمل عليه من خلال مواصلة المعسكرات ولعب المباريات الودية القوية، وعلى الاتحاد تأمين ذلك لأنه حسب علمي بعد هذا الجيل لا يوجد جيل آخر بعد إلغاء مراكز الاتحاد، لذلك إن استمر الكابتن يعقوب الصباحي في تدريب المنتخب يجب عدم توجيه اللوم له، لو قدر الله له عدم تمكنه من الوصول بالمنتخب القادم إلى النهائيات، حيث لا يوجد لاعبون مؤهلون للانضمام إلى المنتخب، أعتقد يجب الاهتمام أكثر بالمنتخب ومنحه كل شيء لأنه المنتخب الوحيد من الفئات السنية الذي تأهل إلى النهائيات”.
ذكريات فنجاء
وحول رأيه في الوضع الذي يمر به نادي فنجاء كونه كان مدربا للحراس فيه قبل الانتقال إلى قطر يقول شاكر: “شاهدت المباريات الأخيرة لفنجاء ولا أخفيك سرا الدموع في عيني فنجاء له مكانه خاصة في قلبي إضافة إلى نادي مسقط بيتي الأول، عملت في فنجاء خلال فترتين الأولى في 2009 والثانية خلال الموسم الماضي، أعتقد الأمور كانت نوعا ما أفضل عندما كنت مع الفريق والآن باتت أسوأ، الأسباب واضحة للعيان، ومنها مسألة صرف الرواتب على الرغم من أن المعضلة ليست في فنجاء فقط وإنما في كل الأندية بدون استثناء لكن عقلية اللاعبين هي التي تفرق وعقليات الإدارة التي تدير شؤون النادي”.
المثل الأعلى
وأشار شاكر في نهاية حديثه إلى أن ينسى فضل الكابتن هارون عامر معتبرًا إياه مثله الأول محليا، حيث يقول: “تعاقدت مع العربي وأطلعته أولا على بنود العقد، ومؤخرا كان متواجدا في الدوحة للإشراف على دورة حراس المرمى، ولا أخفيك سرا جعل الدموع تنزل من أعين 20 مدربا شاركوا في الدورة، كما لا أنسى وقفة أخي مقبول فهو الذي شجعني كثيرا على الالتحاق بالدورات والانتقال إلى قطر، وأيضا الكابتن يوسف عبيد والكابتن سليمان خميس بالطبع كل هؤلاء ساعدوني ووقفوا جنبا إلى جنب معي، بالإضافة إلى دعوة والدتي يرحمها الله ووالدي”.